جاء قرار القطيعة من جانب السعودية والإمارات ليغطي إلى حد بعيد على فضيحة التسريبات التي كشفها اختراق البريد الشخصي للسفير الإماراتيبواشنطن، يوسف العتيبة، وعلاقات الإمارات المشبوهة بمنظمات اللوبي الصهيوني في أمريكا، وحجم التنسيق الكبير والخيانات التي تمارسها أبوظبي ضد الإسلام والعروبة والمقدسات. «الإمارات العربية المتحدة» والتي باتت مشهورة بين شعوب العالم العربي والإسلامي بدولة المؤامرات أو «إسرائيل العرب». كشفت التسريبات عن أنها تنسق مع الصهاينة عبر «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات»، إحدى المؤسسات الأمريكية الصهيونية. وفي هذا التقرير نسلط الضوء على هذه المؤسسة، وأبرز أنشطتها والمعلومات عنها. تنسيق إماراتي صهيوني وقد تم تسليط الأضواء على المؤسسة في ضوء تسريبات البريد الإلكتروني المخترق للسفير الإماراتيبواشنطن، يوسف العتيبة، حيث كشفت التسريبات عن وجود علاقة وثيقة بين الإمارات وهذه المؤسسة. ومن الرسائل المسربة جدول أعمال مفصل لاجتماع بين مسئولين من الحكومة الإماراتية، على رأسهم ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد، ومديرو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. وورد في التسريبات اسم جون هانا، وهو من الباحثين الذين تضمهم المؤسسة الأمريكية، حيث جاء في التسريبات أن هذا الشخص كان ممن راسلهم السفير الإماراتي بشأن تركيا. وشغل "هانا" منصب مستشار شئون الأمن القومي لدى ديك تشيني في الفترة بين 2005 و2009. وورد في إحدى الرسائل المسربة أن هانا أرسل مقالة- نشرتها صحيفة تركية- إلى السفير تشير إلى علاقة الإمارات ب"مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، وتشير إلى أن الطرفين كانا وراء محاولة الانقلاب الذي وقع في تركيا في صيف 2016، كما ختم هانا رسالته بالقول إنه "يتشرف بأن يكون في صف السفير الإماراتي". كما تشير رسالة أخرى إلى تدخل هانا في محاولة عرقلة عقد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإحدى مؤتمراتها عن طريق تغيير مقر عقد المؤتمر، والإشارة إلى أن لحماس علاقة بجماعة الإخوان المسلمين، وأنها جماعة مصنفة على قائمة الإرهاب. وعاتب هانا السفير الإماراتي بشأن استضافة حماس في فندق إماراتي الملكية في دولة قطر. ويرد عليه العتيبة بالقول إنه ليس خطأ الحكومة الإماراتية، وإن الإشكال الحقيقي هو القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر. وفي 10 مارس 2017 كتب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبويتز، رسالة إلى العتيبة، وأرسل نسخة منها إلى هانا. وحوت تلك الرسالة، حسب التسريبات، قائمة طويلة بأسماء شركات لها أعمال في الإمارات والسعودية وتتطلع للاستثمار في إيران. ويتضح من كلام دوبويتز في الرسالة، أنه يزود السفير بهذه القائمة بعد نقاش سابق؛ بهدف الضغط على تلك الشركات وتخييرها بين العمل في الإمارات والسعودية والعمل في إيران. ونظمت المؤسسة، في مايو 2017، مؤتمرا بالتعاون مع معهد هدسون وجامعة جورج واشنطن بعنوان "الحلفاء الدوليون لقطر والإخوان.. الإدارة الأمريكية الجديدة تدرس سياسات جديدة"، تحدث فيه وزير الدفاع الأمريكي السابق روبرت غيتس، الذي كان ضمن من راسلهم السفير الإماراتي طبقا للرسائل المسربة، حيث انتقد غيتس السياسة القطرية الخارجية. معلومات تهمك 1) هي مؤسسة أمريكية فكرية تركز على الأمن القومي والسياسة الخارجية، وتكرس عملها لتشجيع التعددية "والدفاع عن القيم الديمقراطية، ومحاربة العقائد المتطرفة التي تغذي الإرهاب"، وهي شديدة العداء للإسلام والحركات الإسلامية. 2) تُعرف مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بولائها المطلق لإسرائيل، وبتوجهاتها اليمينية المتشددة إزاء الإسلام، وتتلقى تمويلا من منظمة المؤتمر اليهودي العالمي. 3) تأسست المؤسسة عام 2001 بعد هجمات 11 سبتمبر على الولاياتالمتحدةالأمريكية؛ بهدف "التفرغ وتكريس الجهود من أجل الحرب على الإرهاب، وترقية وتطوير الديمقراطية في جميع أنحاء العالم". 4) مقر "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" في العاصمة الأمريكيةواشنطن. 5) تعمل "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" ضد الكيانات والقوى المعارضة للمشروع الأمريكي في جميع أنحاء العالم، ولذلك ترى بعض الدول من أبرز أعداء أمريكا، وتركز معظم أنشطتها في توجيه النقد لهذه البلدان. 6) تنظم المؤسسة على مدار العام حلقات نقاش تدعو إليها كبار المفكرين والخبراء السياسيين والعسكريين، كما تقدم ملخصات إلى الكونغرس الأمريكي عن مختلف القضايا المتعلقة بالسياسات العامة والخارجية والأمن القومي، طبقا لصفحة المؤسسة على شبكة الإنترنت. 7) كما تقوم بتدريب المعارضين السياسيين لأنظمة بلدان الشرق الأوسط المغضوب عليها أمريكيا، باعتبارهم ناشطين في مجالات حقوق الإنسان، والحريات المدنية، ومنظمات المجتمع المدني، إضافة إلى أنشطة أخرى. 8) تمول "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية" أنشطتها من المساعدات التي تقدمها لها الحكومة الأمريكية، ووكالات المعونة الأمريكية، ومنظمة المؤتمر اليهودي العالمي وغيرها.