السعدنى يناشد الدولة بإعفاء أسرة الفقيد من تكلفة نقل جثمانه لمصر فتحية العسال: السادات منع راتبه 3 سنوات لأنه رفض التدخل فى "الحب والحقيقة" بهاء طاهر: انتصر للنسيج الوطنى.. فاضل: خاطب البسطاء والنخبة محمد العزونى نظمت دار الأوبرا المصرية مؤخرا على المسرح الصغير، ندوة لتأبين المخرج الراحل إسماعيل عبد الحافظ، فى ذكرى مرور 40 يوما على وفاته، بحضور عدد من الفنانين، تحت رعاية وزير الثقافة صابر عرب. وقالت الكاتبة فتحية العسال: إن إسماعيل عبد الحافظ خلال مشواره الدرامى الذى استمر لأكثر من 40 عاما قدم الكثير من المواهب ليس فى التمثيل فقط ولكن فى مجالات صناعة الدراما المتنوعة من ديكور وموسيقى وغناء وتصوير ومخرجين، وأضافت: إسماعيل عبد الحافظ قدم لها فى السبعينيات مسلسل "الحب والحقيقة" الذى تم وقف عرضه فى الحلقة السادسة بعد أن شاهد الرئيس الراحل أنور السادات حلقاته الأولى وتم وقفه عن العمل وأوقفوا راتبه لمدة 3 سنوات لرفضه الانصياع لمطالب الرئاسة بتعديل المسلسل. وعبر محمد عبد الحافظ عن مدى حزنه لفقده والده؛ فلم يكن يتمنى أن تأتى هذه اللحظة ويقف هذا الموقف لكنها إرادة الله، كما قدم الشكر لكل محبيه، مؤكدا أنه لم يتخيل يوما أن يكون للراحل كل هذا الحب فى قلوب الناس، معتبرا حب وتقدير الناس أكبر عزاء لوالده، كما ذكر أن محبيه كانوا ينادونه بالعديد من الأسماء منها العمدة والخال والفلاح المصرى الفصيح وهو أحب الأسماء إلى قلب الفقيد، كما طالب الحضور بالوقوف دقيقة حداد وقراءة الفاتحة لروح والده. وذكرت منى زكى التى اكتشفها المخرج الراحل أنها قامت بتقديم أوراقها إلى المعهد العالى للفنون المسرحية وطلبها عبد الحافظ لمقابلته وهو ما جعلها تشعر بالخوف؛ فكيف يطلب مقابلتها مخرج كبير وهى لم تظهر فى أى عمل فنى من قبل؟! تابعت: اصطحبت أمى معى لنجده رجلا فلاحا بسيطا يرتدى الجلباب تشع الطيبة والأمان من عينيه فتركتنى أمى دون قلق لشعورها أنه مثل والدى ولن أنساه أبداً لأن الإنسان لا يمكن أن ينسى أصله. ولم يتحدث صلاح السعدنى كثيرا عن صديقه الراحل، ولكنه طالب بعدم مطالبة أسرة الفقيد برسوم نقل جثمانه من الخارج وقال: الأوراق الآن فى الرئاسة بحوزة الدكتور ياسر على ويمكن حل المشكلة بسهولة؛ فالطائرة التى نقلت جثمانه هى طائرة مصر للطيران المملوكة للحكومة المصرية. ويصف الروائى الكبير بهاء طاهر المخرج إسماعيل عبد الحافظ بالصدق قائلا: هى الصفة الوحيدة التى يمكن أن نلخصه بها فعندما وقع اختياره على روايتى الوحيدة التى قام بإخراجها وهى "خالتى صفية والدير" كنت فى جنيف منذ سنوات وشاء القدر أن آتى إلى مصر قبل بدء التصوير وحضرت التجهيزات الفنية الأخيرة وعرض علىّ السيناريو وأخذ ببعض الملاحظات التى أبديتها ولم يأخذ بالبعض الآخر فهو كان يفعل ما يؤمن به واختياره للرواية كان بسبب انتصارها للنسيج الوطنى المصرى مما لاقى صدى فى نفسه. ويحكى الروائى يوسف القعيد ذكريات حضوره تصوير مسلسله "وجع البعاد" الذى أخرجه إسماعيل عبد الحافظ قائلاً: تعلمت منه الكثير فهو إنسان نبيل وسلس وكانت لديه القدرة على أخذ كل الإيجابيات التى لديك دون أن يتنازل عن ثوابته، وناشد مالكى القنوات الفضائية الخاصة بعرض مسلسلات الراحل معتبرا ذلك واجبا وطنيا. ونقل الشاعر سيد حجاب رسالة من الموسيقار عمار الشريعى الذى يرقد فى المستشفى، موضحا أنه كان يتمنى الحضور فى هذا اليوم وطالب الجميع بقبول عذره، كما ألقى قصيدة أهداها لروح المخرج الراحل. وقال المخرج محمد فاضل: لا بد أن نحيى وزارة الثقافة وجميع من أسهموا فى هذا التكريم والاحتفاء الذى يستحق الراحل أكثر منه وتساءل: أين وزارة الإعلام؟ وأضاف: كان من المستحيل أن يقدم عبد الحافظ عملاً به رسالة لا يخاطب فيها البسطاء والنخبة ولذا وصل إلى العقول والقلوب فلم يتنازل فى أى يوم من الأيام كمن تنازلوا عندما قدموا أعمالهم فى مجال الدراما وكان له أسلوب فنى خاص به. وذكرت المخرجة إنعام محمد على أنها تعرف إسماعيل عبد الحافظ منذ الستينيات وتحديدا منذ أن جاء من قريته فى كفر الشيخ وطوال رحلته التى امتدت لقرابة الأربعين عاما لم يتغير، مؤكدة أن من فقدناه كان قيمة كبيرة لن تتكرر فى صفاته وأخلاقه فهو بالفعل فارس من الزمن الجميل فكان دائم الابتسام ويملك قلباً يتسع للجميع، مشيرة إلى أن أعماله خالدة لن تموت. وقد قدم المركز القومى للسينما التابع لوزارة الثقافة فيلما تسجيليا مع محبى وتلامذة إسماعيل عبد الحافظ، بالإضافة إلى بعض المشاهد المسجلة من لقاءاته التليفزيونية المسجلة بعنوان الأسطورة من إخراج محمد النجار، كما قام المغنى على الحجار بصحبة فرقته الموسيقية بغناء مجموعة من أغنيات المسلسلات التى أخرجها إسماعيل عبد الحافظ ومن كلمات الشاعر سيد حجاب الذى بكى عند سماع هذه الأغانى.