لا يزال ضرب نجيب ساويرس هو وعدد من رجال الاعمال والمقربين منه في ملهي رقص ليلي بمدينة قبرص خلال حفل اسطوري أعدوه للاحتفال باستثمار جديد هناك عبارة عن مارينا ومرسي يخوت وفيلات، يشكل لغزا في ظل تستر ساويرس ومن تم ضربهم على ما جري، واجاهل صحف النظام في مصر لما جري. وزاد اللغز تلميح رجل الاعمال طارق الالفي، الذي كان أحد المدعوين أن نظام السيسي هو الذي أرسل لهم البلطجية لضربهم في قبرص لأن "مصر ضد المشروع اللي بيخرج الفلوس برة مصر وبدل ما يحطوا الفلوس في مصر ويساعدوا البلد"، وقوله إن البعض يقول إن النظام قام بجمع أسماء من ذهبوا حفل ساويرس لأخذ ضرائب منهم.
وأكد مقربون من رجل الأعمال المصري الشهير "نجيب ساويرس"، وصحف قبرصية وخبيرة مصرية في الموضة، كانت حاضرة الحفل، أن "ساويرس" تعرض لضرب مبرح هو وعدد من موظفيه وأمنه الخاص داخل ملهى ليلي (SOHO) في منطقة "آيا نابا" بالعاصمة القبرصيةنيقوسيا، علي يد مجموعة من البودي جارد، دون معرفة السبب الحقيقي، وسط تكتم من جانب رجل الاعمال.
ورفض مكتب رجل الاعمال نجيب ساويرس الذي سافر الثلاثاء الي الكويت، الرد على أسئلة حول الحادث، فيما اكتفي ساويرس بالحديث عن ترحيب الرئيس القبرصي "أنستاسيادس"، الحار به عقب توقيع عقود إطلاق مشروع مرسى يخوت وفنادق ينشئه نجيب ساويرس في الطرف الشرقي لقبرص، على حسابه على تويتر، دون التطرق لما جري.
بداية القصة
وبدأت القصة بنشر سيدة اعمال مصرية تعمل في مجال الموضة في قبرص، تدعي "إيناس جوهر"، قصة ما جري داخل الملهي الليلي، مؤكدة تعرضهم لعلقة موت وضرب مبرح من جانب بلطجية داخل الملهي اختاروا المصريين ومنهم ساويرس تحديدا وقاموا بضربهم بشدة.
وقالت "جوهر" عبر حسابه علي فيس بوك، أنها كانت حاضره حفل كبير يوم الخميس الماضي في نادي "سوهو" في قبرص، تحت رعاية الرئيس القبرصي، أنستاسيادس، لإطلاق مشروع مرسى يخوت وفنادق ينشئه نجيب ساويرس في الطرف الشرقي لقبرص، دُعي إليه عدد كبير من النخبة المصرية.
وقالت إن الحفل غنت فيه المطربة اللبنانية نانسي عجرم ورقص معها نجيب ساويرس، وما أن اكتمل الحضور للحفل، وبدأ الغناء وشرب الشامبانيا، حتى وصل مجموعة من البلطجية، بنفس الزي، "وانتقوا المصريين ليضربوهم علقة موت"، وتحول المكان الي ساحة حرب.
وقالت "ايناس جوهر" أن الدماء والصراخ ملأ المكان مع تركيز الضرب على المصريين، وحاولت تصوير ما يجري فقام أحد البودي جارد المهاجمين بضربي وأخذ الموبيل، ليمسح الصور والفيديوهات التي صورتها لضرب المصريين، وكانوا يتحدثون "لغة شرق أوروبية لم أفهمها".
وقالت إنه عندما وصلت الشرطة لم تفعل شيء، وحاولت أن تطالبهم بتفريغ شرائط المراقبة لضبط المتهمين الذين ضربوا المصريين وهي وزوجها، ولكنهم تجاهلوا الامر، وعندما ذهبت للمستشفى وجدت العديد من المصريين مضروبين بنفس الطريقة على رؤوسهم بالعصي ما تطلب خياطة جروح في الراس.
وأشارت لأن الحراس الذين ضربوهم كانوا مفتولي العضلات، وحضر منهم العشرات لضربنا، وأن مالك النادي كان قد قتل في يونية الماضي، وأبيه أيضا وهناك أنباء عن أن مالك النادي يدير علاقات تجارية مشبوهة، في المخدرات، مشيره لمقال نشرته عنه صحيفة قبرصية.
وقد نشرت صحيفة "فاموغوستا" القبرصية خبرا عما قالت إنه مشاجرة بين أنصار رجل الاعمال ساويرس وبين عمال الملهي فجر السبت، وقالت إن الملهي كان به 30 مصري، ونقل 10 منهم للمستشفى لإصابتهم.
وتحدثت عن "احتكاك" بين الملياردير المصري نجيب ساويرس في أحد الملاهي بصحبه عدد من موظفيه وأمنه الخاص وعدد من رجال الأعمال المصريين مع بعض الشباب القبرصي ونقل رجل الأعمال المصري إلى مكان الإقامة الخاص به لتلقي العلاج بعيدا عن وسائل الإعلام.
ثلاثة تفسيرات لضرب ساويرس
ويقول العالم المصري نايل الشافعي، المحاضر في الولاياتالمتحدةالأمريكية ومؤسسة موسوعة المعرفة، أن هناك ثلاثة أسباب وراء تعرض ساويرس للضرب في قبرص عقب توقيعه اتفاق مشروع اليخوت والفنادق في منطقة "آيا نابا"Ayia Napa هي: (الأول): بلطجة عالية المستوى لفرض أتاوة على مشروع ساويرس الجديد
(الثاني): أن مفاوضات استيراد وإسالة الغاز الذي استولت عليه قبرص من مصر (في 2003) لا تتقدم بنحو مرضي لقبرص.
(الثالث): أن ميخائيل فريدمان (صبي بوتن) زعلان من مصر أو/ومن ساويرس، والعلقة كانت "قرصة ودن" من المافيا الروسية، علما أن فريدمان اشترى أوراسكوم للاتصالات من ساويرس واشترى ثلث حقول الغاز البحرية المصرية، وذلك بشرائه شركة DEA الألمانية، كما يسيطر فريدمان على القطاع المصرفي (الرسمي وغير الرسمي) في قبرص.
وتساءل "الشافعي": "هل سيؤثر الحادث على قمة الكالاماتا الرابعة التي ستنعقد في نوفمبر 2016 في القاهرة بين مصر وقبرص واليونان؟".
ونشر "الشافعي" نص منشور رجل الاعمال طارق الألفي، حول ما جري في "موسوعة المعرفة"، حيث روي "الألفي" قصة حضوره الحفل عقب تلقيه دعوة مع هدية من ساويرس، والسفر على طائرة خاصة وفندق خمس نجوم.
وقال: "صباح اليوم التالي استيقظنا وعلمنا من الجرائد بل وأصبح حديث المدينة الخناقة وضرب المدعوين في البار الذي ذهب له المدعوين مع نجيب ساويرس لاستكمال السهرة بعد العشاء".
وروي ما حدث كالآتي: "وقف بعض المدعوين على الكراسي كما يحدث عادة مع الموسيقى والرقص ولكن هذا السلوك لم يعجب القائمين على المكان وطلبوا نزولهم من على الكراسي والكنب وبطريقة غالبا غير لائقة".
واضاف: "اعترض نجيب أن ذلك غير لائق وأن الهدف تمضية وقت لطيف وطلب من مشرف المكان أن يعتذر الجرسون عما بدر منه لضيوف نجيب ولكن الجرسون لم يتقبل ذلك بل تطاول ودفع نجيب وفي غضون ثواني تطور الموقف إلى ضرب بالأيدي وبكل شيء حولهم وقام الأمن أو "الباونسرز" بأجسامهم الكبيرة بالضرب بالعصي والأيدي وإصابة الكثير تطلب معه نقل البعض للمستشفى للتضميد ولعمل غرز وتركوا المكان مليئا بالدم".
وتابع: "تم أيضا سرقة متعلقات البعض من موبايل وساعة وجزمة وما إلى ذلك وتم إعادة غالبيتها بعد ذلك وانتهت بمحضر من الطرفين كل ضد الآخر"، مشيرا لأن الأمن قام بضربهم ضربا مبرحا.
وفي تفسيره لما جري قال "بسبب أن الضرب وطريقته كانت غير طبيعية أو منطقية بدأت الكثير من الإشاعات ونظريات المؤامرة تنتشر: أولها اللي مقتنع انهم مأجورين وهدفهم ضرب المشروع وكان مدبرا سلفا".
والثاني "اللي مقتنع أن ده لأن القبارصة ضد المشروع ومش عايزين المصريين يأخذوا أرضهم ويعملوا من وراها فلوس"، والثالث "اللي رأيه أن النظام في مصر ضد المشروع اللي بيخرج الفلوس برة مصر وبدل ما يحطوا الفلوس في مصر ويساعدوا البلد"، قائلا إنه قيل "ده حتى بيلموا اسامي المعزومين عشان يراجعوا دفعهم للضرائب".
ولكنه أشار لأن ساويرس ظهر في الحفل في اليوم الثاني (الجمعة) مع الرئيس القبرصي، وتعامل مع ما حدث من ضرب لهم "بذكاء وبتريقة"، وأن الرئيس القبرصي اعتذار عما حدث في اليوم السابق (الضرب).