ألقت الروح الحماسية للملايين الغفيرة التي خرجت، السبت، لتأييد قرارات الرئيس محمد مرسي بظلالها على المواطنين في الشوارع، خاصة بعد تحديد 15 ديسمبر الجاري موعدا للاستفتاء الشعبي على دستور الثورة. وتحولت وسائل المواصلات إلى "توك شو" وصالون ثقافي، تبادل خلاله المواطنون الآراء السياسية المختلفة حول بعض مواد الدستور، أو موقف المعارضة الكرتونية التي لم تلب دعوة الرئيس لحوار وطني جامع لكافة الأطياف. محطات مترو الأنفاق كان لها النصيب الأكبر من النقاشات، ففي عربة السيدات جلست الفتيات والأسر تستمع بإنصات لخطاب الرئيس والمستشار الغرياني عبر "سماعات الموبايل" للإذاعات المختلفة، وما كان من يمنى "طالبة بالإعدادية" إلا ان تمنت أن تحصل على بطاقة رقم قومي؛ حتى تتمكن من الإدلاء برأيها في الاستفتاء القادم. وفي أقصى العربة، وقفت 5 فتيات إحداهن منتقبة والأخرى محجبة و3 غير محجبات يتناقشن في المواد الخاصة بحرية تكوين الأحزاب والجمعيات والتعاونيات وغيرها، مؤكدين أنه ولأول مرة يشهد الدستور حالة الحراك والجدال الصحية، بخلاف ما شهده استفتاء مارس 2011 من حالة اندفاع نحو التصويت بنعم، حتى يتم تجاوز المرحلة الانتقالية، وأكدت إيمان سعداوي "مهندسة حديثة التخرج" أنها سوف تعكف على قراءة مواد الدستور بشكل تفصيلي حتى وإن اضطرت لسؤال المختصين قبل أن تقرر ما إذا كانت ستصون بنعم أو لا. اختلفت معها "مؤمنة – 20 سنة" التي حسمت أمرها بالتصويت بنعم على الدستور؛ لما يتناسب مع آرائها بخدمة كافة شرائح المجتمع، وتعبير المواد الواردة في المسودة النهائية عن الطوائف المختلفة ومنها: متحدو الإعاقة، والفلاحون، وغيرهم. وقال محمود "موظف بالمترو": إنه يجب على كل المصريين الخروج في أعداد لا سابق لها، لتحدد تلك الملايين مستقبل مصر الثورة عقب الدستور، مشيرا إلى أن وكالات الأنباء تهافتت لحصر الملايين التي خرجت، السبت، لتأييد الرئيس والتي تجاوزت 6 ملايين كما بثت cnn، وهو المشهد الذي يجب أن يتكرر في استفتاء 15 ديسمبر، ليواصل رسم صورة مصر الثورة في الخارج والداخل. ودعا إبراهيم "بائع جرائد" المصريين في الخارج للمشاركة في التصويت على الدستور بكثافة كسابق دورهم في انتخابات الرئاسة، حتى يصبح الدستور معبرا عن كافة المصريين بشكل حقيقي، مشددا على ضرورة استكمال حلقة البناء بالبرلمان والمحليات التي سوف تتولى ضبط عمل البائعة الجائلين، وتضمن حقوق المواطن وحقوقهم. وكعادة الشباب الذين يُبدعون في كل خطوة ديمقراطية، اقترح أيمن "طالب جامعي" طرح مبادرة على شباب التيارات السياسية المختلفة لتنظيم شكل الخلاف بين المؤيدين والمعارضين للدستور؛ حتى يعود الثوار بروحهم المتكاتفة، رغم اختلافهم، بعيدا عن فلول النظام السابق الذين سيهدفون لإفشال تلك التجربة، وعلى أصحاب تلك المبادرة التصدي لهم بحسب قوله.