"كفاية كده.. حرام عليكم.. هو انتوا مش بنى آدمين".. تكررت هذه الجملة على مسامع معظم من دخلوا إلى ميدان التحرير فى جمعة "للثورة شعب يحميها" بسبب التحرش الجنسى "البشع"، والذى كان يتم بشكل ممنهج ومنظم داخل الميدان من بعض الصبية وصغار السن والبلطجية، عندما جاءت مسيرة "أبناء مبارك"!!. وشهد الميدان للمرة الأولى تواجد عدد كبير جدا من الفلول وأنصار المخلوع حسنى مبارك وأحمد شفيق المرشح الخاسر فى الانتخابات الرئاسية المصرية الأخيرة، وامتلأ الميدان بوجوه تدخله لأول مرة وتطلب فيه الحرية، مع أنهم كانوا يسبون ويلعنون من بداخله متهمين إياهم بخراب البلد مطلقين جملتهم الشهيرة "هم اللى فى التحرير دول عايزين إيه!". كان منظرا مقززا بكل المقاييس؛ حيث كان شباب صغير السن يسيرون وراء أى فتاة تسير بمفردها أو حتى مع عائلتها، ويقومون بكل أنواع التحرش البشع مما تسبب فى حالات انهيار عصبى للكثير من البنات، ودخول البعض الآخر فى حالات إغماء. واستغل البعض الآخر قدوم عمرو موسى وحمدين صباحى إلى الميدان؛ حيث توافدت عليهم الناس لرؤيتهم والتقاط الصور معهم، مما أدى إلى زيادة عملية التحرش الجماعى، وهو ما جعل المنظمين يقولون من على المنصة "احترموا نفسكم كلنا هنا اخوات" ولكن لا حياة لمن تنادى!. ووصل الأمر بأحد "المرضى" إلى تمزيق ملابس إحدى الفتيات، وسط تحرش جماعى من فتية صغار فى السن، حتى أخذوها إلى رصيف جامعة الدول العربية كونه المكان الوحيد الذى يتسم بالهدوء فى التحرير. ووسط هذه البذاءات دخل مجموعة من شباب "جبهة الإنقاذ الوطنية" والتى كانت مكلفة بتأمين مداخل ومخارج الميدان، وذلك فى محاولة جادة لضبط المتحرشين، وحماية السيدات والبنات فى الميدان. وأنقذ الشباب المكلف بتأمين الميدان عددا كبيرا من البنات؛ حيث استخدموا العصا الكهربائية، والأحزمة الجلدية لضربهم وإبعادهم من أمام الفتيات، ومن كان يتم إنقاذها يتم نقلها إلى كنيسة الدوبارة؛ حيث مقر المستشفى الميدانى.