قال مرصد صحفيون ضد التعذيب إن الصحفي محمود حسين، مراسل الجزيرة الفضائية، أمضى 200 يوم من الحبس الاحتياطي بسجن طره، بعدما قبض عليه في 22 ديسمبر الماضي، وأن الاتهامات الموجهة له هي نشر أخبار كاذبة تستهدف التحريض على الدولة المصرية ومؤسساتها. واعتبر المرصد ومؤسسات إعلامية وشخصيات اعتبارية أن اعتقال السلطات الأمنية منتج أخبار يعمل في قناة الجزيرة بعد أيام من عودته إلى القاهرة قادما من الدوحة، هو مكايدة لقطر والعاملين بقناة الجزيرة وعقوبة لها على إنجاح الثورة المصرية، لذلك يعتبر الانقلاب قناة الجزيرة ناشرة لأخبارها وتعمل على تشويه مؤسساتها وسياساتها. وقالت وكالة رويترز إن اعتقال محمود حسين تم بقرار ضبط وإحضار أصدرته النيابة العامة "استند إلى اتهامه بالانضمام إلى جماعة محظورة هدفها قلب نظام الحكم"، وفق مصدر أمني. وأضاف المصدر أن ضباط قطاع الأمن الوطني اعتقلوا أيضا شقيقا لحسين. وأضاف "شقيقه سيفرج عنه فيما يبدو". بالمقابل، قالت قناة الجزيرة في بيان نشر بموقعها على الإنترنت إن السلطات المصرية اعتقلت أيضا شقيقين لحسين الذي قالت إن قوة أمنية اصطحبته "إلى جهة غير معلومة". وأضاف البيان "كانت السلطات قد احتجزت حسين في مطار القاهرة الثلاثاء 20 ديسمبر 2016؛ لأكثر من 15 ساعة قبل أن تطلق سراحه بمقر مباحث أمن الدولة بالجيزة". مهنية وكفاءة وكتب عنه زميله عبدالفتاح فايد مدير مكتب الجزيرة بالقاهرة سابقا، واصفا اعتقاله باعتقال "الوطنية والكفاءة.. كاشفا أن محمود حسين مراسل ومنتج الأخبار بقناة الجزيرة ورئيس التحرير السابق بالتلفزيون المصري عبث جديد يضاف إلى سجل العبث اللامتناهي. وأضاف "قلبي مع الزميل والصديق العزيز الذي لم تنحرف بوصلته المهنية أو الوطنية لحظة واحدة.. اتهامات مضحكة ومفبركة ومثيرة للسخرية والاشمئزاز.. يعلم مطلقوها ومروجوها قبل غيرهم أنها كاذبة لكنهم أعجز من أن يواجهوا الحقيقة.. عندما توجه إليك يا صديقي السهام من جميع الأطراف المتصارعة والمتعاكسة فاعلم انك تسير في الطريق السليم.. واذا أتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل". وتابع "محمود أحد أهم من أعتز بالعمل معهم وأكثرهم نبلا وشهامة ومجدعة ووطنية في زمن أصبحت فيه الخيانة وطنية وأصبحت الوطنية تهمة ضريبتها فادحة الثمن.. في مسيرة الحياة كثيرون من تعمل معهم وتتعرف عليهم وقليلون منهم من يبقى معك حتى نهاية الرحلة.. الرحلة في بلاط صاحبة الجلالة شاقة مليئة بالعثرات والكبوات لكن يكفينا شرفا وفخرا أننا ما بعنا ضمائرنا وما تنازلنا عن قيمنا المهنية والإنسانية.. وتحملنا ونتحمل في سبيل ذلك ضريبة الكلمة الحرة والموقف المحترم.. وإننا ما انحزنا يوما لحزب أو جماعة أو تيار أو حتى وظيفة على حساب الحقيقة.. ندعو الله أن تكون هذه ضريبة الكلمة الحرة عند سلطان جائر.. وان شئت قل في بيئة جائرة.. اعتقال محمود حسين وشقيقيه عمر وناجح هو اعتقال للمهنية والوطنية معا".