منذ انقلاب السيسي علي الرئيس الشرعي واغتصاب السلطة لم يعرف له مسكن، باستثناء تقارير عن قصر عبارة عن قلعة شرق القاهرة قرب القطامية وعلى طريق السويس بجوار "العاصمة الإدارية"، ذلك المشروع الغامض الذي سعي لبنائه بدعم اولاد زايد ليضم قصور فخمة ودار أوبرا وقلاع أمنية تضم مبني الدفاع الجديد (الاوكتاجون) وامن الدولة وغيرها. فالعاصمة الادارية الجديدة وقلعة الأمن الوطني في التجمع الخامس ومبني وزارة الدفاع الجديد تبدو كأنها بنيت لتكون حصن الأمان الذي يمنع تكرار ثورة يناير أو يحمي السيسي وجنرالاته داخل اسوار مدينته الجديدة المحصنة بالسلاح والأمن.
ويتسارع العمل في "العاصمة الجديدة" فلا توجد قوة توقفه ولا الانفاق الضخم الباذخ هناك وآخره الإعلان عن تسيير قطار كهربائي ب 1.2 مليار جنية في الوقت الذي يرفضون فيه توفير اعتمادات لكهربة وتطوير السكة الحديد يشير لأن فيها سبع فوائد للانقلاب، أهمها أنها مع قلعة الأمن الوطني في التجمع الخامس، حصن الأمان الذي يمنع تكرار يناير.
ويطرح تزايد الانفاق الباهظ من جنرالات الانقلاب على ما يسمي العاصمة الادارية في قلب الصحراء، وضخ المليارات لبناء مقر ضخم وزارة الدفاع ب 2.2 مليار جنية يضاهى مبني البنتاجون وإطلاق اسم "الاوكتاجون" عليه لأنه ثماني الاضلاع، ودار للأوبرا ومسرحين بقرابة 4 مليارات جنيه، بخلاف القصور والمنتجعات، تساؤلات حول الهدف من ذلك وهل هو بناء "ثمود" جديدة للطاغية واعوانه؟
ويذكر أن تكلفة إنشاء العاصمة الإدارية تقدر ب 23,6 مليار جنيه، وتقام على مساحة 170 ألف فدان، فضلاً عن ارتفاع أسعار الشقق والمباني بها ليصل سعر الشقة ل3 مليون جنيه، والفيلا الي 9 مليون كأنها قاصرة علي أثرياء الانقلاب.
أسوار السيسي وثمود
ويكاد السيسي وانقلابه يقلد كثير من الحكام الظلمة السابقين في التاريخ الذيم سعوا لبناء اسوار عالية لحماية أنفسها من شعوبهم مثل "ثمود" الذين بنوا الأسوار العالية لقصورهم التي حفروها داخل الجبال ومع هذا لم يعصمهم الله من غضبه حين حان الانتقام الإلهي.
قبل شهور من كارثة السكة الحديد في الإسكندرية، خرج السيسي ليقول إن السكك الحديدية تنفق 4 مليار جنيه ودخلها 2 مليار جنيه، وأن مصر فقيرة ومن الأفضل لها أن تضع هذا المبلغ في البنك لتحصل على فائدة عالية!.
وبعد ساعات نشر خبر إنشاء دار أوبرا ومسارح بتكلفة 4 مليار جنيه في العاصمة الادارية، ثم قطار سريع ب 1.2 مليار، ثم أضخم مبني لوزارة الدفاع ب 2.2 مليار ثم أضخم مبني لأمن الدولة لا يعرف تكلفته.
ولا يبدو البناء عاديا في هذه المؤسسات الامنية بالعاصمة الجديدة ولا يقتصر الامر على مظاهر البذخ و"الفشخرة" في المصاريف مقابل التقتير على مشاريع الشعب، ولكن الامر يتعدى ذلك الي فلسفة تقوم علي ثقافة الاسوار العالية التي ينبيها الحكام الظلمة دوما لحماية انفسهم من غضب الشعب حين يأتي، والذي لا يتأخر حين يأذن الله به. "الأوكتاجون" ينافس البنتاجون الأمريكي
مبنى وزارة الدفاع الجديد في العاصمة الادارية الجديدة، ومبني أمن الدولة ومبني مجلس النواب والمطار الجديد هناك أبرز شاهد علي ذلك، فهي قلاع لا مجرد مباني لتمنع أي مظاهرات او اقتحامات علي غرار ما جري في ثورة يناير 2011.
ولأن الجنرالات هم من يقودون هذه الحملة للتحصن في العاصمة الادارية الجديدة بمقر لوزارة الدفاع والمخابرات الحربية ومساكن فاخرة وفيلات لهم، فقد وصل البذخ لبناء مبني أفخم من البنتاجون الامريكي يٌطلق عليه "الاوكتاجون" THE OCTAGON.
وسمي "أوكتاجون" The Octagon لأن المبني ثماني الأضلاع أو الزوايا، ويطلق في الهندسة الرياضية على المبني مضلع الذي له 8 أضلاع هذا الاسم، مثلما سمي "البنتاجون" بهذا الاسم لأن مبني وزارة الدفاع الامريكية "البنتاجون" The Pentagon في اللاتينية، معناها "خماسي الاوجه" أو الزوايا.
ويتكون "الكيان العسكري الجديد"، بحسب ما تطلق عليه صفحة EGY ARMY، من 10 مبان ضخمة تضم عدد 2 مبنى وزاري بالإضافة إلى 8 مبان إدارية ثمانية الأضلاع Octagon ترتبط جميعها بشبكة أنفاق.
