تجددت "جعجعة" السفيه عبد الفتاح السيسي حول المصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين، زاعما أن إجراء مصالحة "قرار الشعب وليس قراره"، وتأتي تلك الجعجعة في وقت حسمت فيه جماعة الإخوان المسلمين في مصر الجدل بشأن مصالحة العسكر، بعدما أعلنت رفضها التصالح مع "خائن قاتل"، ورسمت "لاءات الإخوان" شروطا قبل أي جعجعة عن مصالحة، وحددت مع من ستكون. وفي إجابته عن سؤال حول إمكانية إجراء مصالحة مع "الإخوان"، قال السفيه السيسي، في مقابلة مع قناة "فرانس 24" أجريت أمس الاثنين في إطار استقبال فرنسا للخائن القاتل: "السؤال ده لما يتوجه ليا بقول حاجة واحدة بس.. الإجابة عند الشعب المصري مش عندي أنا".
وأضاف السفيه: "الشعب المصري في حالة غضب شديد، ويجب على الآخرين وضع ذلك في الاعتبار"، ولم يوضح ممن يغضب الشعب المصري، هل من الذين ينادون بسقوط الانقلاب الذي أفقرهم وأشعل الأسعار وصار همه جمع الجباية والضرائب، وأشاع سياسة الخوف والرعب والاعتقال والخطف والقتل، أم من الذي اعترف أنه لا يستطيع حماية 1200 كيلومتر بنسبة 100%؟!
ورداً على جعجعة السيسي يقول أحد النشطاء:" انت قولت عايز تفويض علشان نخلص ع البتنجان المحتمل..وقولت نجوع بس نصرف 280 مليار جنيه على السلاح علشان نقضي على الإرهاب..وقولت هنفرض حالة الطوارئ علشان نسيطر ع الكباب..وصرفت اكثر من 6 مليار جنيه على بناء 14 سجن جديد علشان نسجن الأشرار..وقولت مااااسر بلد الأمن والأمان.. بس نعمل ايه كل شهر بيطلعلنا خازوق يفشخ منظرنا ويفضح فشلنا وتركيزنا ع السبوبة وبيع الخيار ولبن الاطفال والزيت والسكر.. فأنا قررت اصارحكم .. لسه فيه خوازيق كتير جاية".
ملفات الفشل الثلاثة
وتناول السفيه السيسي في حديثه لقناة "فرانس 24" ثلاث ملفات، وهى العلاقات مع إيران والفشل الأمني داخل مصر ودعم نظام بشار الأسد ضد الثورة في سوريا، وحول الفشل الأمني الأخير في كارثة منطقة "الواحات" بالجيزة، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 56 شرطياً ما بين ضابط كبير وجنود، وكلهم من قوات النخبة والعلميات الخاصة، علق السفيه ذلك الفشل الذي جعله أضحوكة العالم على شماعة أن "الإرهابيين الهاربين من سوريا والعراق يصلون إلى مصر"!
وسبقت سفر الخائن القاتل إلى فرنسا، دعوات عن اقتراحات لكتاب وسياسيين تابعين لمعسكر 30 يونيه بضرورة تصالح السفيه مع جماعة الإخوان المسلمين، للخروج من الأزمة الطاحنة التي تواجهها البلاد والمتجهة إلى التضخم وانهيار اقتصاد مصر .
وبات السؤال الملح الآن: ما دوافع الانقلاب للتصالح مع ضحاياه؟ وهو الذي ألمح مراراً وتكراراً وبطرق غير مباشرة على إمكانية الصلح، ولكن بشروط الانقلاب، وعلى الإخوان وأتباع الشرعية قبول شروط الانقلاب بدون نقاش ولا سؤال.
وبرأي خبراء أن السفيه السيسي إنما أراد فتح هذا الملف أثناء حديثه مع "فرانس 24"، ويريد من وراء الجعجعة الإعلامية ما يلي:
1- شق الصف الثوري الذي بدأت دعوات جادة للم شمله، والتشكيك في جماعة الإخوان المسلمين، كبرى الكتل الثورية في الشارع.
2- التغطية على كوارث الانقلاب الاقتصادية، والانهيار المتداعي في شؤون الدولة وتهدئة الشارع .
3- غسل سمعة الانقلاب الدموية دولياً، والظهور بأنه حمامة السلام التي تحمل غصن الزيتون بدلا من الرصاص.
يقول الكاتب الصحفي أحمد مشعل:”لا شك أن الظروف الاقتصادية التي وصلت لها البلاد من انهيار اقتصادي ، وفشل النظام النقدي ، والفشل العسكري في سيناء ، وصراع المؤسسات ، وعدم سيطرة السيسي على المؤسسات ، وانهيار تحالف 30 يونيه ، والخلاف الذي دب بينهم ، وخلاف المخابرات العامة مع الداخلية والمخابرات الحربية ومؤسسة الرئاسة ، وقتل الطالب الإيطالي ، والضغوط الأوربية على السيسي “.
مضيفًا: "وقرار انسحاب روسيا من سوريا ، وقد يتبعه انهيار لبشار ، والذي سيتبعه انهيار للسيسي ، وملف حقوق الإنسان ، والذي على صوته في جنبات الأممالمتحدة ، وغير ذلك من التحديات الداخلية والخارجية التي ساهمت وتساهم في انهيار السيسي وعزلته كانت من الأسباب التي جعلت الانقلاب يطرح مبادرة صلح مع الثورة عامة والإخوان خاصة”.
غسيل سمعة
من جانبه يرى الكاتب والمحلل السياسي وائل قنديل، ان السفيه السيسي يبحث عن تحقيق مكاسب دولية بالحديث كل مرة عن المصالحة، قائلاً: ”ليس نظام السيسي مشغولاً بالتصالح مع ضحاياه، والضحايا هنا ليسوا “الإخوان” وحدهم، وإنما كل ما يمت إلى ثورة يناير بصلة”.
وعن أدوات السفيه السيسي في مسرحية المصالحة، يقول قنديل :” الدفع بتعزيزات إضافية من “عساكر الإعلام المحلي” تبث نحيباً وتشنجاً عن رفض المصالحة مع “الإخوان”، وكأن هناك مصالحة بالفعل، يجري إعدادها في مطابخ سرية”.
وبرأي الشارع الثوري ، فالثورة لن تقبل بمبادرة العسكر قبل أن يحاسب كل من امتدت يده على الشعب المصري الحر، وخان العهد والمواثيق ، حتى وإن قبل طرف من أطراف الثورة الجلوس مع العسكر فهناك أطراف لن تقبل أن تخون الدين والوطن .
كشف حساب السيسي
وبالعودة إلى الذاكرة وقبل فض اعتصام رافضي الانقلاب وأنصار الشرعية في “رابعة العدوية”، جرت محاولتين مباشرتين وبارزتين للتقريب بين العسكر وجماعة الإخوان، ومثل الإخوان خلالها شخصيات قيادية، في مقابل عسكريين، أبرزهم اللواء محمد العصار، وزير الإنتاج الحربي الحالي بحكومة الانقلاب، وتمسك تحالف دعم الشرعية بعودة الرئيس محمد مرسي في مقابل رفض العسكر.
وفي كل حديث عن مسرحية المصالحة، تضطر جماعة الإخوان أن تعيد لاءات الثورة الأربعة، وهي: “لا تنازل عن الشرعية، ولا تفريط في حق الشهداء والجرحى، ولا تنازل عن حق المعتقلين في الحرية وحق الشعب في الحياة الكريمة، ولا تصالح مع خائن قاتل”.
واعتصم عشرات الآلاف من رافضي الانقلاب في ميدانيْ رابعة العدوية ونهضة مصر بالقاهرة الكبرى لكن ميلشيات الانقلاب قامت يوم 14 أغسطس 2013 بفض الاعتصاميْن بالقوة ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى والجرحى فضلا عن حملة أمنية تواصلت لاحقا مستهدفة رافضي الانقلاب حيث تم اعتقال عشرات الآلاف وفقا لمنظمات حقوقية.