قال إمام مسجد رابعة العدوية في خطبة الجمعة: إن كل من يكيد للوطن سيفضحه الله عاجلا أم آجلا؛ لأنها سنة إلهية، وبين أن كل من ضل الطريق على مدار التاريخ يثبت أن اعترافه وعقيدته بالله كانت كلاما فقط ولكنهم على أرض الواقع يحاربون كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، فقلوبهم غير يقظة وضماؤرهم غافلة، ولن ينفعهم من فتن الدنيا أي شيء. واستشهد ببعض الآيات القرآنية التي تبين أن الله رقيب على الجميع، والمتآمر خبره في السماء ولا بد أن يفضح حيث قال: "ألم تر أن الله يعلم ما في السموات وما في الارض ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ثم ينبئهم بما عملوا"، "كما قال "وأسروا قولكم أو اجهروا به إنه عليم بذات الصدور"، و"ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"، "أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون. وقال: إنه حتى لو غاب العقاب البشري بالتزوير وغابت الأدلة، فان العقاب الإلهى لن يغيب أبدا وهو آت لا محالة، وبين أنه في زمن الفتن تقلب الحقائق ويصير الحق باطلا والباطل حقا، ويظل الفرد مضطربا، وعليه في ذلك أن يستفتي قلبه ولو أفتوه الناس، داعيا الجميع إلى الامتثال لقول الرسول صلى الله عليه وسلم إذا أقدم على أي أمر أن يتوضأ ويصلي ركعتين ويقول: "اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي وإن كنت تعلم أنه شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به". وأكد ضرورة استشارة الله في كل أمورنا، ولا خاب من استشار الله أبدا، وهو الذي يوجه القلوب والجوارح، موضحا أن البشرية لن تسعد ولن تهنأ بالقوانين والقرارات بل تسعد القلوب والضمائر. واختتم الإمام خطبته داعيا الله عز وجل أن يحفظ ولي أمرنا، ويهيئ له البطانة الصالحة، ويحفظه ويرعاه ويسدد خطاه، وأن يلم شملنا ويحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن. وفي خلال الخطبة "ندعت" السماء بالقليل من الأمطار، فاستبشر بها المؤيدون وتهللت أساريرهم واعتبروها بشرى من الله وطمأنينة.