اليوم بدأنا مرحلة جديدة بعد مرور الاستفتاء واجتياز الدستور العقبات التى وضعها المعرقلون أمامه وحاولوا من خلالها تعطيل مؤسسات الدولة، وتأخير تكوينها، وإعاقة بنائها أو إعادة تكوينها. وأرى أن هذه المرحلة الجديدة التى بدأت اليوم تحتاج إلى جهود كبيرة وتصورات مختلفة؛ للوصول إلى تحقيق الاستقرار السياسى والاقتصادى، ووصول الثمرة الحقيقية إلى المواطنين. المرحلة الجديدة تحتاج إلى إعطاء الأولوية القصوى والأهمية الكبرى للمواطن البسيط الذى عانى كثيرا من خلافات السياسة، وتعرض للأذى نتيجة مراهنة البعض على الحصول على مكاسب شخصية ضيقة. اليوم نجح الشعب المصرى فى اجتياز عقبة كئود ومعضلة كبرى بدت أمامه خلال الشهور الأخيرة تخللتها محاولات قاسية لتسويف العمل وتأجيل الإنتاج وتعطيل الإنجاز. وأتصور أن هذه المرحلة تحتاج من الرئيس محمد مرسى إجراءات محددة؛ لإعادة المواطن المصرى البسيط على بداية الأولويات، خاصة بعد تلك المعاناة وهذا الضيق الذى تعرض له المواطن وعانى منه. المواطن البسيط يحتاج اليوم فرصة عمل مناسبة تكفل له دخلا يؤهله للحصول على الخدمات الأساسية والملحة من مسكن مناسب، ومواصلات تحفظ كرامته وكرامة زوجته وبناته. المواطن البسيط يحتاج إلى أجر عادل، ووظيفة مناسبة له ولأولاده، تدرّ عليه دخلا يحقق له الستر والاستقرار، ويحفظ عليه ماء وجهه بدلا من الحاجة إلى الخلق واستجداء العطايا والصدقات. المواطن البسيط يحتاج إلى الاهتمام بالعشوائيات، وإيجاد مساكن بديلة لمن يعيشون فى المقابر والعشش التى لا تتوفر فيها الخدمات الرئيسة أو الاشتراطات التى تليق بالبشر. المواطن البسيط يحتاج إلى تجويد المساكن التى نشأت فى ظل غياب القانون بعد أن دفعوا فيها عشرات الآلاف من الجنيهات دون أن تتوفر فيها مواصفات السكن الذى يستحقه الإنسان الذى كرمه الله. المواطن البسيط يحتاج إلى العدالة الاجتماعية التى تكفل له الحد الأدنى من الأجر، وتحدد سقفا للدخل فى المؤسسات الحكومية والقطاع العام، وتضمن توازنا مقبولا بين الدخول. هذه هى أولويات المرحلة التى يريدها المواطن البسيط، ويسعى لها، ويتمنى أن تتحقق، فهل يصمت السادة المعرقلون والمعوِّقون حتى يبدأ الرئيس فى وضع هذه الحاجات فى قائمة أولوياته؟