نفذ قائد الانقلاب العسكري مجازره بحق أنصار الرئيس محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ البلاد، تحت قصف إعلامي شديد التحريض والفاشية بحق المعتصمين في ميادين مصر، الرافضين لانقلاب العسكر على التجربة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة 25 يناير. كما حظي بغطاء ديني تمثل في مشاركة الأزهر والكنيسة في مشهد الانقلاب، إضافة إلى فتاوى علي جمعة التي أباحت الضرب في المليان، وربما ينسى البعض أن السيسي حظي كذلك بغطاء مدني كانت تقوده جبهة الإنقاذ التي قادت أول حكومة بعد 30 يونيو، برئاسة حازم الببلاوي ومحمد البرادعي. حكومة الببلاوي تشكلت في عهد المؤقت عدلي منصور بعد انقلاب 30 يونيو 2013، وقد كلف رئيس الوزراء حازم الببلاوي في 9 يوليو، وتم أداء قسم اليمين في 16 يوليو، ما يؤكد أن القوى العلمانية لا تتولى الحكومة إلا عبر دبابات العسكر وليس عبر صناديق الانتخابات وثقة الجماهير. عمد السيسي وجنرالات الانقلاب إلى ترضية جبهة الإنقاذ التي كانت جزءا من مؤامرة الانقلاب على الرئيس مرسي، فتم اختيار حازم الببلاوي القيادي بالحزب المصري الديمقراطي، رئيسا للحكومة، وتولى محمد البرادعي رئيس حزب الدستور، نائبا للمؤقت عدلي منصور في الشؤون الخارجية، وأيضا حسام عيسى عضو الهيئة العليا لحزب الدستور تولى وزارة التعليم العالي ونائب رئيس مجلس الوزراء. كما تولى زياد بهاء الدين عضو الهيئة العليا للحزب المصري الديمقراطي، وزارة التعاون الدولي ونائب رئيس مجلس الوزراء، وكمال أبو عيطة عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة الناصري التابع لحمدين صباحي، وزارة القوى العاملة والهجرة، كما تولى منير فخري عبد النور القيادي بحزب الوفد، وزارة الصناعة والتجارة الخارجية، وطاهر أبوزيد المرشح في انتخابات 2011 عن حزب الوفد، وزارة الدولة لشؤون الرياضة، أما أحمد البرعي عضو الهيئة العليا بالحزب المصري الديمقراطي، فتولى وزارة التضامن والعدالة الاجتماعية. كما تم تعيين مصطفى حجازي وسكينة فؤاد وأحمد المسلماني مستشارين للمؤقت عدلي منصور. وكلهم كانوا إما أعضاء بجبهة الإنقاذ، أو مؤيدين لخطها في دعم الانقلاب على الرئيس المنتخب والتجربة الديمقراطية الوليدة بعد ثورة يناير. إذا تشكلت حكومة جبهة الإنقاذ من خليط من العسكر وفلول نظام مبارك وعدد من أحزاب الأقلية، هي "المصري الديمقراطي، والدستور، والكرامة، والوفد". وهي التي دعمت القيام بمذابح العسكر بعد الانقلاب، وبررت هذه الجريمة التي لا تسقط بالتقادم، ولم يتقدم أي منهم باستقالته احتجاجا على المذبحة، بل يؤثر عنهم الدعم اللا محدود لجرائم السيسي وجنرالات العسكر. اعترافات خطيرة للبرادعي وفي أعقاب المجزرة، أعلن الدكتور محمد البرادعي عن استقالته، ونشرت له "الشروق"- في عدد السبت 17 أغسطس 2013- تصريحات مثيرة وخطيرة أعلن فيها عن أنه اعترض رسميا في مجلس الدفاع الوطني على قرار فض الاعتصام، كما أعلن عن أنه لم يكن موافقا له في أي وقت وسجل اعتراضه في اجتماع مجلس الوزراء على مثل هذا القرار، وأن الإخوان وافقوا على إخلاء نصف الميدان والتوقف عن المسيرات، وبيان يدين العنف مقابل إطلاق الكتاتني وماضي، والبدء في مفاوضات سياسية واسعة تفضي إلى حل للأزمة. وذكرت الشروق- نقلا عن مصدر مقرب من البرادعي ساعتها- أن الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي وقطر والإمارات رحبت بالاتفاق. غير أن المصدر قال إنه يبدو أن هناك قرارا مسبقا بفض الاعتصام، مدعوما من جانب بعض دول الخليج. إعلان جماعة الإخوان إرهابية وفي 25 ديسمبر 2013، وعلى خلفية مسرحية تفجير مديرية أمن الدقهلية، أعلنت حكومة جبهة الإنقاذ العسكرية عن اعتبار جماعة الإخوان إرهابية، وذلك صبيحة الحادث المسرحية وقبل إجراء أي تحقيق أو حتى إعلان أي جهة مسؤوليتها، على الرغم من إعلان تنظيم بيت المقدس مسؤوليته عن الحادث بعد ذلك. وأعلن بيان الحكومة الدكتور حسام عيسى وزير التعليم العالي ونائب رئيس مجلس الوزراء. إقالة مهينة لحكومة الببلاوي
في 24 فبراير 2014، وبعد 8 أشهر فقط من توليها الوزارة، أعلنت حكومة حازم الببلاوي عن استقالتها عقب إضرابات عمالية في قطاعات عديدة. ولكن حسام عيسى، وزير التعليم العالي والنائب الثاني لرئيس الحكومة المستقيلة لاحقًا، أعلن عن أن الحكومة تمت إقالتها ولم تستقل كما أعلن رسميا. وهكذا خلع العسكر حكومة جبهة الإنقاذ بمهانة وإذلال، وجاءت حكومة جديدة بنكهة نظام مبارك يقودها إبراهيم محلب.