المشاهير من نجوم الفن والرياضة وغيرهم يجب ألا يكونوا هم أصحاب الرأي في الأمور المتعلقة بتربية أبنائنا. أو أن يتباروا في تحليل الظواهر الاجتماعية المختلفة مثل العنف والتطرف والإدمان.وأن يتركوا ذلك للمتخصصين, وعليهم إذا رغبوا في أن يكون لهم دور في تربية النشء أن يمثلوا لهم القدوة الحسنة. هذا الكلام يؤكده د. سيد صبحي مقرر شعبة الرعاية الاجتماعية بالمجالس القومية المتخصصة, معقبا علي ظاهرة العنف التي يقول انها أصبحت من المسلمات المؤكدة في المجتمع المصري والتي كان آخر مظاهرها مقتل تلميذ بمطواة علي يد زميله منذ أيام قليلة, ومستشهدا بدراسة عن العنف أجرتها أخيرا شعبة الرعاية الاجتماعية تحت عنوان الدلالة الاجتماعية للعنف في المجتمع المصري, حيث بدأت مظاهر العنف تتجلي في عدة اتجاهات مثل العنف داخل المدارس, وفي مجالات العمل بين الموظفين والعمال, وبين المواطنين وحتي داخل الأسرة وفي التعاملات العادية بين الناس بعضهم وبعض. لذا علي مؤسسات المجتمع المختلفة القيام بأدوار لترشيد ظاهرة العنف والحد منها, حيث هناك دور للمدرسة ودور للأسرة وأيضا لوسائل الاعلام. وقد بحثت الدراسة في اسباب العنف والمسئول عن انتشاره, فتبين أنه: أولا: الأسرة: حيث العلاقة بين الزوجين لم تعد علي المستوي اللائق ولا بالقدسية التي نتوقعها نتيجة الظروف الاقتصادية الضاغطة التي سببت اهتزاز بعض القيم داخل بعض الأسر, وانشغال الأبوين حتي عن تجهيز ابنائهما لخوض تجربة الزواج بشكل صحيح, كما أن معظم الأبناء غاب عنهم نموذج الأبوين كزوجين يحتذي بهما فخرجوا الي الحياة بسلوكيات جامحة لم تجد من يرشدها. ثانيا: المدرسة: والتي يمثل المعلم فيها ضلعا أساسيا من اضلاع التربية والتعليم, وأصبح هذا المعلم للأسف موجها من الدرجة الثالثة, حيث لا يهتم سوي بإلقاء الدرس في عجالة ثم يلهث وراء الدروس الخصوصة ولا يغير سلوك التلاميذ, فاهتزت صورة المعلم ولم يعد النموذج ولا القدوة, خاصة وأن المجتمع أيضا ساهم في ضياع هيبة المعلم وساعد علي ذلك المناخ التعليمي وقصور الإدارة, فلم تعد المؤسسة التعليمية تمثل المنظومة السوية التي تخرج جيلا علي مستوي راق من السلوك. ثالثا: الاعلام: لم تعد مؤسساته راشدة موجهة كما كانت, حيث كانت هناك برامج تهدف إلي ترشيد السلوك وبث القيم التي قدمها متخصصون, أما الآن فمعظم البرامج التي تناقش الظواهر الاجتماعية والأمور التربوية تستضيف المشاهير لمجرد أنهم مشاهير ليدلوا بدلوهم في أخطر الأمور وهي المتعلقة بتربية الأبناء وسلوكياتهم!! وللتخلص من هذه السلبيات التي تلقي بظلالها علي أفراد المجتمع وتنعكس في صورة ظواهر سلبية غريبة علي مجتمعنا ان يكون هناك مقرر أخلاقي سلوكي يدرس كمادة علمية تقرأ وتحفظ, تقدم للجيل الجديد مفاهيم معينة, تتسلسل مع مراحل النمو المختلفة, من طفولة ومراهقة وشباب. ومن جهة أخري يجب ان تتعلم الأسرة فنون الوالدية بالتعليم الاجرائي السليم الذي يمكنهم من اكتساب سلوكيات معينة ونقلها إلي الأبناء. ولابد من نشر الفكر الذي يوضح معني المسئولية والخير والصدق في القول وإتقان العمل واكتساب المهارات والتشجيع علي الابتكار, واحترام مشاعر الآخرين.. ووقتها لن يكون هناك مجال للعنف أو غيره من الظواهر السلبية.