منتجو الفيلم يتعهدون بحماية حقوقهم الفكرية.. ويطالبون بعرضه فى الفضائيات انتهكت القناة الثالثة بالتلفزيون الإسرائيلى، حقوق الملكية الفكرية بعدما عرضت الجزء الأول من الفيلم الوثائقى المصرى "أجنحة الغضب" الذى تتلخص أحداثه حول أشرس المعارك الجوية بين مصر وإسرائيل، ويعرض شهادات حية لأبطال القوات الجوية المصرية فى الفترة من 1967 إلى 1970؛ وذلك دون أن تحصل على إذن رسمى من منتجيه. لم يقف انتهاك القناة الإسرائيلية عند هذا الحد، بل نوهت لمشاهديها بإعادة عرض الفيلم ب"الدوبلاج" العبرى بعد أن عرضته باللغة العربية؛ لذلك قررت مجموعة "73 مؤرخين" المنتجة للفيلم، مقاضاة التلفزيون الإسرائيلى على هذه السرقة العلنية، خاصة أنهم يعكفون على إنتاج فيلمهم منذ 4 سنوات مضت. "أجنحة الغضب" هو أول فيلم مصرى وعربى وثائقى حربى يستخدم تقنية "الجرافيك" و"ال3D" فى إعادة إحياء معارك بطولية مصرية وعربية لم يذكرها الإعلام من قبل عبر تاريخ شهادات أبطال من القوات الجوية التى عاشت فترة النكسة وشاركت فى حرب أكتوبر 1973، الذين لا يزالون على قيد الحياة، وإعادة تمثيل معاركهم الجوية مرة أخرى باستخدام تقنية "الجرافيك". الفيلم من إعداد المجموعة "73 مؤرخين"، وسيناريو أحمد زايد، ورئيس فريق الإعداد د. عبد الله عمران، ومخرج الجرافيك محمد سامى، وإخراج أحمد فتحى. سلسلة أفلام "أجنحة الغضب" مكونة من 6 أجزاء تتناول الفترة من 1967 وحتى 1973، وتم الانتهاء من الجزأين الأول والثانى بالجهود الذاتية وبدون مساعدة جهة تمويل، رغم أن تكلفة دقيقة "الجرافيك" الواحدة تبلغ 4 آلاف جنيه. وبعد مجهود مستمر لأربع سنوات خرج الجزء الأول من الفيلم إلى النور وعُرض يوم 6 أكتوبر الماضى. أما الجزء الثانى الذى انتهى المخرج من "مونتاجه" مؤخرا عن عدد من المعارك الجوية غير المعروفة إعلاميا وبطولات طيارين فى فترة ما بعد النكسة، وتضحيات كثير منهم واستشهاد كثير فى التدريب أو القتال؛ فلم تستقر أسرة العمل على اسمه النهائى حتى الآن، وإن كان الاختيار محصورا بين "نزيف السماء"، و"صقور منسية"، و"عمالقة السماء". وطرحت أسرة العمل هذا الأمر فى استفتاء عبر صفحتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك". وتقول المجموعة "73 مؤرخين" منتجة الفيلم عن نفسها إنها مجموعة من شباب مصر المدنى المتعلم المتحمس لوطنه وتاريخه، تجمعوا لخدمة بلدهم ولتأريخ البطولات المصرية فى حروبها ونشر الانتماء والولاء للوطن ومحاربة عمليات تشويه البطولات المصرية وطمس وتزييف الحقائق بأدلة وبراهين حصلوا عليها من أبطال الحرب أنفسهم. وتضيف: "ليس لهذه المجموعة انتماء سياسى أو حزبى، وأعمالها موثقة ومعتمدة من الجهات المعنية، كما هو متبع فى أى عمل توثيقى، ولا تصور بدون موافقة رسمية". وتضيف أن المجموعة عانت كثيرا كى تتمكن من عرض الجزء الأول من فيلم "أجنحة الغضب" عبر القنوات الفضائية فى احتفالات أكتوبر، لدرجة أنهم خاطبوا وزارة الدفاع بعدما صدمهم رفض كل الفضائيات لعرضه؛ بحجة أن فيلما وثائقيا كهذا لن يجذب المعلنين ولن تستفيد القناة ماديا من عرضه مهما كانت رسالته وطنية وهادفة. لذلك وجهت أسرة العمل نداء عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك" قالت فيه: "طوال ما يزيد عن 37 عاما مضت والنظام الحاكم والإعلام المصرى يتجاهلون حرب أكتوبر فى السينما المصرية؛ فمنذ عرض فيلم (الرصاصة لا تزال فى جيبى) فى 6 أكتوبر 1974، لم يظهر على الشاشة المصرية فيلم حقيقى معبر عن بطولات الحرب؛ بحجة نقص الإمكانات، وهى فى الحقيقة نقص فى الإرادة. فى المقابل تجد دول العالم تمجد أى عمل عسكرى لجيشها وتحوله إلى أسطورة رغم أن التاريخ يضع هذا الحدث العسكرى وسط الأحداث العادية لا المحورية مقارنة بحرب أكتوبر". وتتابع: "لمواجهة هذا التجاهل الإعلامى، أعدت المجموعة "73 مؤرخين"، منذ ثلاث سنوات وحتى الآن، سيناريو سلسلة وثائقية عن تاريخ القتال الجوى بين مصر وإسرائيل منذ النكسة وحتى حرب أكتوبر، مستعينة بالأبطال الحقيقيين للأحداث. وشارك المجموعة شباب مصرى متحمس أنتج جزأين كاملين من الأجزاء الستة على نفقتهم الخاصة؛ مدة الجزء الواحد تصل إلى ساعة، بها العشرات من مشاهد "الجرافيك" عالية الدقة والمكلفة أيضا؛ وذلك لكى يؤرخوا لشعب مصر أحداثا وبطولات لم يكن أحد يعرفها من قبل". وتستكمل: "عند محاولة تسويق العمل فى أكتوبر 2011 على القنوات الفضائية، وجدنا الجميع يتعامل مع الموضوع على أساس مادى بحت، ولم يهم أيا من تلك القنوات أن تشترى الجزأين لكى تمكن فريق الفيلم من تمويل واستكمال الأجزاء الأربعة الباقية.. فى الوقت نفسه تقدم المجموعة "73 مؤرخين" نفسها لأى جهة تود تنفيذ أى عمل درامى عن أى حدث فى حروب مصر المعاصرة؛ فلدينا أرشيف كامل بكل الأحداث التى مرت بالجيش المصرى طوال الفترة من 1967 وحتى 1973، وبه بطولات تصلح لمئات الأفلام الدرامية والمربحة أيضا ماديا". وتختتم: "نتمنى أن ترعى وزارة الدفاع فيلما وثائقيا دراميا طويلا عن يوم السادس من أكتوبر فقط، ترصد له كل ما حدث فى هذا اليوم، ولا تقتصر على الضربة الجوية فقط؛ لأن هذا اليوم أمجد أيام تاريخ مصر".