أهدى ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، إلى هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، حفلا موسيقيا امتدّ إلى 4 أيام كاملة في مدينتي الرياضوجدة، فالهيئة التي تشير إلى أن "المملكة العربية السعودية تأسست على الكتاب والسنة، ونحن مع ولاة أمرنا في كل ما يرونه مصلحة للبلاد والعباد، وهذا مقتضى البيعة الشرعية"، ضرب بكلام رئيسها مفتي عام المملكة ورئيس اللجنة الدائمة للبحوث العلمية "الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ" عرض الحائط، والذي حذر في 13 يناير الماضي، من "أن الحفلات الغنائية والسينما لا خير فيها، وهي مدمرة للقيم ومدعاة لاختلاط الجنسين". وشهدت الرياضوجدة عرضا موسيقيا مثيرا لأول مرة للفريق الأمريكي "Blue Man Group"، بتنسيق من الهيئة العامة للترفيه السعودية. وانطلقت العروض بمدينة الرياض، الجمعة الماضية، وهي مستمرة حتى يوم غد الثلاثاء، بعد أن أقامت الفرقة ذاتها حفلا فنيا بمدينة جدة في الفترة ما بين 6 إلى 10 سبتمبر. وتضم الفرقة ثلاثة أعضاء ويقدمون عروضا جديدة، وكان من اللافت السماح في الحفلات بالاختلاط بين الجنسين، وهو الأمر الذي أثار جدلا على مواقع التواصل. وقالت جريدة المدينة السعودية، إن المهرجان يحتوى كذلك على جلسات وعربات أكل للعوائل والأفراد، بالإضافة إلى مهرجان ترفيهي يتضمن عروضا فنية ورياضية، كالتزلج وألعاب رياضية بقسم الهيئة العامة للرياضة. حفل أصالة وفي مارس الماضي، قامت الهيئة العامة للترفيه، بمعاونة شركة "روتانا" لصاحبها الأمير السعودي الوليد بن طلال، بجس نبض السعوديين بحفل نساء، ونشرت لجان محمد بن سلمان وسم "#نوال_الكويتيه_واصاله_في_الرياض" على موقع "تويتر"، ومع تصاعد الهجوم، نفت الهيئة السعودية العامة للترفيه، في مارس الماضي، التخطيط لإقامة أي حفلات غنائية نسائية في السعودية، دون أن توضح سبب إصدار هذا النفي، كما أكدت شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات"، أن "بعض وسائل التواصل الاجتماعي تناولت خبرا عن أن الشركة تحضر لحفل نسائي بالسعودية، بحضور الفنانة نوال الكويتية، والفنانة أصالة نصري"، مضيفة أن "هذا الخبر عار عن الصحة. "خيرت" البديل وفي الشهر نفسه، حضر قرابة 900 سعودي على طاولات مختلطة، أمسية موسيقية للموسيقار المصري عمر خيرت، وأُقيمت الأمسية في مدينة جدّة، وأثير حولها جدلٌ كبير، إذ أثير سؤال: هل يصحُّ شرعًا أن تُبث المعازف على الملأ؟ بينما اعترض كثيرون على غلاء ثمن تذكرة حضور الحفل، فقد كان سعر التذكرة يبدأ من 1000 ريال وينتهي ب2200 ريال، أي من 265 وحتى 585 دولارًا أمريكيًّا، وعلَّقت الصحف السعودية ساخرةً على هذه الأسعار الكبيرة بأنّها تكفي للسفر في رحلة سياحة خارج السعودية مع تكاليف الإقامة. وبعدما أشاعت المواقع والصحف السعودية، في أول يناير الماضي، أن هيئة الترفيه قد حسمت الجدل، ردت الأخيرة في 30 يناير الماضي، بإقامة حفل للفنان السعودي محمد عبده، كان قد مُنع عدّة مرات من قبل من إقامة حفل غنائي، وشهد حفله نجاحًا غير مسبوق حضره قرابة 10 آلاف مُستمع ومشاهد. وتسابق هيئة الترفيه الزمن من أجل جعل الغناء والموسيقى والسينما وملابس السعوديات جزءا من فعالياتها "الثقافية"، منذ أن أُنشئت في 7 مايو 2016، وفي عشرة شهورٍ فقط نظَّمت وعقدت أكثر من 100 فعالية ترفيهية وثقافية. مفتي المملكة يحسم جدل "الترفيه": الحفلات الغنائية والسينما.. فساد