اعتبرت صحيفة «لوموند» الفرنسية أن الانتشار الاستثنائي لفيديو سائق التوك توك على مواقع التواصل الاجتماعي وأثار جدلا واسعا في مصر «فضيحة» لنظام عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب العسكري، الذي اعتبر السائق أداة في يد عملاء أجانب لتدمير الدولة من الداخل. وقالت الصحيفة، في سياق تقرير لها أمس الاثنين، إن سائق التوك توك تحول إلى رمز للأزمة المصرية، وإن قيادات عليا في البلاد سعت إلى احتواء هذه «الفضيحة». وأضافت أنه منذ انتشار هذا الفيديو بشكل واسع، تحول "خريج التوك توك"، كما يحب أن يصف نفسه، إلى رمز لغضب قطاع واسع من الشعب المصري الذي يواجه غلاء الأسعار وتدهور الخدمات المقدمة من الحكومة. وسلطت تقرير الصحيفة الضوء على بعض فقرات مداخلة الساق وذكرت منها «نبص على التليفزيون نشوف مصر فيينا، ننزل في الشارع نكتشف أنها بنت عم الصومال»، وقالت الصحيفة «بهذه الكلمات اللاذعة المليئة بالغضب، لاقى فيديو مصطفى، سائق التوك توك، خلال مداخلته في برنامج "واحد من الناس"، لعمرو الليثي الذي عرض يوم 12 أكتوبر، انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي تعيش مصر أزمة اقتصادية». "ميدل إيست آي" تترجم فيديو "التوكتوك" وتصفه: حديث عاطفة قبل العاصفة وانتقدت الصحيفة الفرنسية سلطات الحكم في مصر وقالت إن كلمات السائق لم تكن لاذعة بما فيه الكفاية لذبح لا مبالاة النخبة السياسة في مصر، التي وفقا له تركت دولة كانت تحظى بمجد كبير، تغرق في المأساة. وقالت لوموند إن كلمات هذا السائق وصلت إلى مستويات عليا في القيادات المصرية، ولفتت إلى أن السيسي دعا خلال لقاء له مع رؤساء تحرير الصحف الحكومية، وسائل الإعلام إلى أن تتفاعل أكثر على الانترنت في مصر، مؤكدا أن مواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن تستخدم كأداة من قبل عملاء أجانب لتدمير الدولة من الداخل؛ وهو ما اعتبر بحسب "لوموند" ردا على الانتشار غير العادي لهذا الفيديو، بحسب الصحيفة. وفي لفتة ذات دلالة، أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن قناة الحياة أعلنت في اليوم التالي أن الليثي بدأ عطلته السنوي، على الرغم من أن الليثي قد أكد أن هذا ليس عقابا سياسيا وأنه سيعود لشاشة القناة قريبا. "خريج التوك توك" يطيح ب"الليثي" من "الحياة" والقناة تحاول التبرير لكن المصادفة الغريبة أن المذيعة رانيا بدوي منعت قبل أيام من الظهور على قناة "ONTV" بعد أول حلقة لها في برنامج "كل يوم"، والتي انتقدت فيها بشدة وزيرة الاستثمار، داليا خورشيد! في إشارة من الصحيفة إلى غلق المجال العام قمع حرية الرأي والتعبير حتى لأولئك الإعلاميين الذين دعموا انقلاب السيسي في 3 يوليو 2013. وتوقعت الصحيفة اندلاع موجة احتجاجات كبرى يوم 11/11 تعززها أيضا انتشار واسع لفيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يتعلق بسائق تاكسي وهو يشعل النار في نفسه في الإسكندرية وهو يصرخ بأنه لا يجد شيئا يأكله. وانتهت الصحيفة إلى غضب جانب كبير من المصريين قد يتجسد في الدعوة لاحتجاجات يوم 11 نوفمبر المقبل، والتي ستحمل مخاطر عالية على نظام السيسي بحسب الصحيفة. #انا_خريج_توكتوك يتصدر تويتر.. ومغردون: اطمنّا على مستوى الوعي