"اقفل موقع العدو يا عسكري.. لماذا يخاف السفيه السيسي من الإعلام؟"، سياسية الحجب التي بَاتَ ينتهجها الانقلاب مؤخراً ضد المواقع الإلكترونية الإخبارية في مصر؛ بحجة أن تلك المواقع إما تدعم الإرهاب أو تُحرّض عليه، زادت واتسعت مؤخراً وابتلعت مواقع "ديلي نيوز إيجيبت"، و"البورصة" وموقع تطبيق "نبض" الإخباري، وموقع "محيط"، بالإضافة لموقع منظمة "سيناء" لحقوق الإنسان؛ لترتفع قائمة المواقع المحجوبة في مصر إلى 25 موقعًا. المثير أن الموقع المحجوبة مؤخراً، ليست كلها مواقع معارضة للانقلاب، ولا تتبنّى سياسة تحريرية مُحرّضة عليه، غير أنها في الوقت ذاته غير محسوبة على المواقع شديدة الولاء للعسكر.
وقال الناشط المؤيد للانقلاب حازم عبد العظيم: "برنامج السيسي لانتخابات 2018: حالة الطوارئ، حبس الشباب، التنكيل بالمعارضين، منع ندوات، حجب مواقع إلكترونية.. هي دي إمكاناته".
وتابع: "ننتظر من النظام البلحاوي المذعور بعد حجب مواقع معارضة لا علاقة لها بالإرهاب؛ حجب أكاونتات معارضة بتهمة الإرهاب أيضا.. زيط في وسط الزيطة".
من وراء الحجب؟
وحجبت السلطات بدءا من مساء الأربعاء، 21 موقعًا إلكترونيًا، ضمن حملة على وسائل الإعلام وحرية النشر، من بينها "عربي21"، شبكة مواقع قناة الجزيرة، وهافنغتون بوست عربي، ورصد، ومواقع لصحف قطرية.
وعبر موقع "فيسبوك" قال أستاذ العلوم السياسية سيف عبدالفتاح، مخاطبا سلطات الانقلاب: "اختشوا يا شوية هلافيت".
ويقول الصحفي محمد أبو الغيط :"سيادة النقيب قال بلا خجل لا نعلم سبب الحجب أو الجهة اللي أمرت بيه .. مع ان "مصدر أمني" قال لليوم السابع قررنا الحجب عشان الارهاب والبطيخ، والمصري اليوم نشرت تقرير رسمي من "جهة سيادية" عن تجارب دول رائدة زي كوريا الشمالية وإيران والسعودية في حجب المواقع، بس برضه منعرفش سبحااااان الله يا أخي لا ترموا الناس بالباطل".
وتابع: "جريدة البورصة جريدة ورقية تصدر بتصاريح كافة الجهات المعنية في مصر، ومشغلة مجموعة من ألمع الصحفيين الاقتصاديين، وتقدم تغطية عالية المهنية والجودة.وبعيدا عن هزلية اتهامهم بالارهاب، وعن قطع عيش الزملاء، هوا كام مصري اصلا يعرف ان فيه جريدة متخصصة اسمها البورصة؟! أو ان فيه موقع مصري بالانجليزية اسمه ديلي نيوز؟".
مضيفًا: "قلت سابقًا إن مشكلة السيسي مع الإعلام مش انه يكون بتوجهات معارضة، بل انه يكون إعلام أصلاً، هو لا يريد إن حد يتولى مهمة "إعلام" الناس. نشر الخبر المجرد بدون رأي مرفوض.وهوا قال ذلك بكل صراحة أكتر من مرة.قال من الأول خاااالص إنه شايف مهمة الإعلام أن "يهمس في أذن المسؤول".وعاتب الصحفيين بشدة على مانشيت "منورة يا حكومة" اللي هوا أقل من أقل سقف بعصر مبارك، وقالهم هشتكيكم للشعب".
وتابع:"وكرر أكتر من مرة "عبدالناصر كان محظوظاً بإعلامه"، وفي احدى المرات شرحها وقال انه بوقت حرب الاستنزاف الاعلام مكانش بيقول للناس كل اللي بيحصل عشان الروح المعنوية، واحنا في حرب دلوقتي طبعاً.ووقت تيران وصنافير قال "محدش يتكلم في الموضوع ده تاني".وإحنا شفنا مش بس الغاء باسم يوسف وريم ماجد ويسري فودة وأمثالهم، لأ ده الاختفاء طال محمود سعد، ثم حتى حد بمحدودية عمرو الليثي! ".
ممنوع الفهم!
وأضاف أبو الغيط:"برنامج عمرو الليثي اتوقف، والراجل اتمنع من السفر، بسبب فيديو غلبان لسائق توك توك. ده جريدة البوابة بتاعة عبرحيم علي سخسيا اتصادرت يومين متتاليين لانتقاده وزير الداخلية مع امتداحه الشديد بنفس المقال للسيسي.بالمستوى ده المطلوب مش خفض السقف، بل تحويل السقف إلى أرض".
وتابع: "جولة كده على الإعلام هنلاقي ان مساحة السياسة والاخبار بتتراجع بشدة.حتى النفاق والتطبيل السياسي لقوه بيفكر الناس فأصبح عدد البرامج أقل والمذيعين أقل ودمجوا برامج في بعضها، وفي المقابل دعم واسع ل الإعلام الايجابي".
الإعلام الإيجابي
وعن الإعلام الايجابي يقول أبو الغيط:" اللي بيحبه السيسي هوا الاعلام اللي يلوم الناس على استهلاكهم وكسلهم زي برنامج محمد صبحي سابقا، أو اللي يكشف غش فني التكييف زي برنامج احمد الجارحي، أو اللي يستضيف مبادرات ومشاريع جميلة جداً في اطار ان ده واجب الشعب والشباب مش الدولة، وده غير اعلام ريهام سعيد ودعاء الي بيتناول قضايا مصيرية زي واحدة قتلت جوزها أو فيديو رقص وماشابه، بالإضافة لجبال برامج الفنانين والمغنيين".
وتابع:"لكن في الإعلام الايجابي مفيش مكان لذكر معلومة ببساطة "الأسعار غليت".زمان كان ممكن تتقالو ويلومو الحكومة الوحشة ويمدحوا الرئيس الحلو، لكن دلوقتي ده دور كام صوت بالعدد، لكن الغالبية الساحقة ممنوع تجيب السيرة أصلاً".
موضحاً:"وزمان كان ممكن يتساب الاعلام الخاص لرجال الاعمال اللي بنضغط عليهم، دلوقتي لا، المخابرات بنفسها هتملك قنوات تلفزيون وراديو وشركات انتاج واعلانات، وهنعين سيادة العميد محمد سمير رئيس قنوات وكاتب مقالات كمان.
ديكور المسرحية
وأضاف الصحفي "أبو الغيط" :"كان المتوقع يبذلوا جهد شوية، يقولو مثلا ده خبر كذا كاذب وهنقدم بلاغ أو نلغي ترخيص صحيفته، لكن كما قلت سابقا السيسي حتى غير مهتم بالحفاظ على ديكور المسرحية كمبارك. وحالياً بدفعة الدعم الاقليمي والامريكي انطلق، بلا اجراءات بلا مؤسسات بلا كلام فاضي.اقفل موقع العدو يا عسكري - تمااااام يا فندم...السيسي كان صريح وواضح جداً في رؤيته للإعلام قولاً وعملاً".
وتابع:"وده كصراحته في رؤيته للدستور اللي قال عنه بعدم جدية إنه "طموح جداً" وإنه "كُتب بحسن نية" .. أو صراحته من الأول خالص لما قال معنديش برنامج. كان ممكن يكتب 20 ورقة شعارات والناس كانت هتهلل عادي، لكنه اختار يقول على بلاطة معنديش .. أو صراحته نحو البرلمان "نواب إيه؟".
وختم بالقول:"الرجل لم يخدع أحداً. الدور والباقي على "المحفلطين الملمعين الجيمسينات"، من صحفيين وسياسيين، اللي لسه بعد كل ده بيخدعوا أنفسهم بأنفسهم".