شهدت قريتا الأخصاص وغمازة الكبرى التابعة لمركز الصف، خلال الأيام الماضية، أحداث عنف بسبب الاشتباكات المسلحة التى وقعت بين أبنائها. الحرية والعدالة توجهت للتعرف على أبعاد الأزمة عن قرب .. حاولنا دخول القريتين للتعرف على الحقيقة، إلا أن الدخول إلى "غمازة " كان مستحيلا ؛ بسبب منع الأهالي، بينما تمكنا من دخول " الأخصاص " التى وصلنا إليها من مدخلها الشرقى– من كفر الشرفا- وكانت أشبه ما تكون بقرية الأشباح؛ فالمحلات مغلقة رغم أن الساعة لم تكن تعدت الثالثة عصرا ولكن أكثر ما لفت انتباهنا أن من قابلناهم من أهالي القرية كانوا كلهم مسلحين بأسلحة من أنواع متعددة، بداية من النبوت إلي السنجة والسكين وكأنهم يستعدون لمعركة قادمة . واصلنا رحلتنا داخل القرية التي علمنا من بعض أهلها أنها تضم أكثر من 35 ألف نسمة كلهم يشعرون بالحزن والخوف نتيجة الاشتباكات التي وقعت مع جارتهم غمازة الكبري وسقط خلالها ثلاثة من آبائهم قتلي دون ذنب فضلا عن إصابة أكثر من 25 أخرين . كشف محمد سعيد، أحد الأهالي أن هناك علاقات نسب ومصاهرة وقرابة كبيرة بين القريتين، مشيرا إلي أن الأحداث بدأت عصر الجمعة عندما كان أحد أهالي الأخصاص يحمل منقولات أحد شبابهم الذي سيتزوج من قرية الغمازة وأثناء سير السيارات حصلت مشادة بين سائق من الأخصاص وآخر من الغمازة، وكانت هذه هي الشرارة الأولي التي بدأت معها المشكلة، بالإضافة إلي مشكلة أخري تتمثل في قطعة أرض ملك دولة مساحتها أقل من قيراط يريد أحد تجار الغمازة ضمها إلي معرض السيراميك الخاص به وهو ما رفضه أهالي الأخصاص لرغبتهم في تحويل هذه الأرض التي تقع في قريتهم إلي جراج للسيارات للقضاء علي الأزمة المرورية والتكدس الذي يحدث في مدخل القرية يوميا، خاصة أن بالقرية طريق سريع لحلوان. ويقول جمعة عبد العزيز، من أهالي القرية: في مساء السبت هجم عدد كبير من أهالي غمازة على منزل الشيخ عبد الله سعد صاحب البيت المواجه لقطعة الأرض المتنازع عليها وأحد كبار الأخصاص وقاموا بإشعال النار في منزله بالمولوتوف و6 منازل أخري وإطلاق الرصاص في الهواء لتهديده، مما أدي إلي سقوط سلك كهرباء علي "محمد عبد المنعم " أحد أقارب الشيخ عبد الله سعد فأودي بحياته في الحال. وأضاف "بعد وفاة أول ضحية بالقرية كنا حريصين علي عدم إراقة الدم وأعلن مشايخ القرية أن الوفاة قضاء وقدر وأننا سنتقبل العزاء في الفقيد ولن نأخذ بثأره. واستطرد" ذهب أهالي القرية مساء الأحد لدفن ابنهم في المدافن التي تقع خلف قرية في حماية الشرطة وأثناء العودة من الجنازة خرج علينا أهالي غمازة وقطعوا الطريق واعتدوا علينا واختطفوا وأسروا 8 من أهالي الأخصاص وعاد من تمكن من الهرب عبر الطرق الخلفية والزراعية للقرية بعد أن أصيب في هذه الهجوم أكثر من 25 شخص، فضلا عن إشعال النيران في 7 سيارات تابعين لأهالي الأخصاص . وأشار إلي أن هذا الحادث أثار شباب القرية ودفعهم للتفكير في الانتقام لمحاولة فك أسر ال8 المحتجزين بغمازة، فخرجوا وحطموا معرض سيراميك وآخر لتصليح السيارات يملكهما أحد كبار غمازة "عز شندي" وكافيه شوب ثم توجهوا إلي فيلا تقع بالقرب من قريتهم يملكها أحد كبار غمازة وأشعلوا بها النار، مما أدي إلي تفحم جثة شقيق صاحب الفيلا الذي تصادف وجوده بها أثناء الهجوم . وأضاف: بعد احتراق جثة أحدهم أعلن أهالي الغمازة أنهم لن يدفنوه قبل الانتقام له والأخذ بثأره فهجموا علي القرية، صباح الإثنين، من وسط الزراعات وأطلقوا النار بصورة عشوائية مما أدي لمقتل الطفل محمد يوسف صديق 12 عاما بعد أن تلقي رصاصة في رقبته أودت بحياته في الحال . وفي تصريح خاص ل"الحرية والعدالة "رفض اللواء كمال الدالي، مدير مباحث الجيزة والصف، الأحداث بالفتنة، مشيرا إلي أن الأمر لا يعدو كونه مشاجرة بين طرفين وتطورت إلي الوضع الذي عليه الآن. من ناحية أخري كشف مصدر أمنى رفض الافصاح عن اسمه أن الداخلية تشارك بقوات من جميع تشكيلاتها في هذه الأزمة فهناك أكثر من 120 عربة أمن مركزي وأكثر من 8 ألف فرد أمن من مختلف الأسلحة سواء عمليات خاصة وأمن عام ومباحث وإسعاف ومطافىء فضلا عن الأمن المركزي. من جانبه كشف النائب محمد إبراهيم، عضو مجلس الشعب عن حزب الحرية والعدالة، أن سب الأزمة هو محاولة أحد أهالي غمازة الكبري، وهو تاجر أراض معروف الاستيلاء علي قطعة أرض أملاك دولة وضمها لمعرض السيراميك الخاص به رغم وقوغها داخل الحيز العمراني للأخصاص. وأشاد إبراهيم بدور رجال الأمن، مشيرا إلي أن وجودهم منع حدوث مجزرة جديدة واستطاع قيادات الداخلية بقيادة اللواء أحمد سالم الناغي مدير أمن الجيزة السيطرة علي الأمور فضلا عن حالة ضبط النفس التي تميز بها رجال الداخلية رغم إصابة أحد الضباط.