اعترف سامح شكري، وزير الخارجية بحكومة العسكر، بفشل مسار المفاوضات مع إثيوبيا، حول كارثة سد النهضة الذي يهدد الوجود المصري، وينذر بكوارث لا حصر لها على الشعب المصري، مكتفيا بالقلق حيال تلاعب أديس أبابا برئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي وأركان حكومته. وقال شكري، في حوار مع صحيفة الوطن في عدد اليوم الاثنين 30 أكتوبر 2017م، إن «الخروج من الإطار الزمنى فى الاتفاق الإطارى لسد النهضة «أمر مقلق وغير مريح»، وإن الاجتماع الأخير لوزراء الرى فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لم يحقق النتائج المرجوة»، في اعتراف صريح بالفشل دون أن يقدم بديلا لتلاعب الحكومة الإثيوبية بالمسئولين في حكومة العسكر. "تعثر غير مريح» ونفى شكري وجود أي انفراجة في أزمة السد، مضيفًا «للأسف الاجتماع الوزارى الأخير كنا نأمل أن يأتى لدفع إجراء الدراسات من قبَل الشركة التى تتولى ذلك، ولم يصل الاجتماع إلى النتيجة التى كنا نأمل الوصول لها، والخروج من الإطار الزمنى الخاص بالاتفاق الإطارى هو أمر مقلق». وتابع شكري أنه «على مدى العامين الماضيين، مصر بذلت جهدا كبيرا فى بناء الثقة، والتأكيد على أننا نعمل فى ملف سد النهضة بكل انفتاح وشفافية، وأننا مستعدون لأن نقبل بأى نتيجة من قبَل المكاتب الاستشارية لثقتنا فى أن هذه النتيجة مبنية على علم وغير خاضعة لأى نوع من المؤثرات أو المواءمات السياسية، لكن أن يظل الأمر فيه تعثر فهو أمر غير مريح، وخاصة عندما قبلت مصر التقرير الاستهلالى لمنهج عمل الشركة بشكل مطلق وأبدت بعض الاستفسارات للشركة لتركز وتلفت نظرها لبعض النواحى التى ترى مصر أنه على الشركة أن تراعيها، وفى بداية العمل بتعزيز الثقة». لا سيناريوهات بديلة وأعرب شكري عن آماله بأن «تسير الدراسات بوتيرة مناسبة لمراحل بناء السد»، وحول فشل المفاوضات قال وزير الخارجية بحكومة العسكر «لكن إذا فرغت الدراسة من أى مضمون لها ولم تراع أن هناك عملا يسير فى الوقت نفسه فهذا أمر صعب»، دون أن يقدم سيناريوهات بديلة لفشل مسار التفاوض. واكتفى بالمطالبة بإسراع وتيرة الدراسات فى الوقت الذى تقوم فيه إثيوبيا ببناء السد، متوقعا أن تتفق نتائج الدراسات مع نفس الرؤية الخاصة بالدراسات الجارية. وأوضح شكري أنه بعد عدم التوصل إلى نتيجة حاسمة فى الاجتماع الوزارى الماضى، هناك دعوة لعقد اجتماع وزارى على مستوى وزراء الرى مرة أخرى للتوافق. دعوة إثيوبيا لزيارة القاهرة لكن شكري كشف عن أنه تمت دعوة رئيس الوزراء الإثيوبى لزيارة القاهرة لعقد اللجنة العليا المشتركة على مستوى القمة لإزالة أى شوائب فى العلاقات، ولكى يتم إعطاء التوجيهات المناسبة فيما يتعلق بقضية سد النهضة. وحول العلاقة مع السودان الشقيق، قال شكري إن هناك «إجراءات اتُخذت من قبَل السودان تحد من الاستفادة المشتركة بين البلدين والمنافذ التى تم إنشاؤها مؤخراً لزيادة التبادل التجارى، ونعمل على إزالة القيود التى فُرضت مؤخرا لتعزيز المصالح المشتركة». وحول الإلحاح السوداني على قضية "حلايب وشلاتين" أوضح شكري أن القضية من اختصاص البشير والسيسي للتوصل فيما بينهما لاتخاذ أى إجراء تجاه هذه القضية. خيانة إفريقية في معركة اليونسكو وبسؤال شكري عن خيانة إفريقية للمرشحة مشيرة خطاب في انتخابات اليونسكو، أقر وزير الخارجية بذلك دون التصريح به قائلا: «تحدثنا عن تقييم نتائج التصويت ونمط التصويت وفيها معادلات واستخلاصات كثيرة تقودنا لمراجعة على مستوى الاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة». وحول موقف السودان تحديدا من انتخابات اليونسكو، أضاف شكري «تعلم جيداً أن التصويت فى اليونيسكو سرى، ونحن دائماً نسعى لتكون الدول العربية داعمة لبعضها البعض، ونحن ندعم السودان فى كافة المواقف طوال السنوات الماضية سواء فى قضية دارفور وقضية مجلس الأمن إزاء اتهامات دعم الإرهاب، ومصر كانت تدلى ببيانات وتعيق قرارات ضد الخرطوم وتتحمل مسئولية سياسية أسفرت عن عدم رضا أطراف كثيرة للدفاع عن المصالح السودانية، ونتوقع دائما أن تمارس السودان تجاهنا السياسة نفسها» وهي الإجابات التي تعكس صدمة حكومة العسكر من الموقف الإفريقي في انتخابات اليونسكو، وهو ما يناقض تماما الأكاذيب المستمرة في وسائل الإعلام حول عودة مصر إلى إفريقيا وقوة نفوذها من جديد!.