أكد الدكتور نصر فريد واصل، عضو الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، أن حالة الاستقطاب بين القوى الليبرالية والإسلامية لا يتناسب مع الثورة التى تعتبر منحة من الله تعالى لمصر والمصريين والعرب. وقال واصل: "مع الأسف بدأ العقد ينفرط بسبب أطماع الزعامة السياسية، وهو ما أدى إلى ما نلاحظه الآن من تفرق وشتات، وهو ما يؤدي إلى ضياع ثمار الثورة، وأصبح الوطن مهددا بالخطر". وأوضح أن الدولة الآن فى حاجة لأن نكون جميعا يدا واحدة، وهذا جهاد وواجب شرعى بصرف النظر عمن يحكم، فالاعتراض الدائم يوقف المسيرة، والسماء لا تمطر ذهبًا، وليس هناك خاتم سليمان نحل به المشكلات وإلا سينهار الاقتصاد والدولة. وأضاف واصل أن بعضًا من القوى الليبرالية تحاول تعطيل المسيرة وتريد تعطيل أى جانب إصلاحى، وذلك لأهداف انتخابية، وكأن العبرة والمراد الوصول إلى الحكم وليس مصلحة الوطن، وهذا أمر خطير ، مشددا على ضرورة تشجيع محاولات الإصلاح وعدم تشويهها، وأن نقف إلى جوار من تأتى به الانتخابات ولا نعاديه، وعلى الحكومة أن تأخذ على يد من يريدون خرق السفينة حتى لا تغرق بنا جميعا. وعن أداء الرئيس مرسى خلال الفترة الماضية أكد واصل أن سياسته تسير فى طريق الثورة، وكل الاعتراضات عليه يجب ألا نوجه له اللوم فيها، فمثلا ال«100» يوم التى نحاسبه عليها لا يمكن أن تتحقق أهدافها إلا إذا كنا متعاونين معه. والشعب مقصر لأنه كان يقاوم تحقيق هذه الأهداف سواء بجهل أو بخداع أو حسن نية، وذلك بالمظاهرات الفئوية، وهناك جهات تريد أن توقف المسيرة حتى لا ينسب لمرسى أى نجاح. ودعا واصل حمدين صباحي إلى أن يعيد النظر فيما يفعله من المقاطعة والبحث عن الثغرات ومحاولة عزل الآخر، فهذا ليس فى صالح الوطن، مشيرًا إلى أنه كان يؤيد أسلوبه الهادئ وليس أسلوب العنف السياسى من أجل الوصول للحكم، وعلينا أن نقف معا دون أن يحفر كل منا للآخر كى يتهمه على غير الحقيقة. وعن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور والانتقادات الموجهة لها والانسحابات التى تمت،أكد واصل أن العدد الذى انسحب قليل، ولم يؤثر فى مسيرة الجمعية التى كانت تسير بتوافق وهدوء، مؤكدًا أن الانتقادات التي توجه للجمعية، بأنها أقصت التيار الليبرالي، ليست فى مصلحة الوطن، فالجمعية تضم كل الأطياف، والشعب سيقول رأيه فى هذا الدستور، والعبرة بالمنتج الذي نتج عن مناقشات الجمعية، وأرى أنه منتج طيب ومتكامل سيحقق أهداف المصريين جميعا. وأوضح واصل أن التيار الإسلامى لا يزال قويا ومتماسكًا برغم الضربات التي تلاحقه من كل مكان ويتعامل بهدوء ودون انفعال، مشيرًا إلى أنه يسير بمنهج يتفق مع الإسلام الوسطى، ولايزال الشارع يرغب فى هذه السياسة، لكن الطرف الآخر الذى يمثله التيار الليبرالى يميل للعنف أحيانًا وكما يقولون "بيعمل من الحبة قبة".