من الملفت للنظر، خاصة لكل من يتابع الشأن المصرى والصفات والأخلاق المصرية الآن- الملامح الجديدة لمجتمعنا، وأقول جديدة؛ لأن أغلب تلك الظواهر لم تكن موجودة فى السابق، ومن بين تلك الظواهر التى آلمتنى بشكل شخصى ظاهرة العنف بالشارع المصرى. من المسئول عن هذا العنف غير المبرر فى كثير من الأحيان وغير منطقى فى غالبية الأحيان؟ هل تغيرت ثقافة المجتمع المصرى القائمة على الشهامة ونجدة المستغيث والوقوف بجوار المظلوم والضرب على يد الظالم؟ أين شهامة أولاد البلد الجدعان؟ كثيرا ما تحدث المشاجرات والعنف بالشارع ولامجيب، وكأن المشهد أصبح من مألوفات الحياة. بالطبع أنا لست مع من يعتبرون أن العنف أصبح ظاهرة تؤرق المجتمع المصرى بأسره، صحيح أن العنف موجود وواقع لا بد أن نتعامل معه بكثير من الحكمة والتروى والحزم للقضاء على تلك المواقف المخيفة، لكنى فى المقابل لست مع تضخيم الموضوع وإشعار الناس والدول الأخرى بأن مصر ليست مجتمعًا آمنًا كما يحلو للبعض أن يظهر هذا الأمر للتشكيك فى جوهر المجتمع والتغيير الذى حدث فيه بعد ثورة 25 يناير المباركة. هناك فئة من البشر يحلو لها التشكيك فى كل شىء لحاجة فى نفس يعقوب، وبدلًا من محاولة حل المسألة يفرحون بالتباكى على اللبن المسكوب والصياح فى الفضائيات دون بذل أدنى جهد لمواجهة تلك الأمور السلبية والاكتفاء بمهاجمة الرئيس أو الحكومة، وبالطبع هذا لا يعفى أحدًا من المسئولية لكن فى المقابل هذا لا يمنع الدور الشعبى للقضاء على كل تلك الأمور السلبية. نحن نحتاج إلى تكاتف كل مؤسسات المجتمع الرسمى منها وغير الرسمى للقضاء على كل ظاهرة سلبية سواء العنف أو غيره، فندائى إلى كل وسائل الإعلام التى لا هم لها سوى إبراز كل ما هو سلبى فى المجتمع وإخراجه بالشكل الذى يفقد الإنسان الثقة فى كل ما حوله أن اتقوا الله فى هذا الشعب المسكين الذى عانى طويلًا من الظلم والاستبداد والفساد وغيرها، فالتاريخ لم ولن يرحم كل من حاول ابتزاز الشعب واللعب على عاطفيته التى يتميز بها، وسيذكر التاريخ كل من وقف مع أو ضد مصلحة الشعب، وإياكم أن تعتقدوا أنكم أذكى من الكل، فالناس تعلم جيدًا المحسن من المسىء، وبدلًا من اللعب على وتر الانهزام النفسى الذى ابتلاكم الله به نرجو اللعب على وتر التشجيع والأمل فى الغد والتركيز على الحلول التى تخرج البلد مما هى فيه من سلبيات ليس لها ذنب فيها سوى أن الله ابتلاها بفئة فى السابق من الظالمين أفقروا البلاد وأذلوا العباد، دعونا نكون إيجابيين ونركز على الحلول والعلاج. إلى أئمة الهدى من الدعاة والمصلحين، انزلوا الشارع وابذلوا الجهد فى تربية الشباب ودعوتهم إلى الحق والهدى، لا تكتفوا بخطب الجمعة ودروس المساجد ولقاءات الفضائيات، انزلوا للناس فى المقاهى ومواقف السيارات والأماكن العامة ومارسوا الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ابذلوا الجهد واصبروا وابتغوا الأجر والثواب من الله تعالى وإياكم ودعاوى الفاشلين والمثبطين والذين لا هم لهم سوى خراب البلد على من فيها. - إلى المعلمين أرسل باقة ورد ومحبة وأذكرهم أن عملك سينقطع بعد موتك إلا من دعاء ولد صالح، اهتموا بتربية النشء على الفضائل ونبذ العنف إلى جوار تعليمهم؛ لأن الأمة الفاسدة أخلاقيا لا تقيم دينا ولا تبنى حضارة. لا تعتبر التعليم مهنة فهو رسالة تشارك بها فى نهضة مصر بلدنا جميعًا، وإياك أن تظن أنك بالتعليم وحده دون التربية تكون قد أديت الواجب أمام الله تعالى. - ندائى إلى مصر بلدى ألا تحزنى واصبرى على أبنائك فأنت أعظم بلاد الدنيا والله معك. ---------------------------- د. إيهاب العشرى [email protected]