* المواطنون: وجودهم زى عدمه وليس لهم دور فى حل مشاكلنا * ورؤساء الأحياء: نعمل فى ظروف صعبة.. وإمكانياتنا محدودة النظافة والخبز والمرور والإشغالات وازدحام الأرصفة وغيرها من المشاكل التى يعانى منها المواطن تقع مسؤولية حلها على عاتق رؤساء الأحياء، وهم دائما يتهمون بالتقصير. المواطنون يرون أن رئيس الحى يعطل أحيانا تنفيذ القرارات ويتغاضى عن المخالفات، ورؤساء الأحياء يؤكدون أن الإمكانيات المتاحة لا تساعدهم فى تنفيذ القوانين. "الحرية والعدالة" قامت بجولة فى عدد من الأحياء لتتعرف على حجم المشاكل وجهود رؤساء الأحياء لحلها. يذكر أن القانون رقم 49 لسنة 1979 يحدد صلاحيات رئيس الحى بأنها تشمل مراقبة تحصيل الموارد المنصوص عليها من مستخرجات المواليد والإجراءات الصحية وأعمال التنظيم والمجارى وإشغال الطرق والحدائق العامة، علاوة على الأسواق المرخصة وإدارتها للأشخاص الخاصة، واستهلاك المياه والتيار الكهربائى والغاز فى حدود 1% من قيمه الاستهلاك، لكن الواقع يشير إلى وجود خلل فى أداء تلك الوظائف. تقول سوسن بدر الدين -من روض الفرج-: إن المخابز غير ملتزمة بمواعيد الفتح والإغلاق، وهناك أفران تقوم بتهريب الدقيق وبيعه فى السوق السوداء، مؤكدة أن المتضرر من هذا هو المواطن البسيط. وتشير إيمان محمد -من سكان حى شبرا- إلى عدم وجود أسطوانات بوتاجاز بسبب تسريبها وبيعها فى السوق السوداء بأضعاف سعرها، وتقول إن مشكلة القمامة يعانى منها أغلب شوارع الحى وتتسبب فى انتشار الأمراض. ويؤكد عبد الوهاب إسماعيل أن المرور لا يزال يمثل مشكلة، وهناك تقاعس من الحى فى حلها بعدم اهتمامه بإزالة الإشغالات، مشيرا إلى أن هناك مواقف عشوائية لسيارات الأجرة والسرفيس تسبب اختناقات مرورية. ويقول عادل خاطر -موظف بالأرصاد الجوية- إن الفساد فى المحليات أصبح ظاهرة رغم أنها مسئولة عن خدمة المواطنين. ويرى أن فساد المحليات ينعكس على حياة المواطن ويجعله مضطرا لتخليص مطالبه بالرشاوى. تقاعس مقصود ويؤكد النائب محمد سعد منجى -عضو لجنة التنمية المحلية بمجلس الشورى- أن رؤساء الأحياء فى كل المحافظات لا يقومون بدورهم، وإذا وجد من يقوم بدوره فخلفه مئات التنفيذيين لا يقومون بدورهم. وقال: من خلال المتابعات لمسنا حالة من التقاعس المتعمد بين رؤساء الأحياء الذين ينتمى أغلبهم للحزب المنحل. وأضاف منجى أن رئيس الحى الذى يتحدث عن ثقافة المجتمع ويحمل المواطن مسئولية الأخطاء غير قادر على السيطرة على العاملين معه أو توفير بدائل حقيقية لخدمة المواطنين. وأوضح أن جهاز المحليات يحتاج إلى إعادة هيكلة حتى يشعر المواطن بخدمة حقيقية، مطالبا القوى المدنية والشعبية بالضغط والمراقبة المجتمعية على رؤساء الأحياء للقيام بدورهم، والتعاون مع نواب الشورى؛ لكشف صور الفساد حتى الانتهاء من صياغة الدستور وإجراء انتخابات محلية. إمكانيات ضعيفة من جانب آخر، دافع رؤساء الأحياء عن أنفسهم وردوا على الاتهامات، مؤكدين أن تراكم المشاكل يرجع إلى نقص الإمكانيات وعدم تعاون شرطة المرافق فى تنفيذ الأحكام. وقال محمد عبد النبى أبو العينين -رئيس حى روض الفرج-: إن مشكلة النظافة هى الشغل الشاغل للحى، مؤكدا أن الشركة المسئولة عن رفع القمامة تتحمل المسئولية؛ لأن عمالها يتغيبون ويهملون فى عملهم. وأضاف أننا لا نملك معدات لنقل هذا الكم الكبير من القمامة، مشيرا إلى أن الحى لديه عربة واحدة فقط، ومع ذلك هناك عمل مستمر، ووصل مستوى النظافة فى الحى إلى أكثر من 75%. وأكد أبو العينين أنه يتم رفع 20 طنا من القمامة يوميا بجانب 15 طنا من مخلفات المبانى. وبالنسبة لمشكلة الخبز أوضح أن متوسط نصيب الفرد من 4 إلى 5 أرغفة، ولا يوجد زحام على المخابز، ويتم تنفيذ حملات من الحى وإدارة التموين لضبط المخالفات التموينية. ويعترف أبو العينين بوجود انفلات أمنى، مشيرا إلى أن الباعة الجائلين يمثلون نوعا من البلطجة، ويقوم الحى بحملات لضبط الوضع بمشاركة شرطة المرافق؛ لكنها لا تقوم بدورها الآن. وأشار إلى أن هناك موقفا عشوائيا فى شارع ترعة جزيرة بدران، معربا عن أسفه؛ لأن المواطن يترك الموقف الرسمى، ويقف فى أماكن أخرى تجمعت فيها سيارات الأجرة والسرفيس، ويقوم الحى بمطاردتها وإيجاد أماكن مناسبة لها. حى شبرا ويؤكد اللواء نبيل حليم ينى -رئيس حى شبرا- أن القمامة تعتبر أهم مشكلات الحى، مشيرا إلى أن الحى يمتلك سيارة واحدة لجمع القمامة ترفع 4 أطنان فقط يوميا، فى حين أن شركة جمع القمامة المسئولة عن الحى لا تقوم بدورها. وقال: إن شبرا لا تعانى من نقص أنابيب البوتاجاز، مؤكدا أن الإدارة التموينية والحى يتعاونان لحل هذه الأزمة، وهناك نظام لتوزيع الأنابيب من خلال بعض الجمعيات الأهلية والمنافذ التابعة للحى. وأوضح اللواء نبيل حليم أن 95% من منازل الحى تعمل بالغاز الطبيعى؛ لكن الأماكن العشوائية تستهلك أنابيب البوتاجاز، مشيرا إلى تعاون رجال الشرطة فى القبض على الخارجين عن القانون. ولفت إلى أنه لا توجد مشكلة فى المرور وإنما حالة عدم تنظيم مرورى تتمركز فى شوارع أحمد حلمى وخلوصى وشارع الترعة. الشرابية ويقول المهندس محمد عوف -رئيس حى الشرابية-: إن الحى مقسم إلى أربع شياخات، هى مهمشة والزاوية الحمراء والشرابية والعزب، مشيرا إلى أنه تم رفع 560 مترا من القمامة من شارع ترعة الجلاد ومصنع النسيج وشارع الكافورى و160 مترا من مخلفات الرتش والبناء، كما تم رفع 769 مترا من القمامة من منطقة مهمشة والإمام الحسينى ومحمد عبد الوهاب، ولا توجد بهذه المناطق مخلفات للبناء، وفى منطقة أرض الشركة وشارع شرق السكة الحديد تم رفع 719 مترا قمامة و120 مترا من مخلفات البناء. وأضاف هناك بالفعل مواقف عشوائية فى الشرابية، خاصة فى منطقة مزلقان غمرة وشياخة أغا والجرف وفيها مخالفات دون ترخيص، كما أن مدخل شارع أحمد بدوى به اختناقات مرورية يومية، وبلغ عدد الرخص المسحوبة 60 رخصة كما تم تحرير 100 محضر. وسط القاهرة ويرى اللواء صلاح عبد المعز -رئيس حى وسط القاهرة- أنه من الظلم اتهام رؤساء الأحياء بتعطيل تنفيذ برنامج الرئيس، مؤكدا أن من رؤساء الأحياء من يعمل ليل نهار ومنهم متخاذلون عن أداء دورهم. وقال إنه قام بتقسيم الحى إلى 8 مربعات فى قسمى شرطة الجمالية والدرب الأحمر، وتم تشكيل لجنة تضم فردا من وحدة الرصد التابعة للحى، وآخر من اللجنة الشعبية وموظف للمتابعة الميدانية لمتابعة أعمال النظافة والغاز والأمن والمرور، مؤكدا أن الحى لا يعانى من مشاكل فى جمع القمامة، وأن معدل النظافة وصل إلى 80%. وأوضح اللواء عبد المعز أن إدارة المرور تقوم الآن بدور أفضل بعد التخلص من البلطجية الذين استولوا على الساحات المرورية بالحى إلا أنها ما زالت متعثرة عن القيام بدورها المطلوب، مؤكدا أن الحى يعانى من عدم وجود ضابط مرافق متفرغ للقيام بعمله، ويفتقر إلى شرطة فاعلة رغم المطالبات المستمرة بتفعيل الورديات الشرطية. شبين القناطر وأكد مصطفى بيومى -رئيس مجلس مدينة شبين القناطر- أن رؤساء الأحياء يقومون بدور فعال عكس ما يتردد، موضحا أنه عند مقارنة مستوى الأداء نجد أن أمورا كثيرة بدأت تأخذ منحنى العمل البناء؛ لتحقيق نهضة حقيقية، رغم إصرار فلول النظام البائد على إفشال وإفساد الحياة المجتمعية، خاصة فى الحكم المحلى الذى يعد الركيزة الأساسية لشعور المواطن بالرضا عن الأداء. وأوضح أن المسئول التنفيذى الآن فى "حيص بيص"، مشيرا إلى أن امتيازات رؤساء الأحياء والمدن تراجعت خلال الفترة الماضية إلى 50% رغم زيادة المشاكل المجتمعية. وأضاف بيومى أن أبرز العوائق التى تواجهه عدم تعاون شرطة المرافق فى إزالة التعديات الخارجة على القانون، نتيجة عدم وجود ضابط مخصص لهذا العمل، مؤكدا أنه حينما يتم الإبلاغ عن حالة تعد على الأراضى الزراعية مثلا، ويتم تسجيل محضر ضد المعتدى ويصدر أمر هدم للمبنى ويقدم بعد ذلك إلى الشرطة تكون النتيجة خروج 3 حملات فقط كل شهر، وهذا يعوق تنفيذ أمر الهدم. وأشار إلى أن مشكلة التعديات على الأراضى الزراعية من أخطر المشاكل التى تواجه رؤساء الأحياء. إعداد القادة ويرى الدكتور مجدى الحناوى -مدير عام بوزارة التنمية الإدارية- أن الوزارة تقوم بدور فعال لتحقيق التنمية ورفع مستوى الأداء على كافة المستويات بالدولة. وقال إن مركز إعداد القادة هو المسئول الأول عن إعداد رؤساء الأحياء وتوجيهم لإدارة تنفيذية حقيقية لتحقيق أهداف البرنامج الرئاسى لنهوض بالوطن. وأوضح الحناوى أن تطبيق قواعد التنمية أمر ممكن فى الفترة المقبلة لكن المواطن يفتقر إلى التوعية الحقيقية.