أبدى د. عمرو دراج، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، تفاؤله بمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة القادمة، بغض النظر عن نجاح أوباما، لأن الإرادة المصرية أصبحت لاعبا رئيسيا فى السياسة الدولية. وأضاف دراج، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج زى الشمس على فضائية سى بى سى، أن السياسة الخارجية الأمريكية لها عناصر ثابتة ولا تتغير بتغير الإدارة، ولكن نجاح أوباما قلل الفترة التى تستغرقها الإدارة الأمريكية فى إعادة النظر فى الملفات العالقة، وهذا يعطى الدول العربية فرصة للتفاعل مباشرة مع الإدارة الأمريكية، لمحاولة تحقيق المصالح الإستراتيجية الخاصة بها. وحول رؤية الحرية والعدالة لطبيعة وشكل العلاقات المصرية الأمريكية فى الفترة القادمة، قال: نريد أن تكون السياسة الخارجية الأمريكية متوازنة وأن تكون العلاقة المصرية الأمريكية متوازنة، وأن لا تكون المصالح المشتركة بينهما ملزمة بالمرور عبر البوابة الإسرائيلية، مثل اتفاقية الكويز، والتى يتم بموجبها إقحام مكون منتج إسرائيلى فى المنتجات المصرية حتى يمكن تصديرها إلى أمريكا فهناك مصالح مصرية أمريكية لا تشترط أن تكون إسرائيل شريك فيها. وأعرب دراج عن أمله فى أن تراعى الإدارة الامريكية الإرادة الشعبية والإرادة الوطنية المصرية، لتحديد خططه للتعامل مع مصر فى المرحلة المقبلة. وحول رؤيته لأهم الملفات المطروحة للنقاش خلال زيارة الرئيس مرسى المتوقعة فى ديسمبر أوضح دراج بأن المنطلق الرئيسي لهذه الزيارة سوف تكون الندية والمصالح المشتركة، فمثلا ملف المعونة نجد أنها تتجه فى دعم المنظومة العسكرية المصرية، وأن الجانب الموجه لدعم الاقتصاد ضعيف جدا وبما يقارب 200 مليون، وبذلك تفقد قيمتها فى الجانب الاقتصادى. وتابع، فيما يتعلق بالجانب العسكرى فإن منظومة تسليح الجيش المصرى وتطور هذه المنظومة كان لفترة طويلة يعتمد على النظم الأمريكية، وبالتالى فإن استمرارها هام وحيوى. من جانبه، أكد د. محمد نور، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بحزب النور، أن ملف السياسة الخارجية الأمريكية مع العرب لن يتغير بتغير الرئيس، مضيفا، أمامنا ثلاث خيارات بعد الثورة، إما أن تستمر حالة التبعية لأمريكا ويحدث ما كان يردده بعض الساسة من أن رئيس مصر القادم تحدده الولاياتالمتحدة، وهذا الأمر لن يقبله الشعب المصرى، وإما إقامة علاقات محترمة وإما إقامة علاقات تصادمية. وأوضح نور أن معظم التيارات السياسية تميل إلى إقامة علاقات محترمة مع الإدارة الأمريكية تساهم القوى السياسية فى وضع قواعدها، لافتا إلى أهمية تنظيم البيت من الداخل، مشددا على أنه لن تستطيع فرض الإرادة السياسية وفرض احترامك على الآخرين دون تنظيم البيت من الداخل. وأشار نور إلى أن المقارنة بين العلاقات العربية الأمريكية والعلاقات الإسرائيلية الأمريكية يفتقد للموضوعية ويضر بمصالح الشعوب العربية تحديدا، لأن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية قائمة على أساس عقائدى ولا تقوم على المصالح فقط، لافتا إلى أن فك الارتباط فى الجانب العقدى صعب للغاية، فالشعب الأمريكى شعب متدين بطبيعته، ويعتقد أنه يحمل رسالة مقدسة. وحول رؤية حزب النور لمستقبل العلاقات المصرية الأمريكية خلال الفترة القادمة شدد نور على ضرورة وجود مشروع فكرى وطنى مصرى تلتف حوله كل القوى السياسية، ويعبر عن الإرادة المصرية فى الداخل والخارج، موضحا أن ضعف العلاقات الخارجية المصرية راجع لغياب الإرادة المصرية. وأبدى نور تفاؤله بالزيارة المرتقبة للرئيس مرسى للولايات المتحدة، على اعتبار أن الإدارة الأمريكية استوعبت الدرس، وأن هناك إرادة حرة للمصريين يجب وضعها فى الاعتبار عند أى مفاوضات.