قبل أن يقول الشعب رأيه بحرية فى الدستور صباح أمس ظهر البرادعى صاحب المقولة الشهيرة (أحلى وقت أقضيه فى البار الأيرلندى وصديقتى اليهودية) ليقول: إن (الدستور باطل أيّا ما كانت نتيجة الاستفتاء)، بل زعم –فى رسائله التى يكتبها بالإنجليزية على حسابه على تويتر- أن موافقة المصريين على الدستور الجديد ستؤدى إلى "مأسسة" –أى إضفاء الطابع المؤسسى– على عدم الاستقرار والاضطرابات فى مصر!!. لا أدرى ما هذا الذى يقوله مدَّعى الدفاع عن الديمقراطية فى مصر؟ هل يريد أن يفرض رأيه على الشعب بأى شكل حتى ولو قال نعم؟! بحيث لو وافق الشعب على الدستور يظل هو وأنصاره يرفضونه ويتظاهرون احتجاجا عليه؟ وما فائدة التصويت الديمقراطى هنا إذا كان مدَّعو الديمقراطية هؤلاء يرفضون الاحتكام إليه، ويفضلون اللجوء للعنف والقوة وحرق مقرات خصومهم وقتلهم، ومحاصرة المساجد وضربها بالمولوتوف؟! ثم.. هل من حق التيارات الإسلامية ومؤيدى الدستور من المصريين أن يعترضوا بدورهم –على طريقة البرادعى وصباحى– ويرفضوا نتيجة الاستفتاء لو جاءت ب"لا" ويقولوا "مش لاعبين"؟! هذه الهرتلة والسقوط للنخبة من عينة البرادعى وشركائه انعكست على آراء أنصارهم أيضا.. مذيع سأل أحد أنصار صباحى على إحدى الفضائيات: "طب لو النتيجة بتاعت الاستفتاء طلعت بنعم على غير رغبتكم حتعملوا إيه؟"فرد قائلا: "طبعا مش حنسكت وسنناضل لإسقاط الدستور!!". فعاد المذيع يسأله: "أفهم من كده إنكم لن توافقوا على نتيجة الاستفتاء لو كانت النتيجة بنعم"، فيرد صاحبنا الديكتاتور الذى يريد الحجْر على رأى الشعب: "أكيد لأننا نازلين نقول لا، واحنا مش مقتنعين لا بالرئيس وباللجنه التأسيسية ولا بالدستور، بس حننزل نقول لا علشان الشباب الثورى ما يكلوش وشنا بس، وإحنا متفقين على التصعيد بعد نعم"!! أية معارضة هذه التى تقول إنه لو جاءت نتيجة الاستفتاء ب"لا" ستقبل بها ولو النتيجة "نعم" ستواصل معارضتها للدستور حتى إسقاطه؟!.. وبأى منطق يعارضون توجيه المؤيدين للناخبين ب"نعم"، بينما يوزعون هم منشورات تمتلئ بمعلومات كاذبة عن الدستور فى الشوارع والمواصلات ليخدعوا البسطاء ويجبرونهم على قول "لا"؟!!. الأديب الأسوانى صاحب مقولة منع 40% من المصريين من التصويت؛ لأنهم سيقولون نعم ويساندون الدستور لصالح الإسلاميين، أتحفنا هو الآخر بقوله: "بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء سيظل هذا الدستور غير شرعى"، وزميلاه حمزاوى والغزالى حرب قالا: إن الديمقراطية ليست بصناديق الانتخابات!!. أما حمدين صباحى والزند وشركاؤهما من الذين أقسموا أن "هذا الدستور لن يمر"، فاضطروا للصمت، وصباحى أعلن أنه سيقبل برأى الأغلبية، وسينتقل لمعركة البرلمان (أفلح إن صدق) بعد ما شاهد الإقبال الشديد على التصويت وبوادر "نعم". رسالة سريعة أخيرة: خالد يوسف أقام الدنيا ومعه إعلام الفلول لأن أحد متظاهرى مدينة الإنتاج الإعلامى حطم جزءا صغيرا من زجاج سيارته الفاخرة، وقال: إن هذه مليشيات وبلطجة ومحاولة اغتيال(!)، أما عند ما أحرق بلطجية المعارضة سيارة الشيخ المحلاوى الذى وقف فى وجه بطش الرئيس السادات قبل أن يولد هؤلاء الذين حاصروه فى مسجده وألقوا عليه المولوتوف، فقد وصفهم هذا الإعلام المضاد القذر نفسه بأنهم "ثوار"!.