* اتفاق التهدئة الأخير تاريخى للمقاومة ويعد كسرا للحصار * قطاع غزة يحتفل اليومبانطلاق حركة "حماس" * إسرائيل تقتطع 20% من مساحة القطاع كمنطقة عازلة * نطوّر من قدراتنا الدفاعية باستمرار.. ولدينا طائرات بدون طيار * ضرب تل أبيب وقدراتنا القتالية مفاجآت قوية للاحتلال * المقاومة رفضت طلب إيران بدعم النظام السورى قال الدكتور موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسى لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنه سيزور قطاع غزة للمشاركة فى إحياء الذكرى الخامسة والعشرين لانطلاق حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" والمقرر لها اليوم السبت، لأن من حق كل فلسطينى أن يزور أرضه. وأكد أبو مرزوق فى حوار مع "الحرية والعدالة" أن الحرب الأخيرة التى شنتها آلة الاحتلال العسكرية لم تؤثر بأى شكل من الأشكال على القدرات العسكرية للحركة، فكل الهجمات التى زعمت إسرائيل أنها استهدفت منصات قواعد الصواريخ، كانت فى الحقيقية تستهدف المدنيين بدليل العدد الكبير من الأبرياء الذين ارتقوا خلال هذه المعركة، مشيرا إلى أن قدرات الحركة العسكرية سليمة 100% كما أن الحركة لن تتوقف عن تسليح نفسها، وهناك تجارب ناجحة لصناعة طائرات بدون طيار.. إلى نص الحوار.. * كيف ترى الحرب الأخيرة على غزة؟ الحرب كانت مقررة منذ فترة لكن تحتاج إلى إصدار قرار سياسى، صحيح أنها بدأت بقيام قوات الاحتلال باغتيال أحمد الجعبرى، قائد الجناح العسكرى لحركة حماس، وهو الذى يشرف على إجراءات التهدئة فى ذلك الوقت سواء باتصاله مع الفصائل أو المساهمة فى القيادة بكتائب القسام، لكن قرار الحرب من جانب إسرائيل سياسى، ولا يمكن لحرب أن تبدأ بدون مقدمات، وهذه المقدمات كانت مكلفة جدا بالنسبة لنا، فالحرب نشبت وكانت القيادة الإسرائيلية تخطط أن تكون حربا خاطفة تنتهى باغتيال عدد من قادة المقاومة، ويستهدفون البنية التحتية العسكرية للمقاومة، لكن مفاجآت المقاومة التى طالت تل أبيب والقدس، أجبرت العدو على طلب التهدئة فى ثانى أو ثالث أيام الحرب. * هل بنود التهدئة فى صالح المقاومة.. وما أبرز نقاط الاتفاق؟ اتفاق التهدئة يعتبر اتفاق تاريخى للمقاومة لأنه كان أول اتفاق فى تاريخ المقاومة بنوده مكتوبة ويتفق عليها الطرفين، فالاتفاق كان من بندين الأول يتحدث عن وقف إطلاق النار، ووقف كل الأعمال العسكرية والعدائية للطرفين، وهذا الوقف يشمل كل أنواع إطلاق النار سواء الذى يستهدف الأفراد أو المبانى، والمقاومة تتوقف عن إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، وبعد 24 ساعة يتم الاتفاق على القضايا المتعلقة بالمعابر. ومعروف أن هناك 6 معابر، بجانب معبر جوى، ومعبر بحرى، ومعبر رفح، يصلون قطاع غزة بالعالم، والمعابر مخصصة لأشياء مختلفة فمثلا "أيرز" للمركبات وللأفراد، وكارنى للأسمنت وغيرها، وغزة تعتبر محتلة وبالتالى إسرائيل عليها التزامات تجاه هذا القطاع الذى تحتله، ولكن خلال اتفاقات التهدئة السابقة لم يلتزم الاحتلال ببنود التهدئة، وتركز المحادثات بين الطرفين خلال اتفاق التهدئة الحالى بحرية عبور الأشخاص والبضائع، وكل معبر سيكون له طبيعة خاصة فى المحادثات. إن المنطقة العازلة من أهم القضايا التى تتركز حولها المفاوضات، فالمنطقة العازلة التى تفرضها إسرائيل ليست منطقة واحدة، إسرائيل لها إجراءات على الحدود البحرية والبرية، فهى تمنع الفلسطينيين فى البحر من التحرك بعد 3 أميال بحرية، والمباحثات الأولية وافقت إسرائيل على أن يكون المسموح به حتى 6 أميال بحرية، نحن لم نقبل هذا التوسع، لأننا طلبنا أن تكون الحدود طبقا لاتفاقية أوسلو وهى 12 ميلا بحريا (20 كيلو مترا)، أما على الأرض فالمنطقة العازلة التى تفرضها إسرائيل ليست واحدة، فهناك مسافة كيلو متر، وأيضا 400 أو 500 متر، وبالنظر لمساحة القطاع نجد أن إسرائيل تقتطع حوالى 20% من مساحة غزة وتجعلها منطقة عازلة لا لزوم لها. * هل حققت إسرائيل أهدافها من شن الحرب؟ الأهداف التى أعلنها الاحتلال، فصحيح هم قالوا إنهم يريدون عودة سياسة الردع لقطاع غزة وتحييد الصواريخ، لكن فى الأولى هم ارتدعوا وليس المقاومة، وهم خدعوا أنفسهم بأن ضرباتهم التى كانت فى الأرض القاحلة أصابت صواريخ المقاومة، ولكن قواعد الصواريخ التى ضربوها كانت خدعة من المقاومة، وانطلت على إسرائيل التى كانت صواريخها "فشنك". * وماذا عن تأثير الحرب على قدرات حماس الدفاعية؟ قدرة المقاومة على الصواريخ لم تتأثر، المفاجئة التى ردعت الاحتلال أن لدينا صواريخ محلية الصنع تصل لتل أبيب والقدس وهذه مفاجئة، والثانية أنها محلية الصنع، كذلك زعم الاحتلال قصف مصنع للطائرات بدون طيار، فالحقيقة أننا ليس لدينا مصنع لصناعة تلك الطائرات، ولكنها محاولات؛ فقد جرب فى القطاع إطلاق طائرة بدون طيار ونجحت بشكل كبير ونجاحها سيفاجئ العدو، أما عن القبة الحديدية، فهذه القبة صدت بحسب تصريحاتهم 360 صاروخا، أى حولى ثلث ما أطلقته المقاومة، حيث أطلقت المقاومة أكثر من 1400 صاروخ. * ومن أكثر المستفيدين من العداون الأخير على غزة؟ أكثر المستفيدين من هذه الحرب هى إيران، فقد تابعت بدقة شديدة الطريقة التى تعاملت بها المقاومة مع العدوان واستطاعت معرفة نقاط ضعف العدو حتى إذا قامت حرب بين الطرفين ستعرف إيران على وجه الدقة أين يمكن أن تضرب العدو بسهولة، فهذه الحرب كانت أفضل هدية لإيران، حيث علمت من خلالها كيفية التعامل. * كيف تردون على رغبة إسرائيل وضع شروط تمنع حماس من التسليح؟ الإسرائيليون طرحوا هذا الشرط بالفعل، لكن حماس ليس أمامها شىء تفعله تجاه هذا الشوط لأنها فى حاجة إلى أن تحصل على كل الأدوات التى تدافع بها عن شعبها، والأرض الفلسطينية، فكل حركات المقاومة فى الدنيا لم تحصل على سلاح باتفاقات قانونية، كل المقاومين كانوا يحصلون على السلاح بطرق مختلفة، هم يريدون فى النهاية أن يحصلوا على ما يدافعون به عن أنفسهم. * هل تشكل الاتفاقية كسرا للحصار؟ خلال الاتفاقات السابقة لم يلتزم الجانب الإسرائيلى بإدخال الكميات المتفق عليها من حاجات الشعب الفلسطينى فى غزة، فقد أدخل فقط 30% من التزامه، فقد كان هناك التزام بأن يدخل من المعابر حوالى 9 آلاف طن من حاجات القطاع، لكن الإسرائيليين أدخلوا فقط 3 آلاف طن، ومن خلال هذا الاتفاق نحن نتحدث عن فتح المعابر وحرية حركة البضائع والأفراد، فهذا يعتبر كسرا للحصار. ولكن يجب أن نعرف أولاً ما هو الحصار، الحصار يعنى عدم التعامل مع قطاع غزة، لكن ما حدث خلال الحرب عكس ذلك تماما فقد كان هناك هبة شعبية ورسمية عربية كبيرة تناصر غزة، وتوافدت الوفود الشعبية والبرلمانية على القطاع، وكان التعامل مع حكومة غزة طبيعى، فهذا يشكل انتصارا كبيرا للمقاومة. * لماذا ضربت حماس "تل أبيب" خلال الحرب الأخيرة ولم تضربها فى 2008؟ خلال حرب 2008 لم يكن لدى المقاومة أى سلاح يصل إلى تل أبيب، فأكثر الصواريخ التى كانت لدى حماس يصل مداها فقط 42 كلم، لكن فى الحرب الأخيرة لدينا عدة عنوانين استخدمناها ضد العدو، منها مدافع استهدفت طائرات وأسقطت طائرات بدون طيار، كما أصبح لدينا قذئف ذاتية الدفع، وقذائف مدفعية، بجانب التنظيم والتدريب الجيد، فالأمور فى هذه الحرب كانت تختلف كثيرا عن المرة الأولى، فمواجهة الحرب فى هذه المرة كان أكثر تنظيما وأكثر استعدادا وقدرة على التعامل مع العدو، لذلك كان معظم الشهداء ال(146) من المدنيين وعدد العسكريين منهم كان حوالى 15% أما باقى الشهداء من الأطفال وعددهم تجاوز ال(35)، بجانب النساء والرجال المسنين، فالمقاومة كانت أمضى وأفضل من الوقت الماضى. * كيف ستؤثر الحرب على المصالحة الفلسطينية؟ أعتقد أن الحرب قربت الطرفين والمصالحة ستكون أسرع، فبعد نيل فلسطين صفة دولة مراقب بالأمم المتحدة، سيدعو الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية المؤقتة، وهى مهمتها الأساسية إحياء منظمة التحرير الفلسطينية بانتخاب مجلس وطنى فلسطينى جديد، وهذه أكبر خطوة تجعل الفلسطينيين فى مظلة واحدة، وهناك إجراءات متعلقة بتقوية الوحدة بين غزة والضفة، بجانب أن المواقف القوية التى وقعت خلال الحرب قصرت المسافات وقربت المصالحة أكثر من المتوقع، كما ساهمت حماس فى التقريب بإطلاق سراح كافة معتقلى حركة فتح فى غزة. ماذا عما يتردد عن تراجع علاقتكم بإيران بسبب موقفكم من الأزمة السورية؟ إننا مع حقوق الشعوب فى تقرير مصيرها، والمقاومة رفضت طلب إيران أن يكون موقفها داعما لسوريا والنظام السورى وهذا أثر بشكل كبير على علاقتنا بإيران، ولكن ليعلم الجميع أن علاقتنا بإيران مبينة على القضية الفلسطينية، فهى علاقة بينية باتجاه فلسطين فهى من أكثر الدول تأييدا للمقاومة، وقد يكون موقف إيران من الأزمة السورية قد بات أصبح غير طيب، ومطلوب منها أن تدرك هذه المسألة.