جددت جماعة الإخوان المسلمين في بيان صادر عنها، استنكارها للمجازر اليومية التي يوقعها النظام الحاكم في سوريا بشعبه والتي راح ضحيتها ما يزيد على ثلاثين ألف شهيد ناهيك عن عشرات الآلاف من المعتقلين والمعذبين، إضافة إلى ملايين النازحين إلى الدول المحيطة، وكذلك الخراب والدمار الذي لحق بمئات المدن والقرى؛ ليعربوا عن بالغ أسفهم وحزنهم واستنكارهم لهذه المآسي التي تفوق جرائم هولاكو ونيرون. وقال البيان:" لقد صعَّد النظام السوري تصعيدًا نوعيًّا في حربه ضد شعبه باستخدام الأسلحة الكيماوية كما نشر في وسائل الإعلام، فإن ذلك وإن كان يدل على فشل النظام في مواجهة الشعب الثائر، فإنه يهدد بهلاك مئات الآلاف من المواطنين السوريين العُزَّل، إضافة إلى أنه يُقدِّم ذريعة للدول الأجنبية للتدخل العسكري في سوريا مثلما حدث في العراق؛ الأمر الذي يهدِّد بتمزيقها وإثارة الفتن والحروب الأهلية الطائفية داخلها، حتى لا ترفع سوريا بعد ذلك رأسًا ولا تقوم لها قائمة". واضاف أن الإخوان المسلمين يحذرون كل التحذير من التداعيات الخطيرة، ويرفضون أي تدخل أجنبي في سوريا، كما يدينون استخدام الأسلحة الكيماوية ضد الشعب، بل استخدام أي نوع من السلاح ضدَّه، وعلى النظام أن يمتثل للإرادة الشعبية ويرحل بعد أكثر من أربعين عامًا من الظلم والفساد، فلا يمكن أبدًا أن يقوم نظام على الجماجم والأشلاء والدماء والخراب، ولا يساوي كرسي حكم تدمير دولة وإبادة أهلها. وأهابت الجماعة بكل المسئولين في الدول العربية والإسلامية والمنظمات الدولية بتحمل مسئوليتهم لوقف هذا العدوان، ورفض المبادرات التي تُبْقي هذا النظام حتى سنة 2014م، مشددة علي أن الأمر لا يحتمل مثل هذا التهاون. واختتم البيان بقول رسول الله، صلى الله عليه وسلم: "لَزوالُ الدُّنيا أهونُ على اللهِ من قتلِ نفسٍ مؤمنة"، وبقوله تعالي "ولا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ".