قال الكاتب الصحفي وائل قنديل إن أداء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي في كلمته الأخيرة وسط أعوانه من قيادات الانقلاب: "فضيحة من الوزن الثقيل في الخطاب السياسي"، خاصة أنه بدا وكأنه يتعمد اقتراف أكبر قدر ممكن من السقطات والهفوات، وإطلاق النكات المثيرة للبكاء، حتى يغرق الجميع في الجدل والثرثرة حول كيف استطاع شخص بهذه المواصفات البائسة أن يبتلع نظامًا منتخبًا، بمعارضته، داخل جوفه في الثلاثين من يونيو 2013. وقال إن أداء السيسي بدا هزليًا وهزيلاً، اعتمد فيه على أكاذيب وأوهام إضافية، عن إنجازاته ومعجزاته التي لا وجود لها إلا في ذلك الرأس المحشو ببعض المحفوظات المكررة حد الملل. وتساءل قنديل في مقاله اليوم على صحيفة "العربي الجديد" اليوم الثلاثاء: "هل تعمد عبد الفتاح السيسي وطاقمه المعاون أن يظهر على هذه الصورة المثيرة للسخرية، حد الفضيحة، لصرف الأنظار عن فضائح أكبر؟ في الوقت الذي ظهرت فيه فضيحة إنسانية أخرى تتعلق بالصور التي أغرقت الفضاء الإلكتروني أمس، للشابة الطفلة إسراء الطويل. وتابع: "إذا كان السيسي قد تقمّص شخصية الضعيف الجريح، المعذب، وادعى أنه لا يسيء لأحد، بالقول، ولا يرضى بظلم مواطن مصري، أو تهديد حياته وحريته، فلماذا لم يستغل الفرصة، ويوجه قضاءه أو يأمره باستغلال فرصة جلسة التحقيق مع إسراء الطويل، وإصدار قرار يمنحه الظهور في هيئة "الزعيم الذي يحنو" على شعبٍ لم يجد من يحنو عليه، بتعبيره الكاريكاتوري الشهير؟ لماذا تركوا مسلسل التجديد بالحبس يتخذ شكل الفضيحة الحقوقية التي تشعل تفاصيلها المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي؟ ". ولفت إلى أنه بالعودة إلى كلمة السيسي "الشهرية"، فإنها جاءت عقب فضيحة التصويت لصالح إسرائيل في الأممالمتحدة، مباشرة، وهي الفضيحة التي جعلت معسكر مؤيدي الجنرال عارياً من أي حجة أو رد محترم على هذا السقوط الهادر في هاوية التحالف، والالتصاق التوأمي، السافر، بين دبلوماسيتي السيسي والكيان الصهيوني. وتساءل قنديل مرة أخرى: "هل اختبأ السيسي من هذا المأزق بالحديث عن كوارث الإعلام، والدخول في تفاصيل تظهره وكأنه لا يفعل شيئاً سوى الإمساك بالريموت كونترول، والركض خلف برامج "التوك شوز" أم أنه يعتبر ما جرى في الأممالمتحدة عاديًا، لا يستحق التوقف عنده، وهو بصدد استعراض سياسة نظامه الخارجية؟". وأشار إلى أن "جماهير انقلاب السيسي، وخصوصًا من الناصريين و"القومجية" المحترفين، كانت تنتظر منه ردًّا مفحمًا أو حتى كذبة أنيقة، لتبرير هذا الوضع المخل بالتاريخ، والمشين للجغرافيا، والخادش للقيم الأخلاقية، غير أن الرجل، ولأنه لا يملك أن ينطق بكلمة واحدة تثير غضب إسرائيل، أو حتى دهشتها، ولأنه لا يستشعر حرجاً، أو وخزاً، حين يكون القرار الدبلوماسي المصري مرهوناً بالإرادة الإسرائيلية، فقد قرر القفز على هذا العار التاريخي والحضاري، بتصنع هذه الحالة من إسفاف النص، وابتذال الأداء، لكي يهرب من الإجابة على السؤال الذي يصفع الضمير الوطني بعنف". واختتم قنديل مقاله بأننا بصدد احتلال إسرائيلي للقرار الدبلوماسي المصري، وليس تطبيعاً فقط، "فتجدهم يأخذونك للكلام عن الكهرباء والانتخابات وبالوعات الأمطار. وقبل أن تتذكّر يغرقونك مجدداً في البكاء على التنكيل بالمعتقلين، والانتحاب على تلذذ نظام "الجنرال المُعَذّب" بتعذيب أطفال داخل الزنازين، بينهم إسراء الطويل، وخالد البلتاجي، وآلاف آخرون".