بعد الإعلان عن اختراق الإيميل الخاص بسفير دولة الإمارات العربية المتحدة في الولاياتالمتحدةالأمريكية يوسف العتيبة، أمس الأول، حاولت الجهة التي قرصنت حساب البريد الإلكتروني الخاص بالسفير الإماراتي في واشنطن إقناع أكثر من وسيلة إعلام أمريكية بأهمية الرسائل التي حصلت عليها من عملية القرصنة، حتى تتمكن وسائل إعلام قطر من شن حملة تشويه ملفقة. لكن المحاولة لم تنجح إلا مع صحيفة "ديلي بيست" التي نشرت عدد من الوثائق التي تم تسريبها من الإيميل، كما رصد موقع "إنترسبت" الأمريكي تقرير له، أمس، عن أهم ما تضمنته الإيميلات المُسربة من السفير الإماراتي والتي جاء فيها أن السفير الإماراتي يوسف العتيبة قال مازحاً: "ألا يجب تغيير مكان القاعدة الأمريكية في قطر؟". وتضمنت الرسائل المسربة من البريد الخاص بالسفير الإماراتي في واشنطن رسائل عن مصر أيضاً، حيث أنه، وبعد وصول "الإخوان" كان يُرسل مئات الرسائل إلى بريد فيل جوردن كبير مستشاري البيت الأبيض حول الشرق الأوسط، التي تنتقد سياسات جماعة "الإخوان". وفي 3 يوليو 2013 بعد عزل محمد مرسي، أعرب "العتيبة" عن فرحته وقال "الأمر اليوم في مصر يمثل ثورة ثانية، هذا ليس انقلاباً، وإنما هذه الثورة رقم 2، إنما يكون الانقلاب حينما يفرض العسكر إرادتهم على الناس بالقوة. أما اليوم، فالعسكر يستجيب لرغبات الشعب". كما تضمنت الرسائل المُسربة رسالة قام بإرسالها الرئيس التنفيذي لدائرة الدفاع عن الديمقراطية، مارك دوبويتز، إلى كل من سفير الإمارات، والمستشار الأقدم لقوات الدفاع عن الديمقراطية جون هانا، نائب مستشار الأمن القومي السابق لنائب الرئيس ديك تشيني سوبجيكت لين، وكان الإيميل يحتوي على قائمة بعدد من الشركات التي تتطلع للاستثمار في إيران ولها اسثمارات بالفعل في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وتابع "دوبويتز" في الإيميل القول إنه "هذه قائمة مستهدفة لوضع هذه الشركات على خيار كما ناقشنا"، وتضم القائمة عدد من الشركات الدولية الكبرى بما فيها شركة "إيرباص" الفرنسية وشركة "لوكويل" الروسية. وافترض الموقع الأمريكي أن تكون هذه القائمة وُضعت لكي تضغط كلا من الإمارات والسعودية عليهم لعدم العمل مع طهران، وأشار الموقع الأمريكي في تقريره، أمس، حول الرسائل المسربة، أن هناك علاقة قوية تربط بين "العتيبة" والمستشار الأقدم لقوات الدفاع عن الديمقراطية جون هانا، حيث تبادلا الكثير من الرسائل الإلكترونية، منها رسالة في أواخر أبريل الماضي تطرق فيها "هانا" إلى الحديث عن قطر معرباً عن انزعاجه من استضافتها لاجتماع لحركة "حماس" في فندق مملوك للدولة، ورد "العتيبة" عليه قائلا: "هذا ليس خطأ الحكومة الإماراتية، وأن القضية الحقيقية هي القاعدة العسكرية الأمريكية في قطر". كما رصدت الوثائق المُسربة قيام "العتيبة" بإنشاء علاقة وثيقة مع صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشنر. وبحسب الموقع الأمريكي فإن "العتيبة" أجرى اتصال هاتفي مع جاريد كوشنز، لدفع الولاياتالمتحدة لإغلاق قاعدتها العسكرية في قطر، وإلحاقها بالقضايا التي قد تؤدي إلى مشاكل بين الولاياتالمتحدةوقطر. وقالت صحيفة "ديلي بيست" تعليقاً على هذه التسريبات "مهما كان المقصود تحقيقه من وراء التسريبات سواء عملية إلهاء، ربما عن موضوع أكبر مثل العلاقات بين الرئيس ترامب وروسيا فإن محتواها لا يصل إلى مستوى "كشف الأسرار الهائل" الذي تشير إليه الرسالة المُرفقة مع التسريبات"، وتابعت "وبالتالي فإن من كان ينتظر النشر، ويجهز حملة تلفيقات وهجوم على سياسة الإمارات المعلنة التي يمثلها سفيرها في واشنطن، لم يجد ضالته في قصة ديلي بيست". فيما أشارت "سكاي نيوز" في تقريرها أن موقع "ديلي بيست" لم يكن الوحيد الذي تناول التسريبات حيث نشر موقع آخر هو "انترسبت" تقرير عن تفاصيل رسائل السفير مع مسؤولين سابقين ومراكز أبحاث، كلها لا تخرج عن السياسة الرسمية المعلنة لدولة الإمارات وسياساتها الداعمة للاستقرار وتقوية العلاقات مع الجميع لصالح التنمية والتقدم ومحاربة الأفكار المتطرفة والهدامة وممارسات تخريب البلدان وإضعاف الشعوب، حسبما أكد موقع القناة.