يقوم رئيس الوزراء الدكتور هشام قنديل بزيارة إلى جوبا عاصمة جنوب السودان خلال الأيام القليلة المقبلة؛ حيث يلتقي كبار المسئولين بها، ويبحث دعم العلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، وفي مقدمتها الاقتصادية والتجارية. صرح بذلك السفير الدكتور مجدي عامر مساعد وزير الخارجية لشئون حوض النيل والمنسق العام للمياه، وقال فى تصريحات صحفية عقب عودته من جولة شملت أربع من دول حوض النيل بينها جنوب السودان، واستغرقت أكثر من أسبوع رأس خلالها وفدا كبيرا هو الأول من نوعه لمنظمات المجتمع المدني: "إن الفترة القادمة ستشهد زيارات وجولات فى عدد من دول حوض النيل من بينها زيارة ينتظر أن يقوم بها رئيس الوزراء لجنوب السودان قريبا". وأكد أن هذه الجولة، التى ضمت عددا من رموز منظمات المجتمع المدنى، جاءت بناء على مبادرة من وزارة الخارجية، وشملت كلا من (رواندا، وأوغندا، وإثيوبيا، وجنوب السودان) بهدف تنمية العلاقات مع دول حوض النيل وتدعيم التواجد المصرى على المدى الطويل وتقديم المساعدة بالنسبة لعمليات التنمية فى تلك الدول. وأوضح عامر أن هناك عدة وسائل لتحقيق تلك الأهداف، أولها: زيارات المسئولين مثل جولة وزير الخارجية التى ضمت ست دول من حوض النيل، والمبادرة المصرية لتنمية دول الحوض التى تعمل على إقامة مشروعات مصرية فى تلك الدول، وثانيها: تشجيع رجال الأعمال المصريين على الاستثمار فى دول حوض النيل. وأشار إلى أن الوسيلة الثالثة تتم عن طريق زيادة تواجد منظمات المجتمع المدنى المصرية للمساهمة فى تنمية تلك الدول، لافتا إلى أنه لهذا قامت وزارة الخارجية بتجميع عدد من تلك المنظمات؛ حيث أبدت 20 منظمة مصرية استعدادها للعمل فى دول الحوض بعدة مجالات تنموية مثل الصحة والتعليم. وأشار السفير الدكتور مجدي عامر مساعد وزير الخارجية لشئون حوض النيل والمنسق العام للمياه، إلى أنه تم لقاء عدد كبير من الوزراء فى الدول الأربعة (رواندا، وأوغندا، وإثيوبيا، وجنوب السودان)، ففي جنوب السودان تم لقاء ست وزراء، وقيادات إعلامية. وفى إثيوبيا تم لقاء نائب رئيس الوزراء وثلاث وزراء، إلى جانب زيارة البرلمان والكنيسة الإثيوبية، والمجلس الإسلامى الأعلى، وغرف التجارة، ووزارة الخارجية، أما فى أوغندا فقد التقى الوفد ثلاث وزراء، وفى رواندا تم اللقاء مع وزيرين، كما تم عقد اجتماع موسع مع تجمع للمنظمات غير الحكومية. ونوه عامر إلى أن الوفد زار عددا من المستشفيات والمدارس فى تلك الدول للوقوف على احتياجاتها التى يمكن لمصر أن تقدمها لتلك القطاعات، موضحا أنه على سبيل المثال فقد فوجيء الوفد فى أوغندا بأن هناك مستشفى يمتلكها طبيب مصرى يدعى محمود الجزتر مقيم فى أوغندا منذ 20 عاما ويحمل جنسيتها، وأنه عرض إنشاء كلية للطب هناك تحت إشراف جامعة القاهرة، خاصة وأنه يمتلك معهدا عاليا للتمريض. وقال "يوجد فى جنوب السودان عيادة مصرية تعمل منذ 5 سنوات، وقد عرضنا على جنوب السودان تخصيص قطعة أرض لإنشاء مركز طبى ومستشفى يقوم عدد من منظمات المجتمع المدنى مثل اتحاد الأطباء العرب وجامعة القاهرة بتجهيزها، كما تم عرض فكرة إقامة وحدات صحية صغيرة داخل بعض المدارس للكشف المبكر على الأمراض". وأضاف أنه كان هناك أيضا فكرة لتنفيذ مشروع مصرى للقضاء على الملاريا بجنوب السودان على غرار مشروع مصرى مماثل تم فى أوغندا من خلال مستحضر طبى تقدمه شركة مصرية للقضاء على يرقات الملاريا فى المياه، وقد طلبت جنوب السودان تطبيقه بمنحة مصرية. وأشار إلى أن مؤسسة صناع الحياة للداعية الإسلامى عمرو خالد عرضت إرسال خبراء لوضع برامج لمحو الأمية فى الدول الأربعة وإقامة دورات تدريبية للمدرسين، وإقامة حملات لمكافحة المخدرات والإيدز، كما تم عرض إقامة معسكر سنوى لقيادات شبابية فى الدول الأربعة يشارك فيه 50 كادرا من كل دولة فى مصر لجمعهم مع قيادات الشباب المصرى، موضحا أنه يمكن أن يشارك فى هذه المعسكرات وزراء الشباب بهذه الدول خلال شهر ديسمبر القادم.