انضمت الرقة - التي يفاوض تنظيم الدولة على الخروج منها مع قوات سوريا الديمقراطية (كردية) تدعمها الولاياتالمتحدة وتتهمها تركيا بالإرهاب - إلى مناطق الشرق السوري المحاصر - ومنها دير الزور- ووصل عدد السكان المحاصرين وفق البيانات العاجلة الصادرة من الأممالمتحدة إلى قرابة 100 ألف مدني محاصر في مدينة الرقة السورية، وقالت الأممالمتحدة إن 173 مدينا على الأقل قتلوا هذا الشهر جراء الغارات الجوية والعمليات البرية في الرقة. واعتبرت تقارير غربية أن الوضع في الرقة مأساوي ودموي وقال "الجارديان" إن سقوط الرقة هو المرحلة الأكثر دموية، وأن قتل المدنيين بالرقة مقلق ومخيف.
معاناة المحاصرين
وفي تقرير ل"فرانس برس" يروي معاناة العائلات التي فرت من "الرقة"، قالت إن بعض العائلات تمكنت من الفرار من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" لتلجأ إلى أحياء حررتها قوات سوريا الديمقراطية.
ويعاني أهل الرقة الذين ما زالوا محاصرين في المدينة من أوضاع معيشية صعبة نتيجة انقطاع الكهرباء والنقص في المياه وإغلاق المحال التجارية وخصوصا الأفران. ويخاطر الفارون من منازلهم في الرقة بالمرور في مناطق اشتباك بين الجهاديين ومقاتلي الفصائل الكردية والعربية أو في حقول ألغام أو يتعرضون لرصاص قناصة تنظيم "الدولة الإسلامية".
25% للكرد
وقال التقرير: ومنذ دخولها مدينة الرقة في السادس من يونيو، سيطرت قوات سوريا الديمقراطية على نحو 25% من المدينة، هي عبارة عن أربعة أحياء بالكامل وأجزاء من أحياء أخرى. وتسعى هذه القوات إلى عزل وسط المدينة والتضييق على عناصر تنظيم "الدولة الاسلامية" فيها.
وتعد أحياء وسط المدينة الأكثر كثافة سكانية، ما يعقد العمليات العسكرية لا سيما أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يعمد إلى استخدام المدنيين ك"دروع بشرية"، بحسب شهادات أشخاص فروا من مناطق سيطرته.
وكان يعيش في مدينة الرقة التي استولى عليها الجهاديون في 2014، نحو 300 ألف مدني، بينهم 80 ألف نازح من مناطق سورية أخرى. إلا أن عشرات الآلاف فروا خلال الأشهر الأخيرة.
تقاسم الرقة
لذلك فإن الأمريكان يريدون إنتزاع الرقة لحليفهم الكردي "قوات سوريا الديمقراطية"، بالمقابل تحاول قوات النظام السوري بدعم حلفائها من الروس والإيرانيين التقدم أيضا في المنطقة، وهم المعروفون بهمجيتهم ودافعيتهم للهرج الأمر الذي سيوقع السوريون ضحية ينتظر معركة كبرى في دير الزور القريبة من الحدود العراقية.
ويسعى الروس بحسب الدبلوماسي الروسي السابق فيتشيسلاف ماتوزوف إلى منح الرقة للنظام بدعوى رفضها تقسيم سوريا ولا أي دولة أخرى في المنطقة، وكشف أن "أميركا تزود منظمات كردية بسلاح متطور، وخلف ذلك أيضا دعم إسرائيلي، وتخوض اشتباكات مع الجيش السوري".
دعم الأكراد
وقال السفير الأميركي السابق في دمشق روبرت فورد إن اعتماد الأكراد على أميركا في تحقيق أحلامهم خطأ استراتيجي، فواشنطن بعد أن تستفيد منهم في محاربة تنظيم الدولة ستتركهم وحدهم يواجهون دول المنطقة.
وأضاف كبير الباحثين في مركز التقدم الأميركي هاردن لانج ردًّا على سؤال بشأن ما تريده أميركا من الأكراد إن أميركا تريد شريكا في محاربة تنظيم الدولة، والأكراد أثبتوا جدارتهم في هذه المهمة.