كشفت الوثائق المسربة من البريد الإليكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن ، "يوسف العتيبة" ، النقاب عن دور دولة الإمارات العربية المتحدة في المنطقة ، وعلاقتها مع الكيان الصهيوني ، في أكبر فضيحة تصيب واحدًا من أكثر الدبلوماسيين الأجانب نفوذًا في واشنطن. نشر موقع إنترسبت الأمريكي ، عددًا من رسائل البريد الإليكتروني لسفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى واشنطن ، "يوسف العتيبة" الذي يستمد نفوذه إلى حد كبير من إنفاقه بسخاء ، والتي تمت قرصنتها ، حيث يعد العتيبة الذي تعرض بريده الإلكتروني الخاص لعملية قرصنة، من الذين ينظمون حفلات عشاء باذخة وحفلات استقبال كبيرة ، ويقوم باستضافة الشخصيات النافذة من خلال رحلات غاية في الترف. وكشفت رسائل البريد المسربة ، عن علاقة متنامية بين دولة الإمارات العربية المتحدة ومركز بحث وتفكير تابع للمحافظين الجدد ومؤيد للكيان الصهيوني اسمه مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطية". الإمارات تعبث بمصر ! مما تم تسريبه أيضًا هو ما ورد في الملف الذي نشر عن "العتيبة" ، والذي قال فيه: "أيًا كانت أجندة دولة الإمارات العربية المتحدة فإن نشر الديمقراطية ليس جزءاً منها".
وأضافت "بينما كانت الاحتجاجات تنتشر في مصر، ضغط العتيبة بقوة على البيت الأبيض لكي يعلن عن دعمه لمبارك" ، ولكن جهوده لم تفلح ، وبعد أن جاء الإخوان المسلمون إلى السلطة عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة ، عبأ صندوق الوارد في بريد "فيل غوردن" ، كبير مستشاري البيت الأبيض حول الشرق الأوسط، بالرسائل التي تنال من الإخوان المسلمين وتكيل التهم لهم ولداعميهم في قطر. يقول أحد المساعدين السابقين في البيت الأبيض: "كان يمطر الناس بالإيميلات ، بإمكانك أن تضمن أنه إذا ما كان لدى يوسف شيء يريد قوله حول موضوع ما فإن كبار المسؤولين في كل أنحاء وزارة الخارجية والبيت الأبيض سوف يسمعون عنه من خلال رسائل إيميل متشابهة إن لم تكن متطابقة". وأظهرت رسالة اخرى ، في إيميل أرسل في الثالث من يوليو عام 2013 ، مباشرة بعد أن أطاح العسكر في مصر بالرئيس المنتخب ، الدكتور "محمد مرسي" ، سعى العتيبة لممارسة الضغط من خلال مسؤولين سابقين في إدارة بوش مثل ستيفين هادلي الذي يعمل الآن مستشارًا في رايس هارلي غيتس ، وجوشوا بولتن لتمرير وجهة نظره حول مصر والربيع العربي بشكل عام. وكان يتحدث عن إسقاط مرسي ببهجة وسرور قائلاً: "الحالة اليوم في مصر تمثل ثورة ثانية ، أعداد الناس في الشوارع اليوم تفوق أعدادهم في يناير 2011 ، هذا ليس انقلاباً، وإنما هذه الثورة رقم 2 ، إنما يكون الانقلاب حينما يفرض العسكر إرادتهم على الناس بالقوة ، أما اليوم فالعسكر يستجيب لرغبات الشعب". التحالف ضد إيران من ضمن الرسائل المسربة ، هو ما أرسله المدير التنفيذي لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "مارك دوبوفيتس" في العاشر من مارس الماضي ، إلى سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى الولاياتالمتحدة "يوسف العتيبة" ، وكذلك إلى كبير محامي مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية "جون هانا" والذي كان قد شغل فيما سبق منصب نائب مستشار الأمن القومي لدى نائب الرئيس الأمريكي السابق "ديك تشيني" ، وكتب في خانة العنوان "قائمة استهداف للشركات التي تستثمر في إيران وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وفي المملكة العربية السعودية". وورد في رسالة "دوبوفيتس": "عزيزي السيد السفير ، تجدون في المذكرة المرفقة تفصيلاً لأسماء الشركات مرتبة حسب البلد ممن يمارسون التجارة مع إيران وأيضاً لهم تعاملات تجارية مع دولة الإمارات العربية المتحدة ومع المملكة العربية السعودية ، هذه قائمة استهداف يقصد منها وضع هذه الشركات أمام خيار واحد كما سبق وأن ناقشنا" ، كما اشتملت مذكرة دوبوفيتس على قائمة طويلة بأسماء "الشركات غير الأمريكية التي لديها أعمال في المملكة العربية السعودية وفي دولة الإمارات العربية المتحدة وتبحث عن الاستثمار في إيران" ، وتتضمن القائمة عدداً من المؤسسات الدولية الكبيرة، بما في ذلك شركة إيرباص الفرنسية وشركة لوكويل الروسية. ويحتمل أن يكون الهدف من تحديد قائمة بأسماء هذه الشركات هو أن تمارس دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية عليها ضغوطًا لثنيها عن الاستثمار في إيران، والتي شهدت توسعًا في الاستثمار الأجنبي بعد إبرام صفقة النووي في عام 2015. الإمارات الصهيونية المتحدة نمت العلاقات خلال السنوات الأخيرة بين الممالك الخليجية والكيان الصهيوني على وتيرة سريعة للغاية ، مما سيعضد من نفوذها ويعزز قوتها في المنطقة ، إلا أن الإقرار علانية بوجود مثل هذا التحالف بين الطرفين مازال أمرًا نادرًا جدًا. في تصريح أدلى به مسؤول صهيوني رفيع المستوى قبل فترة ، قال: "إن وقوف إسرائيل والعرب معاً هو في نهاية المطاف المكسب الأكبر، لأن ذلك يخلصنا من تعقيدات السياسة والأيديولوجيا ، حينما تقف إسرائيل والعرب معاً فإن ذلك يعني القوة."
وتكشف رسائل البريد المسربة ، عن وجود مستوى غير عادي من التعاون عبر القنوات الخلفية بين مملكة خليجية ومركز بحث وتفكير تابع للمحافظين الجدد هو مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات التي يمولها الملياردير الموالي للكيان الصهيوني "شيلدون أديلسون" ، حليف رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" ، وأحد كبار المتبرعين السياسيين في الولاياتالمتحدةالأمريكية. الهجوم على قطر وفي تبادل آخر للرسائل في أواخر إبريل الماضي ، اشتكى هانا إلى العتيبة من أن قطر تستضيف اجتماعاً تعقده حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في فندق مملوك للإمارات ، فرد عليه العتيبة إن ذلك ليس مما تتحمل الحكومة الإماراتية المسؤولية عنه، وأن المشكلة الحقيقية تكمن في وجود القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر، ثم قال العتيبة: "ما رأيك في هذا، انقلوا أنتم القاعدة ثم نحن ننقل الفندق." وتتضمن رسائل الإيميل تفاصيل البرنامج المقترح لاجتماع قادم بين مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات ومسؤولين من الحكومة الإماراتية والذي كان من المقرر انعقاده في الفترة من 11 إلى 14 يونيو الجاري ، ترد أسماء دوبوفيتس وهانا ضمن قائمة المشاركين في اللقاء بالإضافة إلى جوناثان شانزير نائب رئيس مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات لشؤون الأبحاث ، طلب المسؤولون الإماراتيون بأن يشارك في الاجتماعات الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي وقائد قواتها المسلحة.
يتضمن البرنامج عقد نقاشات مكثفة بين الطرفين حول قطر، وكان من المقرر على سبيل المثال أن يناقشوا "قناة الجزيرة كأداة لإثارة الفوضى في المنطقة". الانقلاب التركي وفي رسالة جديدة بتاريخ في السادس عشر من أغسطس الماضي ، أرسل هانا إلى العتيبة مقالاً يزعم كاتبها أن دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات كلاهما مسؤولان عن محاولة الانقلاب العسكري في تركيا، وقال مخاطبًا العتيبة: "يشرفني أن أكون في رفقتك."