كان الرنتيسي أحد قياديي جماعة "الإخوان المسلمين" ال7 في قطاع غزة "الشيخ أحمد ياسين وعبدالفتاح دخان ومحمد شمعة وإبراهيم اليازوري وصلاح شحادة وعيسى النشار"، عندما حدثت حادثة المقطورة الإسرائيلية، التي صدمت فيها سيارة لعمال فلسطينيين، فقتلت وأصابت جميع من في السيارة، واعتبرت هذه الحادثة عملًا متعمدًا بهدف القتل، ما أثار الشارع الفلسطيني، فاجتمع القادة السبعة في قطاع غزة، ومنهم الرنتيسي، على إثر ذلك وتدارسوا الأمر، واتخذوا قرارًا يقضي بإشعال انتفاضة في قطاع غزة ضد الاحتلال، وتم اتخاذ ذلك القرار في 9 من ديسمبر 1987، وتقرر الإعلان عن حركة المقاومة الإسلامية كعنوان للعمل الانتفاضي، وصدر البيان الأول موقع ب "ح.م.س" هذا البيان التاريخي الذي أعلن بداية الانتفاضة. ويصادف اليوم الاثنين السابع عشر من إبريل الذكرى ال13 لاستشهاد القيادي في حركة حماس الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي "أسد فلسطين"، بصاروخ أطلقته حوامة آباتشي عسكرية صهيونية على سيارته بمدينة غزة حيث ارتقى شهيدًا واثنان من مرافقيه. أسد فلسطين ولد عبدالعزيز الرنتيسي في قرية يبنا قضاء الرملة في 23 أكتوبر من عام 1947م، لجأت أسرته بعد حرب 1948م إلى قطاع غزة كحال معظم العائلات الفلسطينية آنذاك والتي هجرت قسرًا تحت وقع المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني. التحق الرنتيسي في السادسة من عمره بمدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، واضطر إلى العمل أيضًا في مرحلة مبكرة من العمر ليسهم في إعالة أسرته التي كانت تمر بظروف صعبة. عمل الرنتيسي طبيبًا في مستشفى ناصر الحكومي عام 1976 بعد حصوله على درجة الماجستير في طب الأطفال من جامعة الإسكندرية، ثم محاضرًا يدرس مساقات في العلوم وعلم الوراثة وعلم الطفيليات في الجامعة الإسلامية في غزة منذ افتتاحها عام 1978م. شغل الرنتيسي عدة مواقع في العمل العام منها عضوية الهيئة الإدارية في المجمع الإسلامي والجمعية الطبية العربية بقطاع غزة والهلال الأحمر الفلسطيني. الرنتيسي ينتفض ومع تصاعد جرائم الاحتلال بحق شعبنا وأرضنا، انتفض الرنتيسي ضد الاحتلال الصهيوني، وكان صوت الشعب الفلسطيني المقاوم خلال كفاحه وجهاده، وكانت له صولات وجولات في الصراع مع المحتل. التحق الرنتيسي بصفوف جماعة الإخوان المسلمين أثناء دراسته للماجستير في مصر، ثم بايع جماعة الإخوان المسلمين عام 1976م، ثم ترأس جماعة الإخوان المسلمين في محافظة خانيونس. وكان للرنتيسي عام 1987م شرف المشاركة في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بالتزامن مع تفجر انتفاضة عام 1987م، وهو ما ساهم في دفع العمل الفلسطيني المقاوم. التحق الرنتيسي بالعمل المقاوم ضد الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1987م، وبلغ مجموع ما قضاه في سجون الاحتلال سبع سنوات معظمها في العزل الانفرادي. وكان أول ما اعتقل الرنتيسي في عام 1983م قرابة شهر، حين رفض دفع الضرائب لسلطات الاحتلال، إلى أن أعادت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقاله مرة أخرى عام 1988 بسبب نشاطاته المناهضة للاحتلال الإسرائيلي، وأفرجت عنه لاحقًا بعد اعتقاله مرة أخرى ولمدة عام كامل عام 1990. قطار الشهادة أبعد الرنتيسي في 17 ديسمبر 1992 مع أربعمئة من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي وكوادرهما إلى جنوبلبنان، حيث برز ناطقاً رسمياً باسم المبعدين الذين رابطوا في مخيم العودة بمنطقة مرج الزهور لإرغام الاحتلال الإسرائيلي على إعادتهم. اعتقله الاحتلال فور عودته من مرج الزهور، وأصدرت محكمة إسرائيلية عسكرية حكمًا عليه بالسجن حيث ظل محتجزاً حتى أواسط عام 1997. بعد أقل من عام من إفراج الاحتلال عنه، وفى إطار تكامل الأدوار بين الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية، اعتقلته السلطة بتاريخ 1998، وبلغ مجموع ما قضاه في سجون السلطة 27 شهراً. لم تمنعه الملاحقات والاعتقالات، من حرصه على الوحدة الوطنية وترسيخ قواعدها وحماية السلم الوطني الداخلي بين القوى الفلسطينية، ولعل ذلك يظهر جليًا من خلال مقولته "أول ما أفكر فيه ترسيخ قواعد الوحدة الوطنية في الشارع الفلسطيني". وفى إطار تبني الاحتلال سياسة الاغتيال ضد رموز العمل الوطني الفلسطيني، تعرض الرنتيسي قبل استشهاده لمحاولة اغتيال في العاشر من يونيو 2003 استشهد فيها مرافقه مصطفى صالح، إضافة إلى طفلة كانت مارة قرب مكان الاستهداف، فيما أصيب نجله أحمد بجروح خطيرة، سبقتها محاولة اغتيال عام 1992 أثناء الإبعاد في مرج الزهور. وبعد استشهاد الشيخ أحمد ياسين في غارة صهيونية استهدفته في الثاني والعشرين من مارس 2004، بايعت الحركة الدكتور الرنتيسي قائداً لها في قطاع غزة، حتى ارتقى شهيداً في السابع عشر من إبريل 2004.