في مفاجأة كبرى، كشفت صحيفة صهيونية عن أن حكومة تل أبيب صادقت على اتفاقية ترسيم الحدود المصرية السعودية، التي تنازل السيسي بموجبها على جزيرتي "تيران وصنافير"؛ الأمر الذي يعكس ترحيبا إسرائيليا بالاتفاقية التي تحول مضيق تيران إلى مضيق دولي يستوجب فتحه أمام الملاحة الدولية وليس إقليميا محليا تتحكم فيه الإدارة المصرية كما هو متبع منذ عقود طويلة. ومقابل تحويل السيادة على الجزيرتين للسعودية تلتزم المملكة العربية السعودية بمساعدة مصر ب16 مليار دولار. وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، فإن البروتوكول العسكري الملحق في اتفاق السلام المصري الإسرائيلي تم تنقيحه ليتضمن مسألة تحويل تبعية جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية، كما وافقت «إسرائيل» أيضا على مشروع تشييد جسر رابط بين مصر والسعودية، وفق الصحيفة. هذا وقد أقر وزير الدفاع موشي يعلون بأن إسرائيل صادقت على القرار المصري بالإقرار بسعودية الجزيرتين الواقعتين على مضيق تيران الاستراتيجي. وبموجب هذا التغيير، سيتم إعادة ترسيم الحدود لتصبحا جزءا من المياه السعودية، بعد أن تم توقيع الاتفاق في القاهرة يوم السبت، رغم أن مصر كانت تسيطر على الجزيرتين فعليا منذ سنة 1950. وفي مقابل التنازل عن هذا الموقع الاستراتيجي في البحر الأحمر، سوف تقدم السعودية للنظام المصري حوالي 16 مليار دولار من المساعدات. ونقلت الصحيفة عن يعلون قوله إن الجزء العسكري من اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل تمت مراجعته على ضوء هذا الاتفاق، للأخذ بعين الاعتبار التغيير الحاصل حول السيادة على هاتين الجزيرتين الواقعتين على مسافة 200 كيلومتر جنوب إيلات. كما وافقت الولاياتالمتحدة أيضا، باعتبارها ممثلا عن قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء، على انضمام السعودية إلى هذا الاتفاق، كجزء من اتفاق السلام المصري الإسرائيلي. "تيران وصنافير".. 3 أسباب وراء إصرار السيسي على الخيانة ومن جانبها أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية بحسب موقع "عربي 21" أن اتفاق السلام المصري الإسرائيلي، بما في ذلك الملحق العسكري، لن يخضع للمراجعة. وهو ما يعني أن القاهرة والرياض قد ضمنتا في اتفاقهما حول الجزر إجراءات تتضمن تواصل سريان الاتفاقات السابقة والالتزامات التي ينص عليها اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل، في ما يخص الجزيرتين. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل وافقت أيضا على السماح ببناء جسر بحري يربط بين المملكة ومصر، ضمن خطة سعودية لتطوير الجزيرتين. وكانت مصر في سنة 1967 قد أغلقت مضيق تيران، في خطوة دفعت بإسرائيل لإطلاق حرب الأيام الستة. ثم بعد توقيع اتفاق السلام في 1979، تعهدت القاهرة بالسماح بحرية الملاحة بين العقبة وإيلات. ونقلت الصحيفة عن وزير الدفاع يعلون قوله إن "السعودية قدمت للجانب الإسرائيلي تعهدات خطية بأنها ستضمن حرية مرور السفن الإسرائيلية عبر مضيق تيران. ويعد هذا الأمر بالغ الأهمية، خاصة وأن ميناء إيلات هو المنفذ الإسرائيلي الوحيد على خليج العقبة والبحر الأحمر. وتعتمد السفن التجارية الإسرائيلية على هذا المضيق بشكل كبير للمرور نحو البحر الأحمر ثم إلى القرن الإفريقي وآسيا، فيما تمر البحرية الإسرائيلية من البحر الأبيض المتوسط عبر قناة السويس نحو البحر الأحمر لإجراء مناورات عسكرية بشكل دوري. وذكرت الصحيفة أن دبلوماسيين رفيعي المستوى كانوا قد أكدوا أن القاهرة أطلعت الجانب الإسرائيلي على سير مفاوضاتها مع السعودية، وقد قدم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تقريرا للحكومة حول هذا الاتفاق قبل أسبوعين. ونقلت الصحيفة موقف عضو الكنيست تساحي هنجبي عن حزب الليكود، الذي قال إن السعوديين ملتزمون بحرية مرور السفن الإسرائيلية، وهذا التغيير لن يؤثر على جوهر اتفاق السلام بين القاهرة وإسرائيل فيما يخص الملاحة في خليج العقبة.