قال الكاتب الصحفي وائل قنديل، إن مصر تتعرّض بالفعل لمؤامرة كونية، تشارك فيها قوى دولية وإقليمية، وأطراف محلية، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن "أهل" الشرّ متربصون بها، يضمرون لها النيات الشريرة، لنهشها وافتراسها، موضحا أن أهل الشر الذين تحدث عنهم قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي هم الذين ركعوا مصر بالتنازل عن حقها في ملف مياه النيل وسد النهضة، لتعطيش مصر وتركيعها، وإصابة نيلها العفي بالشحوب والهزال. وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الاثنين، أن المؤامرة متحققة في مأساة سيناء، أرضا وشعبا، "لتتمدّد على المائدة، ذبيحة مشوية، على نار الحرب على الإرهاب، بعد أن عصف بها الجنون من الجهتين، تنظيم الدولة، ودولة التنظيم، في ظل حفاوةٍ صهيونيةٍ بالحريق، ورعايةٍ كاملة له، حتى أننا بتنا نسمع ونقرأ معها عن أهوال جحيم التهجير القسري، والقتل بالجملة والمفرد، بقصف الطائرات، وتوحش الجرافات والمدرعات". وعدّد قنديل بعض المؤامرات الأخرى برعاية عبد الفتاح السيسي، ومنها كارثة "تصحير" مستقبل مصر الاجتماعي، من خلال اعتقال شبابها ومنهم واحدٌ من علماء الطب الأفذاذ الذي قتل في السجن ثم بعد استشهاده بعامين، تأتي محكمة النقض، وتصدر حكمها ببراءته، ومن المؤامرة الاحتلال الصهيوني الكامل لرأس النظام ومصادرة قراره السياسي، وانتشار أعضاء تنظيم "الخبراء الاستراتيجيين" في الصحف والفضائيات، يفترسون ما تبقى من سلامة مصر العقلية واتزانها النفسي، واجتثاث كل أشجار الكفاءة، وإعدام كل بذور التفوق والنبوغ، ورفع شعار "الطاعة قبل النجاعة" ومطاردة كل من تسوّل له نفسه ارتكاب خطيئة الفهم والمناقشة والاختلاف . وتساءل قنديل "هل هناك تآمرٌ على مصر أكثر من أن يعبر نظامها السياسي عن ارتياحه بأن ترجح كفة احتمالات العمل الإرهابي في إسقاط طائرة الشركة المصرية؟ وهل قابلت حكومة تكرّس وقتها كله لكي تثبت للعالم أنها حكومة دولة غير آمنة، يضربها الإرهاب جواً وبحراً وأرضاً، فتقول هل من مزيد، لمواصلة لعبة الابتزاز، وكأنها تحذّر سكان العالم من زيارتها، وتكتب شهادة وفاة رسمية للنشاط السياحي بها؟". وأكد أن السيسي لم يكذب حين صرخ "إنها مؤامرة"، لأنه التجسيد الكامل لمشروع المؤامرة على مصر، قائلا: "منذ البداية، يدرك أصحاب العقل أن انقلاب عبد الفتاح السيسي على الحكم الديمقراطي المنتخب في مصر هو الابن السفاح لمؤامرة إقليمية ودولية، وأظن أن كل التحركات الداخلية والخارجية لحواضن الانقلاب الدولية والإقليمية، لتحقيق الغاية الشريرة لا تزال مدوّنة ومحفوظة في ذاكرة "غوغل".