فى واقعة تكشف تعمد الانقلاب العسكرى محو آثار وتاريخ مصر، فقدت التراث السكندرى أثرًا لملك عائلة المقاول الإيطالى "إمبرون" بعدما فتت بلدوزرات أحد المقاولين، اليوم الخميس، فيلا "إمبرون" التى شيدت على الطراز الإيطالي عام 1920، وكانت ملكًا لعائلة المقاول الإيطالي وزوجته الفنانة التشكيلية إميليا. ويعد البرج الأثري الملحق بها من أروع ما يميزها، ويجعلها تجمع بين سمات الفيلا والقصر معا، لكن تم هدهما خلسة. والفيلا تطل على ثلاثة شوارع هى المأمون وعلى شيحة (الكنوز سابقا) وشارع النعم، كما أن حديقة الفيلا كانت مليئة بالأشجار والنباتات النادرة ثم تم بيع الحديقة وإقامة مكانها أبراج سكنية والفيلا اليوم فى حالة يرثى لها. كانت الفيلا تعد بيتا لعدد من الفنانين الأجانب والمصريين وكان أشهر من سكنها الكاتب البريطاني لوارنس داريل (1912-1999) وسكنها خلال الفترة من 1942 حتى مغادرته لها عام 1956، وعمله مراسلاً «حربياً» للجيش البريطانى، ثم «ملحقاً» صحفياً لشئون الأجانب فى الخارجية البريطانية، أثناء فترة الحرب العالمية الثانية، استأجر داريل الطابق العلوي وعاش فيه حتى مغادرته الإسكندرية بشكل نهائي. وفي أعقاب العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، شهدت الفيلا ميلاد الرباعية الشهيرة لداريل وهى( رباعية الاسكندرية التي صدر أول أجزائها في عام57 رواية من أربعة أجزاء صدرت تباعا بعناوين جوستين, وبالثازار ومونت أوليف, وانتهت بكاليه التي صدرت عام59، الرباعيات تتحدث عن مناطق الملاحات وشارع النبي دانيال ومحرم بك وشارع التتويج وكوم الدكة وعمود السواري ومحطة مصر ومقابر الشاطبى. يذكر أن مجموعة من الشباب المهتم بتاريخ وآثار مصر، قد بدءوا حملة علي موقع "انقذوا الإسكندرية" لنشر أخبار المبني وصوره الرائعة أملا في إنقاذه، إلا أن الهدم قد سبق النداءت المستمرة. هدم 33 قصرا بالإسكندرية مثل أوراق الشجر التي تتساقط في فصل الخريف أصبح تراث الإسكندرية المعماري بعد الإزالات التي طالت عددا كبيرا من المباني ذات التصميمات النادرة. وفي الفترة الماضية بدأت عدة صفحات “سوشيال ميديا” تنشر صورًا لهدم المباني التراثية، مثل ما نشرته مؤخرًا صفحة "أنقذوا الإسكندرية"، على أمل اهتمام المسئولين، وتوقف "بلدوزرات الهدم". ويقر الدستور المصري في المادة 50 من باب الحقوق والحريات على أن تراث مصر الحضاري والثقافي والمادي والمعنوي، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء على أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون. أشهر المباني التراثية من أشهر المباني التراثية التي تعرضت للهدم أيضا منزل فنان الشعب "سيد درويش"، الذي حلت القمامة بدلا منه. المنزل هدم على يد مالكه الذي قال إنه كان يتمنى أن يتحول إلى متحف، لكن لم يجد من يتفاوض معه من الورثة، يقول حسن البحر، من عائلة سيد درويش، إنهم حاولوا أكثر من مرة شراء وتحويل المنزل لمتحف لكن محاولاتهم لم تنجح. إلى جانب ذلك فمن المناطق التي تشتهر بالفيلات التي تعرض أكثرها للهدم منطقة ونجت وشارع لافيزون، حسب سكان المنطقتين فقد كانت الزهور والأشجار تزينهما، قبل أن تهدم المباني الشاهقة وتنتشر التكاتك.