قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي يقدم كل يوم دليلاً على أنه زعيم تنظيم أهل الشر، وينشر أتباعه في مقار الأمن وأقبية التلفزيون، في الوقت الذي يُخوِّفك طوال الوقت، من "أهل الشر"، ليستخدمهم فزاعة مضمونة التأثير على الأطفال والكبار: لا تتكلم، لأن"الغولة" ستسمعك وتفترسك. لا تخرج، لا تتحرّك، لا تذهب أبعد مما حدده لك القائد الحارس، لكي لا تنهش لحمك وتنهي حياتك. وأضاف قنديل -خلال مقالخ بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين- أن أيام شرم الشيخ الثلاثة التي أطلقوا عليها "مؤتمر الشباب" لم تكن إلا مناسبةً لإنعاش احتياطي الخوف والفزع في صدور المصريين، وتهديدهم بالهلاك، إن هم استجابوا لنداءات "أهل الشر" الذين يرفضون استمرار نزيف مصر، على يد الحاكم الأكثر فشلاً في تاريخها، والأعتى مسخرةً، بما يضعه في صدارة ترتيب عتاة المهرّجين، مبتعداً بكثير عن حواديت "قراقوش" والحاكم بأمر الله، ومحطماً أرقاماً قياسية على مستوى العالم. وأشار قنديل للدلالة على فاشية السيسي، إلى المعتقل إسلام خليل، أحد شباب ثورة يناير، وصاحب واحدة من أبشع قصص الاختفاء القسري، والتعذيب المنهجي في سلخانات عبد الفتاح السيسي، مشيرا لقصته على لسانه شخصيا في شهور اعتقاله وإخفائه قسريا، حيث يقول "فجأةً، تم رفعى بالحبل المربوط فى قدمي، لأصبح معلقاً مقلوباً رأساً على عقب. أصبحت غير قادر على النطق. لا أقوى على المقاومة. كنت مستسلماً تماماً لما أظنه قادماً (الموت). تم صعقي عدة صعقاتٍ كان يعلو معها صراخي، وفجأة شعرت بعصا ترفع عضوي الذكري (آسف)، ثم شعرت بحبلٍ يمسكه من بدايته، ويشدّه، وصوت الضابط يضحك بجنون، وهو يقول "أنت كدا كدا قاعد معانا 30 سنة، يعنى دا مش محتاجه تاني". ثم يقوم بصعقي فيه، ويتحرّش بي بعصا، كان يمسكها مهدداً باغتصابي. فقدت الوعي أخيراً، لأفيق، وأنا ممدّد على البلاط خارج المكتب، وجسدي يرتعش، وأحدهم يرشّ الماء علي، فطلبت منه أن أشرب، فوضع الزجاجة على فمي، وما إن لامس الماء شفتي، حتى قام برفعها مجدداً، وهو يقول: كفاية كدا، علشان المياه بعد الكهرباء غلط". وأكد أن السيسي يقدم كل يوم دليلاً إضافياً على أنه زعيم تنظيم أهل الشر، ويؤكد أن مركز الشر يقع هناك، حيث يستوطن، في قصر الاتحادية، وينشر رجاله في كل مفاصل الحياة في البلاد، موضحا أن أهل الشر الحقيقيون هم الذين يقتلون التاريخ، وينسفون الحاضر ويجفّفون منابع المستقبل، ويدفعون العدو الإسرائيلي إلى التحرّك دولياً، لمساعدتهم وانتشالهم اقتصادياً وسياسياً.. أهل الشر هم الذين يدفعون مواطناً لمحاولة الانتحار حرقاً، ثم يعتقلونه ويحققون معه، لأنه يفضل دخول القبر ميتاً على أن يدفن فيه حياً. أهل الشر هم الذين أراقوا الدماء في ميادين مصر، وعاقبوا الناس على أحلام الخلاص، وحرقوا الجثث، ونهشوا الأعراض في أقبية التعذيب، وباعوا التراب والمياه. أهل الشر هم إعلام ساقط، يحرّض على القتل، ويهتف من أجل مزيدٍ من سحق إنسانية الإنسان، كي تعيش الأوطان عالةً على عدو، يبذل الغالي والنفيس، كي تستمر في بلادتها ودمويتها وحربها على نفسها.