"أكمل طريق التوبة يا معتز، واقبل بتبعاتها إن كنت صادقا، ولو كان من تبعاتها أن تلقى جزاء مشاركتك في الانقلاب، وما أدى إليه من قتل ونهب وانتهاكات، أما أن يعتذر أحدهم بكلام عاطفي مرسل ليقبله الثوار في صدارة المشهد مرة أخرى، فذلك حال المغفلين الذي لا يليق بالثوار الأحرار". كان هذا تعليقاً من عشرات التعليقات التي انهالت على أستاذ العلوم السياسية، والإعلامي المؤيد للانقلاب العسكري الدامي الدكتور معتز بالله عبد الفتاح، عندما تلاعب برواد السوشيال ميديا العام الماضي بما فُهم منه توبته من تأييد القتلة جنرالات الانقلاب. وظهرت حالات التعجب بين عدد قليل من أصحاب النوايا الحسنة الذين انخدعوا، وبين فريق كبير من الثوار الذين لسعتهم "شوربة العسكر" فأصبحوا ينفخون احتياطاً في الزبادي، وقالوا إنها لعبة من أحد أكبر داعمى الانقلاب العسكري، منذ بدء مخطط الانقلاب على الرئيس مرسى عام 2013. وصدق حدس من ارتاب في نوايا "المعتز بالله" وظهر أنه "المعتز بالسيسي"، ويقود الآن حملة على موقع فيس بوك، عنوانها “#ابعتوهم_لربنا”، وشعارها قطاع الأمن الوطني "المختص بالتعذيب وانتزاع اعترافات برائحة الموت"، ودشن "المعتز بالسيسي" حملته على النحو التالي :"معاقبة الإرهابي يوم القيامة دي حاجة بينه وبين ربنا، أما وظيفتنا إحنا فهي إننا نبعته إلى ربنا، هو واللي بيدعمه، ويموله، أو يتستر عليه". سيرته سوداء "المعتز بالسيسي" هو أستاذ علوم سياسية بجامعة القاهرة وجامعة ميتشجان الأمريكية، عيّن نفسه في وظيفة الوكيل الحصري للموت، أو سفير الشرطة وأمن الدولة لدي جهنم، واختار لنفسه دور "ديليفري الجحيم"، ودعا الناس إلى أن يكونوا قتلة، يتفانون في خدمة توصيل كل الذين يعتبرهم "إرهابيين" ضد الانقلاب إلى الآخرة، عبر أقبية التعذيب في الأمن الوطني، وفي سجون ومعتقلات العسكر. ولد "المعتز بالسيسي" يوم 12 أغسطس 1972، تخرج الأول على الجمهورية بالقسم الأدبي في الثانوية العامة عام 1989 والتحق بقسم السياسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، حيث حرص أيضا على تفوقه وتخرج منها الأول على دفعته عام 1993، ليحصل بعد ذلك على ماجستير العلوم السياسية من جامعة القاهرة وماجستير الاقتصاد ودرجة الدكتوراه في العلوم السياسية من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفي يوم 14 مايو 2011 استعان به رئيس الوزراء عصام شرف كمستشار سياسي، إلا أن تلك الحكومة لم تحظ بصلاحيات كافية كي تمارس عملها بصورة صحيحة من قبل المجلس العسكري آنذاك، وانتهز "المعتز بالسيسي" الفرصة وتقدم باستقالته على الهواء مباشرة، وسرق اللقطة من خلال برنامجه "أ.ب سياسة" الذي كان يذاع على قناة التحرير. حرامي مقالات هل من حق "المعتز بالسيسي" أن يسرق مقالاً من كاتبه وينسبه إلى نفسه؟ سؤال طرحه العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي في حملتهم على أستاذ العلوم السياسية، والإعلامي المعروف بقربه من سلطات الانقلاب، وذلك بعد أن قام بنقل مقال عن كاتب يمني ووضع اسمه عليه! مقال "المعتز بالسيسي" المنشور بالموقع الرسمي لجريدة "الوطن" تحت عنوان "«سامسونغ» أغنى من مصر"، سرقه من الكاتب اليمني محمد حجر اليافعي، وقد تم نشره في موقع "الأردن العربي" بتاريخ 10 نوفمبر 2015، تحدث خلاله عن كيفية تأثر اقتصاديات الدول بالصراعات والمشاكل الداخلية لها كما حدث في نيجيريا ودول أخرى من تدهور اقتصادي في وقت نجد فيه ميزانية وأرباح شركات في دول متقدمة تفوق اقتصاديات تلك الدول. وقام عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالتحفيل على "المعتز بالسيسي" بإعادة نشر مقاله المسروق مع وضع لينك المقال اليمني مع توبيخ أستاذ العلوم السياسية الانقلابي "الحرامي". مكانه مستشفى المجانين من جانبه يقول الكاتب الصحفي وائل قنديل، عن الحملة التي يقودها المعتز بالسيسي :"في بلاد متحضرّة، أو نصف متحضرّة، وفي مجتمعاتٍ إنسانية، أو نصف إنسانية، تصنف دعوة أبو عزرائيل المصري جريمةً ضد الإنسانية، تستوجب محاكمة صاحبها على تحريضه على القتل، وعزله عن المجتمع في إحدى مشافي المرضى النفسيين، الخطرين، غير أنه في مصر يسمحون لهذا الصنف من الساديين المتطرفين بتدريس الطلاب في الجامعات، والعبث بوعي الناس وفطرتهم في استوديوهات التلفزة، حيث يقدّم برنامجاً ثابتاً يعلم الجمهور كيف يكون فاشياً ونازياً وسادياً، ومخبراً للأمن يبلغ عن جيرانه وزملائه، بحجة محاربة الإرهاب". وتابع: "في مصر فقط، يفتتحون سجناً جديداً، أمام كل مركز حقوق إنسان يغلقونه، ويطلقون برنامجاً تلفزيونياً فاشياً، مقابل كل مركز لعلاج ضحايا القمع والتعذيب يقفلونه بالشمع الأحمر، وتلك بيئةٌ مناسبة تماماً لنمو وانتعاش هذا النموذج من “المثقفين” الذين يرون في قتل الخصوم عملاً وطنياً، وجهاداً في سبيل الله ونهضة الأمة". موضحاً: "بدأ هذا الصنف من (القتلة المستنيرين التقدميين) يطل برأسه في فترة التحضير لمذبحة القرن في ميدان رابعة العدوية، إذ كانوا يتنافسون على لقب المحرّض الأول على المجزرة". وختم قنديل بالقول: "مع الوقت، انخفضت أعدادهم، فاستأثر نفر قليل منهم بكل المخزون الهائل للفاشية والعنصرية، فتضخم رصيد المعتز بالله عبد الفتاح منها، وبات ينافس (أبوعزرائيل الشيعي)، ويصارع (عزرائيل) نفسه لاختطاف مهمة قبض الأرواح، وتوصيلها إلى الله".