د. منى البصيلى: تعقيد المناهج وقلة الأنشطة وضغط الأهل تجعله "كالبالون" المتابعة وتنظيم الوقت وممارسة الرياضة تحفز الأبناء منظومة تعليمية معقدة، مناهج كثيرة، شنطة تقصم الظهر، دروس خصوصية، غياب الأنشطة، ضيق الوقت، الضغط المستمر على الصغار.. دوامة تعيشها الأسر التى لديها أبناء فى مرحلة التعليم الأساسى وتنتج فى النهاية تلميذا مضغوطا ومقهورا، وملزما أن يحفظ المقررات، ويتفوق، وينسى الراحة، ولا يفكر فى اللعب، وهو ما يجعل شهور الدراسة تمر ثقيلة ومرهقة على الطفل الصغير، الذى ما إن ينتهى من الامتحانات حتى ينسى كل ما حفظه وينطلق بحرية نحو ألعابه وهواياته وكأنه عصفور محبوس خرج لتوه من القفص!. هذا ما تؤكده د. منى البصيلى -المستشارة التربوية والنفسية– بقولها: "منظومة التعليم تتسم بخلل رهيب منذ سنوات الدراسة الأولى. مبينة أن كم المواد الدراسية التى يتلقاها التلميذ وعدد ساعات الدراسة وانعدام الأنشطة التى يمارسها داخل المدرسة يجعله كالبالون الذى نظل نملأه بالهواء حتى ينفجر. وتصف البصيلى حال تلاميذ الابتدائى قائلة: "الطفل يصحو من نومه مبكرا ليستقبل يومه محشورا مع أقرانه فى سيارة أو ميكروباص يشحنه إلى المدرسة ليقف فى طابور الصباح ويبدأ بعدها يوما مزدحما بالحصص، وبعد سبع حصص لم يحصل خلالها إلا على هدنة قليلة يحتار كيف يقسمها بين اللعب والأكل والراحة، تشحنه وسيلة المواصلات نفسها إلى بيته بعد العصر ليصل مرهقا لا يقوى على فعل شىء ليجد أمامه كمية من الواجبات المدرسية الثقيلة التى قد يسهر حتى منتصف الليل كى ينجزها". تدمير بطىء وتوضح البصيلى أن الضغوط التى يتعرض لها الصغار قد تصيب بعضهم بالقلق الشديد من إرهاب الأهل المستمر للاستذكار والتفوق فيحصّل التلميذ دروسه على خوف من والديه أن يعاقباه، وعلى العكس قد يصل بعضهم إلى اللامبالاة والنفور من التعليم ويعد هذا كأنه تدمير بطىء لنفسيته وطاقاته العقلية وقدراته الإبداعية. وتضيف أن طلبة الجامعة يكفيهم ثلاث ساعات مذاكرة يوميا، فما بالنا بتلميذ الابتدائى الذى يتراوح سنه ما بين الخامسة والعاشرة، ولا يرغب إلا فى اللعب والمرح والانطلاق دون قيود بحكم سنه، فنظيره فى الغرب لا يمسك بالقلم أو يكلف بواجبات مدرسية إلا فى أضيق الحدود، ويمر يومه الدراسى ما بين معمل العلوم وممارسة الأنشطة والهوايات واكتساب المهارات بشكل عملى وجذاب ومحبب يناسب عقليته وسماته الطفولية. روشتة التفوق وحتى تمر شهور الدراسة بسلام وبأكبر قدر من الراحة النفسية للتلميذ تقدم المستشارة التربوية والنفسية هذه الخطوات: تنظيم الوقت أمر فى غاية الأهمية والتوازن بين المذاكرة وممارسة الأنشطة ضرورة. استيقاظ الصغير مبكرا عن وقته الأصلى بنصف ساعة أو أكثر تمكنه من إنهاء بعض الأعمال كصلاة الصبح وتناول الإفطار الخفيف والاستعداد بنشاط ليوم دراسى جديد. استقبال الأم طفلها بحفاوة وحب عقب عودته من المدرسة، ومتابعتها باهتمام ما حدث خلال اليوم، وتعويده سرعة تبديل ملابسه وغسل وجهه ويديه والاستعداد لتناول الغداء. النوم أثناء النهار يضيع الوقت الباقى فيضطر للسهر حتى ينهى واجباته، ولكن من الأفضل أن يقضيها فى اللعب أو ممارسة الهوايات التى يحبها ثم يبدأ بعدها فى إنهاء واجباته. تقسيم الوقت بين الواجبات؛ فكل مادة لها نصف ساعة ثم يحصل بعدها على ربع ساعة راحة حتى لا يمل وليشعر فى نهاية اليوم بالتحصيل والإنجاز. حسن استغلال أوقات العطلة الأسبوعية بين المذاكرة والترفيه والراحة والتواصل مع الأهل وصلة الرحم ومتابعة التدريبات الرياضية وممارسة الهوايات والأنشطة المتنوعة. تحفيز الصغار على تحصيل العلم الضرورى لهم الذى يبنى مستقبلهم؛ وذلك بوسائل محببة إلى قلوبهم، وتنوع المكافآت ما بين مادية ومعنوية، والأفضل أن تكون المكافأة تراكمية وليست وقتية؛ أى لا يحصل عليها الطفل فور انتهائه من تكاليفه، ولكن على الأم أن تضع له نجمة بعد كل إنجاز، ثم تحصر عدد النجوم فى نهاية الأسبوع ليحصل فى مقابلها على المكافأة المحددة، سواء كانت نقودا أو هدية.