بعيدا عن رأى المؤيدين والمعارضين للدستور.. هناك سؤال مهم يطرح نفسه هل سينهى الاستفتاء الأزمة الراهنة؟ من المؤكد أن هذه الخطوة امتصت حدة المواجهات بين الطرفين المؤيدين والمعارضين للرئيس محمد مرسى والتى تزايدت حدتها فى الشارع ونقلت جزء كبير من المعركة إلى المسار السياسى وخريطة واضحة سواء فى حالة التصويت بلا أو التصويت بنعم. ولكن لم يمنع الاستفتاء النزول إلى الشارع تماما فحتى اليوم من المقرر أن يقوم الطرفان بمليونيتين إحداهما تقول نعم والأخرى تقول لا.. وهذا يؤشر على أن الاستفتاء قد يخفف حدة الاحتقان ويفتح الباب ليس فقط أمام الفريقين بل والشعب المصرى بأطيافه للمشاركة فى وضع نهاية لهذه الأزمة. فالموضوع أكبر من الدستور وأكبر من التأسيسية وأكبر من الإعلان الدستورى.. لقد دخلنا فى مرحلة إحراق الوطن كله بالمؤيدين والمعارضين. هذه اللحظات تحتاج وقفة صادقة للجميع مع النفس.. إما أن يسعد الجميع بحلول وسط ترضى الشعب المصرى قبل أن ترضى فرقاء السياسة وإما أن تتحول الأزمة إلى كارثة تدمير وتخريب الوطن. يجب أن نعتبر الاستفتاء خطوة من أجل المشاركة الشعبية فى حل الأزمة بين الطرفين.. فإذا قال نعم فعلى الرئيس والقوى السياسية المتناحرة أن تنظر إلى الإمام ويقدم كل طرف تنازلات من أجل استكمال المرحلة الانتقالية بانتخابات مجلس الشعب والبدء فى مرحلة جديدة نحاول فيها تصحيح مسار الثورة قبل أن يكفر بها الشعب الذى لا يرى منها إلا الصراع والدماء والتخريب.. وإن قال لا فعلى الرئيس أن يعيد كل حساباته ويعترف بالأخطاء التى وقعت ويستجيب لأفكار جديدة خارج الصندوق. وفى كل الأحوال على الرئيس الذى يمسك بزمام السلطة أن يستغل وقوع رموز المعارضة الوهمية فى الفخ وانكشافهم أمام شباب الثورة الحقيقى من أجل استقطاب هؤلاء الشباب وإرضائهم، فليس معقولا أن تستكمل الثورة المسيرة بدونهم.. ولكن على هؤلاء الشباب عدم الانجراف مع تيارات تريد استغلالهم وتشعل حماسهم من أجل الوقوف أمام إخوانهم المصريين وعليهم أن يكونوا قيادات تتحدث باسمهم وتتحاور مع الرئيس بشكل مباشر بدلا من محمد البرادعى وحمدين صباحى وعمرو موسى وسامح عاشور ومحمد أبو الغار وغيرهم والذين يتاجرون بهم ولا يسعون إلا لتحقيق مصالحهم الخاصة. نرجو أن يكون صندوق الاستفتاء هذه المرة خطوة من أجل التقارب حتى لو اختلفنا فى الرأى.. وألا يكون خطوة أخرى تزيد انقسامنا.. ليس أمامنا سوى الاحتكام إلى الشعب من ناحية.. والاحتكام إلى ضمائرنا وصوت العقل من ناحية أخرى.