قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن السؤال لكل من راهن على انقلاب 30 يونيو: "هل ما تراها ممتدة من النيل عند السودان، حتى ساحل المتوسط، "دولة" وتسمى مصر؟ هل ما تسمعه وتضحك، ثم تبكي، وتقرأ أخبار تحركاته وقراراته، هو نظام سياسي، بالمعنى الحقيقي للكلمة؟. وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الأربعاء، أن القاهرة عاجزة عن التدخل في شؤونها الداخلية والسيادية، بينما العالم كله يتدخل ويقرّر، في موضوع فضيحة إسقاط الطائرة الروسية في شرم الشيخ.. متسائلاك " وطن هذا أم خرابة، أم مقبرة، أم منتجع مهجور؟". وأكد قنديل أن عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب تجاوز مرحلة "القدرة على التزييف" إلى حالة "الهذيان اللا إرادي" فيما يخص مواقف عواصم العالم منه، على نحو يجعل من بقاء هذا النظام طليقاً، خطراً حقيقياً على المجتمع، موضحا أن نظام السيسي استأنف تصفية المعارضين أحياء، مع تصاعد شعوره بالانكشاف أمام المجتمع الدولي، وانفضاض المانحين وإدراك الجميع أنهم راهنوا على الشخص الخطأ. وقال إن ماكينات إعلام عبد الفتاح السيسي تطلق النفير العام للتصدي للمؤامرة الأميركية، على الرغم من أن الجنرال يعتبر نفسه عاشقاً مخلصاً للمؤامرة، إذ أعلن، غير مرة، عدم قدرته على المبيت خارج فراش واشنطن، مذكرة بصرخته الخالدة "حتى لو أدارت واشنطن ظهرها لنا لن ندير لها ظهرنا"، وهو المعنى الذي عبر عنه وزير خارجيته السابق، بوقاحة أكبر، بقوله "إن العلاقة مع واشنطن ليست ليلة واحدة عابرة، وإنما زواج". وتساءل: "هل صغرت مصر وتقزمت وتشوهت، حتى صارت مجرد قطع من الجلد السميك، تسمى "القفا" بحيث يصبح صفع مذيع أحمق، في تصرف أحمق، على الأراضي الأميركية، مؤامرة وعدواناً من واشنطن على القاهرة؟". وقال "يدرك أصحاب العقل أن انقلاب عبد الفتاح السيسي على الحكم الديمقراطي المنتخب في مصر، هو الابن السفاح لمؤامرة إقليمية ودولية، وأظن أن كل التحركات الداخلية والخارجية لتحقيق الغاية الشريرة لا تزال مدونة ومحفوظة في ذاكرة "غوغل"' والرحلات المكوكية لرموز الكيان السياسي المشين، المسمى "جبهة الإنقاذ" إلى حواضن الانقلاب الإقليمية والدولية، لا تزال حية في الذاكرة، بل إن واحداً من حوامل مشروع الانقلاب، الدكتور محمد البرادعي، لم ينف، أو ينكر، الدور الذي لعبه دولياً لاستعداء القوى الغربية على نظام الحكم المنتخب". واختتم مقاله "بعد إطاحة الحكم المنتخب، وإراقة الدماء أنهاراً، واكتظاظ الزنازين بعشرات الآلاف، لم تتوقف المؤامرة، بالدعم المالي، الغزيز من رعاة الانقلاب الخليجيين، والإسناد السياسي والدبلوماسي المتواصل من حكومة الاحتلال الصهيوني، والاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض والكرملين، في لحظة انسجام تاريخية بين من كانا يصنفان نقيضين. أنفق العالم كثيراً على رعاية جنرالكم الفاشل، مع الاعتذار للفشل، ما لم ينفق على أحد، منذ قدم نفسه باعتباره أداة كونيةً، لتخليص العالم من الإرهاب، بالأباتشي والرافال والميسترال، دمر سيناء وهجر أبناءها، في ظل تصفيق إسرائيلي حاد، وخرج أكثر من مرة وجنرالاته يقولون إن "الإرهاب يترنح" بفعل ضرباتهم.. ثم فجأة يستيقظ الإرهاب، ويصفعهم، ويضرب في أحشاء حليفهم الروسي الوحيد.