رغم نفي أفيغدور ليبرمان، وزير الدفاع بالكيان الصهيوني، حدوث اختراقات في صفقة تبادل الأسرى، إلا أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو التزم الصمت؛ بينما اعترفت مصادر أمنية بحكومة الاحتلال، بتحقيق تقدم في المفاوضات الجارية مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بوساطة مصرية، لإبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين الطرفين، واستعادة ثلاثة إسرائيليين لدى "حماس"، وجثماني جنديين قتلا خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، عام 2014. وقالت المصادر لصحيفة "هآرتس"، إن التقدم الذي حققته هذه المفاوضات غير المباشرة لم يصل إلى الحد الذي وصفته وتحدثت عنه التقارير في وسائل الإعلام العربية"، مشيرة إلى أن "هذه التقارير متفائلة للغاية، إذ يبدو أن الطريق لا يزال طويلا للوصول إلى اتفاق نهائي". وأوضحت المصادر الأمنية الإسرائيلية أن التقدم الذي تم إحرازه يتعلق بالأساس بما جاءت به المبادرة المصرية لتقديم تسهيلات في الحصار المفروض على قطاع غزة، وفتح معبر رفح بوتيرة أكبر، مقابل استعداد (حماس) وقبولها بإتاحة مزيد من التحرك والتدخل للقيادي المفصول من حركة "فتح"، محمد دحلان، في إدارة المعبر. كما نقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدرين فلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، قولهما إن حركة حماس تجري اتصالات مكثفة بهدف إنجاز صفقة تبادل أسرى مع إسرائيل. وقالت الصحيفة، إن حركة حماس تطالب بإطلاق سراح جميع الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط، وأعيد اعتقالهم بعد اختطاف وقتل ثلاثة مستوطنين إسرائيليين، في يونيو من العام 2014. وبحسب المصادر الفلسطينية التي تحدثت مع الصحيفة، فإن إسرائيل على استعداد للتباحث في إطلاق سراح أسرى كان قد أطلق سراحهم في السابق، وهم 27 أسيرا. وأضافت المصادر أن وفدا من قبل حركة حماس بالقاهرة يجري هذه الاتصالات، برئاسة عضو المكتب السياسي للحركة، روحي مشتهى، الذي يعتبر مقربا من يحيى السنوار، إضافة إلى المسئول في الجناح العسكري (كتائب القسام) مروان عيسى، الذي يعتبر مقربا من محمد ضيف. ولفتت إلى تصريحات رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، الأسبوع الماضي، والتي قال فيها إن إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين بات قريبا، واعتبرت هذه التصريحات تلميحا للتقدم في الاتصالات الجارية لإنجاز الصفقة. كما نقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من عائلات الأسرى قولها، إن هناك معلومات تشير إلى تسارع الاتصالات تمهيدا لإنجاز الصفقة، مؤكدة إنجاز الصفقة برعاية روسية مصرية.