بالأمس القريب انتهت واحدة من الهزليات الغربية المثيرة التي ارتبطت بالانقلاب العسكري الدموي، وهي هزلية "التخابر مع النرويج"، واليوم يفتح نائب عام "السيسي" الملاكي قضية تخابر جديدة لكن مع تركيا برقم (955) وادعى فيها على عشرات من رافضي الانقلاب العسكري من الداخل والخارج. وتدعي نيابة الانقلاب أن تحريات المخابرات العامة تكشفت عن اتفاق بين عناصر من أجهزة الأمن والمخابرات في تركيا مع عناصر من جماعة الإخوان على وضع مخطط لاستيلاء الجماعة على السلطة في مصر "عن طريق إرباك الأنظمة القائمة في مؤسسات الدولة المصرية بغية إسقاطها".
ويرى مراقبون أن "السيسي" وإنقلابه لا يستحون من أنه في الوقت الذي يستدين لجيبه على حساب المصريين من البنك الدولي يتجه نفس البنك وللمرة الثانية بطلب قرض من تركيا بخمسه مليار دولار، مع العلم أن ديون تركيا للبنك صفر، ولكن تركيا تفتح ذراعيها للمضطهدين سياسيًا في العالم العربي لاسيما في سوريا ومصر.
مختفون قسريًا
وربط نائب عام الانقلاب بين "الإرهاب" بمدلوله العالمي وبين "المتخابرين" كما جرت العادة في قضايا التخابر مع حماس وقطروالنرويج، وعلى غرار المتبع مع بقية القضايا أمر نبيل صادق بحبس 29 متهمًا لمدة 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات التي تجرى معهم بمعرفة نيابة أمن الدولة العليا، وذلك لاتهامهم وآخرين هاربين داخل البلاد وخارجها، بالتخابر مع دولة تركيا، بقصد الإضرار بالمصالح القومية للبلاد، والانضمام إلى جماعة إرهابية، وتمرير المكالمات الدولية بغير ترخيص، وغسل الأموال المتحصلة من تلك الجريمة، والاتجار فى العملة بغير ترخيص.
ومن أبرز أسماء الداخل؛ العروس المختفية قسريا قبل نحو 35 يوما، على يد شرطة الإنقلاب بالبحيرة؛ سمية ماهر حزيمة، 25 عاما، ووجهت لها نيابة الإنقلاب نفس الإتهامات وما يزال أهلها يجهلون مكانها حتى بعد قيام النائب الملاكي بتحويلها على ذمة هزلية التخابر الجديدة، بدون حضور محامين مع عشرات آخرين.
وأدعت النيابة أنها سجلت المحادثات الهاتفية واللقاءات والمراسلات التي أجراها "المتهمون" على مدى شهور، وكشفت هذه التسجيلات "عن حلقات من المخطط الآثم والمشاركين فيه".
تجدر الإشارة إلى أن العلاقات بين مصر وتركيا تدهورت منذ إعلان الجيش المصري عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين عام 2013،.
وتؤوي تركيا العديد من قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها مصر وأعلنتها جماعة إرهابية.
الهزلية ومفارقات
وكتب المحامي خالد المصري مجموعة من المفارقات في هزلية التخابر مع قطر و"مكملين2" منها عدم معرفة المحامون بأسماء المتهمين وكتب عبر حسابه على الفيسبوك"النائب العام اصدر قرار اليوم بحبس المتهمين في القضية 955 المعروفة بقضية التخابر مع تركيا 15 يوم وهما 23 شخص منهم سمية ماهر اللي اَهلها دايخين عليها السبع دوخات ومحاميها مش عارفين يحضروا معاها ولا عارفين مكانها ولا عارفين مواعيد عرضها في النيابة".
وأضاف "اولا اللي بيصدر قرار الحبس الاحتياطي في نيابة أمن الدولة المحامي العام مش النائب العام، ثانيا عمرنا ما شوفنا قرار حبس احتياطي بيطلع من النائب العام رأساً ويتوزع بيه بيان رسمي كمان يوزع علي كل وسائل الاعلام، ثالثا احنا لغاية دلوقت مش عارفين هما مين ال 22 ولا حضرنا معاهم ولا جلسة ولا عارفين بينزلوا امتي اصلا".
وعلق "الملفت بقا ان في قضيةً جديدة جدا في النيابة رقمها 977 وده قضية مكملين 2 يعني احنا يدوب فرحنا بخروج المعتقلين في قضية مكملين 1 حتي ظهرت لنا قضية جديدة مكملين 2. ابرز من فيها المغرد المعروف اسلام الرفاعي الشهير ب 'خرم ' اللي لغاية دلوقت محدش عارف ازاي واحد زي اسلام بتوجهه بفكره يكون في القضية ده بس واضح ان عنوان المرحلة الجاية هي "يا عزيزي لا تتعجب من المفاجآت"
العميل الصهيوني
وفي 3 أبريل الماضي، عنونت "البوابة نيوز" المنحازة للإنقلاب "بالفيديو..السيسي: أدعم "ترامب" في صفقة القرن "، وأكد فيها المنقلب عبدالفتاح السيسي، أنه يدعم وبشدة كل الجهود المبذولة من أجل إيجاد حل لقضية القرن - الفلسطينية - واصفًا إياها ب"الصفقة".
وأضاف "السيسي"، خلال لقائه نظيره الأمريكي دونالد ترامب في العاصمة الأمريكيةواشنطن، مساء اليوم الإثنين: "أثق في الرئيس ترامب أنه سيجد حلًا مناسبًا لصفقة القرن".
وعلق ممدوح حمزة أحد قادة جبهة ما يسمى ب"الانقاذ" وشريك 30 يونيو على حسابه تعليقات تشير إلى تواطؤ صريح من السيسي مع الصهاينة ما توصف بالعمالة.
وكتب: "إلى طائفة خبراء الاستراتيجية : ما هي صفقة القرن؟ وما فائدة طريق من نفق قناة السويس الي النقب بإسرائيل بقرض سعودي واعتمده مجلس عبد العال ؟؟، ولماذا لم تسم الصفقة اتفاقية؟ فالصفقة معناها بها مكسب كبيرلطرف وصفها بالقرن يعني كبرحجمها واهميتها وزمن تنفيذها الممتد علي ربما سنين".
وأضاف في تغريدة أخرى: "وجود أمريكا وإسرائيل تعني أن الصفقة لصالح اسرائيل بضغط أمريكي ونتذكر ما تردد من مدح السيسي لنتنياهو ودعوته السلام الدافئ وتوسيع السلام".