90مدرسة بإدارة شبرا الخيمة تدخل إضرابا احتجاجيا عن العمل.. و6 أكتوبر وسوهاج فى الطريق الدقهلية وبنى سويف فى مقدمة المحافظات.. والقاهرة تتعاقد مع 1000 فرد أمن لتأمين مدارسها وزير التعليم يقرر فصل أى طالب يتعدى على معلمه.. ونقيب المعلمين يطالب الداخلية بسرعة التدخل فى الوقت الذى تحسنت فيه الأحوال الأمنية فى مصر بشكل ملحوظ، لم يمتد هذا التحسن للمدارس، فهناك حالة من الهرج والمرج تشهدها العديد منها بسبب عدم توفير الأمن، وهو الأمر الذى أدى إلى إضراب أكثر من 90 مدرسة بإدارة شبرا الخيمة التعليمية الأسبوع الماضى عن العمل، احتجاجا على سوء الأوضاع الأمنية، وهو الأمر نفسه الذى قامت به إدارات 6 أكتوبر وسوهاج وبورفؤاد. وعلى الرغم من التنسيق بين وزارة التربية والتعليم والداخلية فيما يخص تأمين المدارس قبل بداية العام الدراسى، إلا أن هذا التنسيق يبدو أنه حبر على ورق، فلا توجد دوريات أمنية على المدارس، وفى كثير من الحالات لا تأتى الشرطة فى موعدها، وهو الأمر الذى سبب حالة من القلق والرعب فى نفوس أولياء الأمور والطلاب. وكانت العديد من مدارس بالقاهرة والمحافظات المختلفة قد شهدت موجة من احتجاجات وإضرابات المدرسين عن العمل؛ احتجاجا على عدم الاستجابة لمطالبهم وأوضاعهم المالية والمهنية، ومع مرور الوقت تفاقمت الأزمة وتحولت الاحتجاجات والاعتصامات إلى أعمال لا تمت للعملية التعليمية بصلة، فأصبح المعلمون لا يريدون الدخول إلى فصولهم، والطلاب خارج الفصول، بل فى كثير من الأحيان خارج المدرسة، ومن هنا تبدأ عمليات الشغب. وقال المركز المصرى للحق فى التعليم فى تقرير له صدر مع بداية الشهر الحالى: إن المطواة والسكين و"الكاتر" أصبحوا بديلا لأدوات المدرسة، مشيرا إلى أن الصحف المختلفة سجلت 21 حالة طعن من طالب ضد زميله أو مدرسه، جاء منها 10 حالات استخدمت فيها الأسلحة البيضاء أو الآلات الحادة، أو "رقبة الزجاجة"، وتنوعت الأسباب ما بين لعب الكرة، وأسبقية الجلوس، والتشاجر، ورش المياه على الحقائب، ومعاكسة الفتيات، والخلافات العائلية، والتدافع على السلم، أو اقتراض النقود. وترسم الاعتداءات خريطة الشغب المدرسى، فظهرت "القليوبية" و"بنى سويف" على الساحة خمس مرات، مقابل 3 "للقاهرة"، و2 فى "الإسماعيلية"، ومثلهما فى "البحيرة"، وحالة واحدة فى كل من "المنيا"، و"الجيزة"، و"قنا"، و"المنوفية". حتى أولياء الأمور لم يقدموا قدوة حسنة فى هذه القضية؛ فتم تسجيل 29 حالة اقتحام وتعد من أولياء الأمور ضد مدرسين، أو مديرين، أو نظار المدارس التى يتعلم فيها أبناؤهم، كذلك ضد زملاء أبنائهم، بواقع 23 حالة ضد المدرسين، و6 ضد الطلبة. وفى واقعة أخرى، اقتحمت قوات الشرطة بالسويس مدرسة أحمد شوقى الابتدائية لإنقاذ مدرس من اعتداء ولية أمر تلميذة عليه "بالشبشب" لنهره ابنتها لعدم أداء واجباتها المدرسية. ونفس الواقعة تكررت فى محافظة الإسكندرية بمدرسة عباس حلمى الثانوية "بنين"، حيث تعدى مجموعة من أولياء الأمور على أحد المعلمين داخل المدرسة واتهموه بسوء معاملة أبنائهم. نقابه المعلمين أحمد الحلوانى -نقيب المعلمين- أكد أن النقابة أرسلت خطابا إلى النائب العام وآخر إلى وزارة الداخلية، تطالب فيه بضرورة مرور دوريات بالقرب من المدارس، والمطالبة بسرعة وجود الشرطة فى أماكن الشغب داخل المدارس. وأشار إلى أن وزير التربية والتعليم الدكتور إبراهيم غنيم قد أصدر قرارا -وتم إبلاغه لجميع مديرى مديريات التربية والتعليم بالمحافظات- بفصل أى طالب يقوم بالتعدى على المعلم، مشيرا إلى أن هذا القرار سوف يتم تطبيقه على الفور للقضاء على ظاهرة التعدى على المعلمين. وأوضح أن النقابة قامت بإرسال خطاب لوزارة التربية والتعليم تؤكد فيها أنها لا تسمح بالاعتداء على أى معلم داخل المدرسة. وقال الحلوانى: إنه من الصعب أن تتعاقد الوزارة مع شركات أمن خاصة لتأمين كل المدارس؛ لأن هناك ما يقرب من 48 ألف مدرسة على مستوى الجمهورية، مشيرا إلى أن الإمكانات المادية لا تسمح بذلك. التعليم تردّ من جانبه، قال اللواء حسام أبو المجد -رئيس الإدارة المركزية للأمن بوزارة التربية والتعليم-: إنه عقد اجتماعا مغلقا مع مسئولى الأمن بالإدارات التعليمية، وطالبهم بحصر كل المشاكل الموجودة داخل الإدارات، وأن يشرف عليها مسئول أمنى من المديريات. وقال: إن محافظة القاهرة أول من تحركت لحل مشكلات الأمن، مشيرا إلى أنه تم التعاقد مع 1000 فرد أمن لتأمين مدارس المحافظة، وطالب أبو المجد بأن يكون ذلك الأسلوب متبعا فى باقى المحافظات، موضحا أن هناك مشروعا لإنشاء مدرسة أمن بالمنوفية ستكون مهمتها تخريج أفراد أمن يقومون بحماية المنشآت التعليمية، وكذلك العمل فى شركات الأمن الخاصة.