رغم تحفظه الشديد على الإدلاء بآرائه السياسية إلا أن الفنان الراحل محمود عبدالعزيز كشف عن بعض آرائه مؤكدا أنه يقبل بتمثيل دور المخلوع مبارك حتى يكشف عن مساوئ فترة حكمه التي امتدت 30 سنة. وفي حوار نادر مع الإعلامي الموالي للانقلاب مجدي الجلاد تطرق عبدالعزيز إلى لقاء سابق منذ 17 سنة جمع أحد الحكام العرب بالرئيس المخلوع، محمد حسني مبارك، وكان الحديث عن توريث الحكم.
ونقل هذا الحاكم ما دار بينه وبين مبارك للفنان الراحل، حيث قال له الحاكم "إن مبارك تحدّث معه عن ابنه جمال بعد الهجوم الذي حدث له، لتفكير الشعب المصري أنه سيرث الحكم"، وأنه قال لجمال: "طالما ما بتخطفش اللقمة من بُق حد اعمل اللي انت عايز".
ونقل الحاكم العربي للفنان الراحل أيضاً قوله لمبارك: "إنه في اليوم الذي تفكر فيه أن يرث نجلك جمال الحكم، ستقوم ثورة في هذا البلد"، وهو ما يشير إلى تنبؤ هذا الحاكم، الذي رفض الساحر ذكر اسمه، بثورة 25 يناير.
وحول إمكانية أن يجسد شخصية حسني مبارك على الشاشة، قال الفنان الراحل إنه يوافق، لبيان مساوئ هذه الفترة، وجزاء نهاية هذا الحاكم. وأوضح الفنان الشهير بالساحر أن مصر فيها كل مقومات الحياة أكثر من أي دولة أخرى، فكثيرة هي البلاد التى تقوم حضارتها على تمثال أو على بحيرة، أما مصر ففيها بحيرات وشلالات ونهر وحضارة ومناخ وصحراء وبحران وكل شيء، ويكفي أن فيها أساليب عديدة للمعيشة.
وتطرّق الفنان القدير، في اللقاء الذي أجري خلال فترة رئاسة مرسي لمصر، إلى شخصية الرئيس، فرد قائلا "إنه يرى فيه شخصية جيدة ويخشى الله سبحانه وتعالى، معربا عن اعتقاده بأن بعض المحيطين بالرئيس ليسوا على قدر المسئولية ويضعون الرئيس في مواقف محرجة بحسب الفنان الراحل.
وأكمل عبد العزيز قائلا: "إننا في حالة افتقاد للقدوة وللبطل مستشهدا بشخصية رأفت الهجان والتي سبق وجسدها على الشاشة الصغيرة، قائلا "إننا نريد هذا البطل المحب للوطن، من دون أي أهداف أو مصالح".
ورحل الفنان محمود عبد العزيز بعد صراع مع المرض عن عمر يناهز 70 عاماً. وأكدت مصادر فنية أن الحالة الصحية للفنان محمود عبد العزيز، تدهورت بشدة خلال اليومين الماضيين وفشل الأطباء في التعامل معها.
وقالت المصادر إن الفنان المصري كان يعاني من نقص نسبة الهيموغلوبين في الدم، كما يعاني من وجود أنسجة داخل الفم أدت لتورم باللثة، وتمت إزالته جراحياً، لكنه ظل يعاني من مشاكل في التنفس.
ومحمود عبد العزيز من مواليد 4 يونيو 1946 في الإسكندرية، وتخرج من كلية الزراعة، وظهر لأول مرة في مسلسل الدوامة في أوائل السبعينات، ثم شارك في فيلم الحفيد عام 1974، وبعدها توالت بطولاته السينمائية.
ولد في حي الورديان غرب الإسكندرية وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة، والتحق بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية وبدأ يمارس هواية التمثيل من خلال فريق المسرح بالكلية. في عام 1982 بدأ محمود عبد العزيز بطولاته بفيلم "العار"، "العذراء والشعر الأبيض"، و"تزوير في أوراق رسمية"، و"الكيف" ثم دور عميل المخابرات في فيلم "إعدام ميت".
وفي منتصف الثمانينات قدم دور رأفت الهجان في المسلسل التليفزيوني الذي يحمل نفس الاسم وهو من ملف المخابرات المصرية.
بلغ عدد أفلام محمود عبد العزيز نحو 84 فيلماً، قام فيها بدور البطولة بينما أخرج فيلماً واحداً هو "البنت الحلوة الكدابة". وقد تنوعت هذه الأفلام ما بين الرومانسية والكوميديا والواقعية.