كتب: كريم محمد كانت الرسائل التي وجهها قائد الانقلاب السيسي، مساء أمس لقادة الجيش والمصريين الذين لا يطيقون صبرا على أكاذيبه وفشله، تتلخص في ثلاثة رسائل: (الأولى): خوفه من ثورة شعبية حقيقية مقدمتها في ثورة الغلابة 11/11. و(الثانية): أن عليهم أن يستعدوا لانتهاء عصر الرز الخليجي، بما يعينه من تبرير لرفع الأسعار وتعويم الجنيه ومزيد من العيشة الصعبة للمصريين. و(الثالثة) محاولة تقمص دور عبدالناصر وادعاء أن الفشل لا يرجع له ولكن للضغوط الخارجية، وادعاء استقلال قراره. عدة رسائل للداخل والخارج بعث بها السيسي خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الثالثة والعشرين، قصد أن يقوم بها من مقر الشئون المعنوية للجيش في محاولة لمنع الانقلاب عليه من جيشه أولا، وزعم أنها ثوابت السياسية المصرية، حملت إشارات على حقيقة وجود خلافات مصرية سعودية، رغم تأكيده أن "وقف شحنات البترول السعودي ليس له علاقة بموقف مصر من سوريا". كما حملت تبريرا للأزمة الاقتصادية والزعم بربطها بالكرامة الوطنية واستقلال القرار المصري، وادعاء أن مصر تعاقب، ما يبرر فشل نظامه، ولهذا فهي تعاني من أزمة اقتصادية وعلى المصريين أن يتحملوا، قائلا عبارته التي أثارت سخرية المصرين: "لو عاوزين استقلال بجد.. متاكلوش ولا تناموش". وكان من الملفت أن الصحف الحكومية والخاصة نشرت بشكل جماعي خبر ندوة السيسي بالعنوان نفسه تقريبا؛ وهو "رسالة السيسي"، ما يشير إلى أنهم يتلقون أوامرهم وما ينشرونه من "الشئون المعنوية". وفيما يلي أبرز رسائل السيسي الفاشلة: قلق من ثورة الغلابة في إشارة إلى قلقه الضمني من دعوات التظاهر يوم 11/11 باسم "ثورة الغلابة" على مواقع التواصل، التي عززها التعاطف مع فيديو "سائق التوك توك" الذي لقي تفاعلا كبيرا في الشارع المصري، أشار السيسي إلى رسالة عن "تصدير مشاكل اقتصادية"، موضحًا أن "هناك شائعات ومحاولات لتخريب الداخل"، وأنه يتابع جيدًا مواقع التواصل الاجتماعي، قائلا: "انتبهوا من يتحدث، محاولات تخريب مصر وعزلها". وفي نقد ضمني لحلقة برنامج "واحد من الناس" عن سائق التوك توك وانتقاد فضائيات أخرى لنظامه، أكد أنه "يتابع تصدير عدد من وسائل الإعلام لمشاكل عن الأرز والسكر واللحم، علي عكس الحقيقة"، مؤكدا أن "مسئولية الحكومة توفير السلع والاحتياجات، لكن ذلك لن يكون آخر حلمنا، فمن يريد أن يكون له إرادة حرة عليه أن يتحمل". وأكد السيسي أنه لا يخشى مواجهة أي تحديات، طالما المصريون على قلب رجل واحد، ويد واحدة في مواجهة تلك التحديات، مشيرا إلى أن مصر أمة تتعامل بقيم شريفة في وقت عز فيه الشرف. اللي هينزل 11/11 هيدعك وفي تعقيبه على هذه الجزئية، المتعلقة بالقلق من التظاهر يوم 11/11 هدد الصحفي مصطفى بكري من يدعون للتظاهر في هذا اليوم قائلا: "الناس اللي بتقول عايزين ينزلوا في 11/11، عايزين يعملوا إيه، دي كلها مؤامرات على مصر، دول عايزين يكفرونا ببلدنا، كل الأفاقين دول هيدعكوا"، في إشارة إلى ضربهم من قبل مليشيات الشرطة. وتابع خلال حلقة مساء الخميس من برنامج "حقائق وأسرار"، المذاع على قناة "صدى البلد": "لازم نلتف حول قائدنا، ونفتكر الأيام الصعبة اللي كنا عايشينها بعد نكسة 67، كنا ساعتها بنعمل الشاي بالجلاب بتاع قصب السكر، وكنا بناكل لحمة كل 15 يوما، والشعب المصري استحمل ساعتها واتمسك بقادته". وزعم أن "الدولة حلت الكثير من المشاكل التي كنا نعاني منها، مثل مشكلة انقطاع التيار الكهربي، لأنها أنفقت 400 مليار جنيه لحل تلك المشكلة، بعد ما كانت الكهرباء تنقطع كل ساعتين، وأشار إلى أن الوضع الحالي سيء، ولكن كثيرا من المحللين، أكدوا أن مصر ستنطلق للأمام في السنوات القادمة. إجهاض مطالب الغلابة بالتخويف الإعلامي من إسقاط الدولة في 11/11 الأزمة الاقتصادية سببها استقلال القرار! حاول السيسي خلال الندوة التثقيفية التي نظمتها الشئون المعنوية للقوات المسلحة، إرجاع الخلاف المصري السعودي إلى عدم قبول مصر السير في ركاب الموقف السعودي المتعلق بسوريا، وإتباعها سياسة مستقلة بها فيما يخص أزمة سوريا. حيث أكد السيسي: "سياستنا مستقلة بشأن سوريا"، ولا بد من حل سياسي للأزمة، وأضاف "يا مصريين لو عاوزين استقلال بجد، متاكلوش ولا تناموش". وأوضح أن استقلال القرار يعكس الشرف والخلق قبل كل شيء، ووجه حديثه للشعب قائلا: "الدولة المستقلة في قرارها تعاني كثيرا، وسيقول البعض "متفقناش على كدة"، ورد الحضور: "معاك يا ريس". ولذلك زعم أن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد "تتطلب تحمل كافة فئات الشعب، وإرادة حرة لذلك". وهاجم المحامي خالد علي، صاحب قضية جزيرتي تيران وصنافير، قائد الانقلاب السيسي، على خلفية الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بمصر في الوقت الحالي، وقال علي في تغريدة عبر حسابه بموقع "تويتر": "استقلالنا سيتحقق برحيلك أنت ونظامك بسياساتكم وانحيازاكم الفاسدة والمجحفة والفاشلة، فلم يعد في قوس الصبر منزع.. ارحل". ويأتي الموقف الذي أعلنه السيسي بالاستقلال عن الموقف السعودي، على الرغم من أن مؤشرات الموقف المصري تشير بالمقابل؛ لأن الموقف المصري متوافق مع الموقف الروسي، ويعززه العلاقات العسكرية والمناورات التي سيجريها الجيش الروسي في صحراء مصر منتصف أكتوبر الجاري، حسب إعلان وزارة الدفاع الروسية. نظرية المؤامرة لحل المشاكل وسعى السيسي خلال كلمته لتصدير رسائل للمصريين بأن مصر لا تزال تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية، وأن المشكلة الاقتصادية سببها هذه المؤامرات لا فشل سياسات حكومته، ما يعني تحميل نظرية المؤامرة أسباب أي فشل داخلي. حيث أكد خلال الندوة أن "الدولة المستقرة في قرارها تعاني اقتصاديًّا، وأن هناك حملة لتصدير الأزمات الاقتصادية، وأن المعلومات المغلوطة والأزمات الدولية تبدأ من الإعلام". وفي هذا الصدد، ضرب علي وتر "الكرامة"، وتقمص دور زعماء تاريخيين حاربوا الاستعمار، قائلا "لقد تابعت تجربة محمد على ولماذا لم تكتمل، وكذلك تجربة مصر في 1952 ولماذا لم تكتمل.. ورأينا دروس دول أخرى كانت قوية ولكنها لم تكتمل نتيجة ممارساتها التي دمرت بلادها". وتابع: إن "ثوابت السياسة المصرية لن تتغير، لأنها ناتجة عن دراسة تجارب الآخرين". وزعم أن ثوابت ومعالم هذه السياسة التي يتبعها في "استقلالية وسيادة وإرادة الدولة المصرية" التي قال: "نضعها مع فريق عمل متكامل، حيث إن لمصر سياسة منفتحة بقرار مستقل. وشدد على "أنها تتبنى عدم التدخل في شئون الآخرين أو التآمر على أحد، وتابع: "رغم اعتقاد بعض السياسيين أن هذه السياسة قد لا تنجح لكنني أرى أنها لا تتعارض مع سنن الوجود". ولذلك استنكر الإعلامي مصطفى بكري الموالي للسيسي، حملات السوشيال ميديا التي أحدثت أزمة بين مصر والسعودية بعد تصويت القاهرة على المشروع الروسي في مجلس الأمن، ووصفها بأنها "مؤامرة"، قائلا: "يا فرحة الإخوان". وأكد بكري، خلال برنامجه حقائق وأسرار المذاع على فضائية صدى البلد، أن هناك من يحاول ضرب العلاقة الجيدة بين مصر والسعودية ودول الخليج. الخلاف مع السعودية له تبعات سعى الرئيس المصري خلال كلمته إلى لفت أنظار قادة الجيش المصري والمصريين إلى أن هناك خلافات حقيقية مع السعودية، وأن هذه الخلافات سيكون لها تبعات؛ حيث أكد أن "التصويت المصري على مشروعي القرارين الروسي والفرنسي أغضب البعض"، في إشارة للرياض دون أن يذكرها. وأضاف: "موقف مصر من الأزمة ثابت وهو إيجاد حل سياسي لسوريا ووحدة الأراضي وإرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا، هذا ما صوتنا عليه في مجلس الأمن وتصورنا أن أشقاءنا في الخليج ليس لهم اعتراض على ذلك". وتباع: "لكننا نظرنا إلى أن القرارين يدعوان إلى وقف إطلاق النار، وإعطاء الهدنة للسماح بإدخال المساعدات للمواطنين الذين يعانون". انتهاء عهد المعونات الخليجية كان خطاب السيسي واضحًا في الإشارة لانتهاء عهد المساعدات الخليجية لنتيجة لهذه السياسة المستقلة التي تحدث عنها، حيث قال ردا على إيقاف شحنات البترول لشركة أرامكوا: "هذا الاتفاق اتفاق تجارى موقع من إبريل الماضي، وأخذنا إجراءات بديلة لحل الموقف ولا نعرف ظروف هذه الشركات". وحاول السيسي جلب تعاطف المصريين مرة أخري بالقسم كرئيس الجمهورية، على أنه "منذ 3 يوليو لم يتآمر على أحد أو يخادع أحدًا"، في إشارة للرئيس د.محمد مرسي الذي انقلب عليه، ودول الخليج التي تعاون معها، مؤكدا أنه هو نفسه الشخص الحالي، فكيف له أن يتآمر الآن، مضيفا:" اللي عنده ثقة في ربه يعرف كيف تسير الأمور ولا يتآمر ولا يخادع". ولكنه حاول مع هذا الإبقاء على شعرة معاوية بالحديث عن أن "العلاقة بين مصر ودول الخليج راسخة وإستراتيجية، وما يتم حاليا هو محاولة لتخريب تلك العلاقات وعزل مصر عن أشقائها". وعقب خطاب السيسي دشن نشطاء عدة هاشتاجات للسخرية، فيما أيده آخرون، وقالوا إن مصر تتعرض لمؤامرات، وكان أبرز هاشتاج هو #ماتكلوش_ماتناموش.