كالعادة جاء خطاب عبدالفتاح السيسي قائد الانقلاب، السبت الماضي، في احتفاله بالذكرى الأولى لافتتاح تفريعة القناة ضخمًا ومبالغًا فيه من أجل التغطية على فشل المشروع ذاته وتراجع إيرادات القناة خلال العام الماضي منذ افتتاح التفريعة وحتى اليوم. "الحرية والعدالة" ترصد في هذا التقرير أبرز الملاحظات على الاحتفالات التي شاركت فيها طائرات الرافال والمسترال وسط أجواء احتفالية غير مسبوقة. احتفال بالفشل أبرز وأول الملاحظات هو الإصرار على الاحتفال بذكرى التفريعة الأولى رغم ثبوت تراجع الإيرادات، حسب البيانات الرسمية لهيئة قناة السويس والبنك المركزي المصري. وأعلن الفريق مهاب مميش، في مؤتمر صحفي الأربعاء 13 من يناير من العام الجاري 2016، أن إيرادات القناة تراجعت خلال عام 2015 "عام افتتاح التفريعة" بنسبة 5.3% عن العام السابق، وبلغت 5.175 مليارات دولار! "4.2%" تراجعا في إيرادات القناة وكان رئيس هيئة قناة السويس، قد صرح بأن الإيرادات ستصل في العام الأول لتشغيل القناة لنحو 6.018 مليارات دولار. ووفقًا للإحصائيات الرسمية التي نشرتها هيئة قناة السويس فإن عائدات قناة السويس منذ افتتاح المجرى الجديد في أغسطس عام 2015 وحتى نهاية مارس 2016 بلغت 3 مليارات و429 مليون دولار بتراجع 158 مليون دولار، وبنسبة 4.2% عن إيرادات الفترة نفسها المماثلة "من أغسطس 2014 وحتى مارس 2015"، التي بلغت 3.587 مليارات دولار، حسب آخر أرقام تم الإعلان عنها رسميًّا على موقع هيئة قناة السويس. استمرار الكذب بشأن أرباح التفريعة وعلى عكس ما نشرتها الهيئة في بيانات رسمية سابقة أعلن الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، فجأة خلال الاحتفال ارتفاع إيرادات قناة السويس منذ بداية عام 2016 وحتى شهر أغسطس الجاري بنسبة 4%، لتسجل نحو 3,2 مليارات دولار، بما يعادل نحو 26,6 مليار جنيه مصري، على الرغم من انخفاض معدل التجارة العالمية بنحو 14% عن عام 2015. وكان الأولى به أن يذكر إيرادات القناة خلال عام منذ افتتاح التفريعة، ولكنه تجاهل ذلك حتى يتمكن من التلاعب وتضليل الجماهير والإيحاء بتحقيق مكاسب على خلاف الحقيقة.
سيادة روح الإحباط واليأس والغمز في الإخوان وكان الموضوع الأبرز في صحافة الأحد 7 أغسطس هو تصريحات السيسي في احتفالات الذكرى السنوية الأولى لتفريعة قناة السويس. والاهتمام الأكبر بها كان في الصحافة الحكومية وخصوصا الأهرام، لكن مانشيتات الصحف الخاصة استطاعت بمهارة أن تعبر عن خلاصة خطاب السيسي الذي كان يحارب طواحين الهواء ويشعر بحالة من اليأس والإحباط، ويعلم أن الشعب فقد الأمل فجاءت كلماته تحاول أن تعالج هذا الوضع البائس، وكانت أكثر كلمة استخدمها هي (الشك/ التشكيك/ المشككين/الإحباط). وجاء مانشيت المصري اليوم «السيسي يحذر من إرهاب الإحباط وهزيمة الإرادة»، ومانشيت الشروق «السيسي: الشعب لن يتجاوب مع دعاة التشكيك»، ومانشيت الوطن «الهدف من التشكيك فى الإنجازات ضرب إرادة الشعب»، ومانشيت اليوم السابع اعتبر أن «"السيسي" يخرس المشككين بالحقائق كاملة»!! وهو ما يعكس سيادة روح اليأس على السيسي واستحواذها على مشاعره وأفكاره. ولا يخفى على أحد أن اتهام السيسي لفريق بالتشكيك في فناكيشه التي يطلق عليها مشروعات قومية إنما يقصد الإخوان ورافضي الانقلاب بشكل واضح. على الرغم من أن الناقدين لسياسات السيسي السياسية والاقتصادية إنما يستندون على أدلة ومعطيات حقيقية وأرقام وإحصائيات صادرة عن مؤسسات رسمية إضافة إلى الواقع الذي يشهد أن السيسي لا يملك سوى الوعود الفارغة والتصريحات الرنانة في ظل انهيار كامل في كل مرافق وقطاعات الدولة. العاطفية والتمسح بالجيش ولعل من أبرز الملاحظات التي يمكن رصدها بسهولة استخدام السيسي لغة عاطفية في خطابه ورصدت مانشيتات الصحف الحكومية ذلك بسهولة ف مانشيت الأهرام « لن تنال أى قوة من مصر وشعبها .. التشكيك فى المشروعات القومية هدفه تحطيم إرادة المصريين»، ومانشيت « السيسي: مستحيل أن يهزم أحد إرادة المصريين.. هدفهم كان إما أن يحكمونا أو يقتلونا والآن التشكيك فى كل إنجاز». كما تمسح السيسي بالجيش واستعرض بطائرات الرافال والمسترال، وهو ما عده مراقبون تغطية للفشل في المشروع وتراجع إيرادات القناة فلجأ إلى البروباجندا والحملات الدعائية والاحتفالات الضخمة من أجل ما أسماها من قبل "رفع الروح المعنوية للمواطنين" بعيدا عن تحقيق تقدم حقيقي وملموس على أرض الواقع. 3 تحفظات للهواري من جانبه كشف الكاتب الصحفي أنور الهواري 3 ملحوظات خطيرة على احتفالات قناة السويس وخطاب السيسي. وقال "الهواري" -في تدوينة عبر حسابه الشخصي ب"فيس بوك"-: "من الساعة التاسعة، وأنا أشاهد التلفزيون المصري، حوالي أربع ساعات، تغطية وافية لجولة السيسي في الإسماعيلية، أنصح كل صديق بالاستماع إليها لو كان لها إعادة". وأضاف: "اللي فهمته واستنتجته باختصار شديد: أولا: السيسي يحكم من خلال مجموعة حاكمة، هذه المجموعة ليس منها البرلمان أو الوزارة، ولهذا تم اختيار رئيس وزراء يثير العطف الحقيقي والشفقة المخلصة، وتم اختيار رئيس برلمان يثير الاستياء الصادق والرثاء الحزين.. وأستطيع بكل اطمئنان القول؛ إن هاتين المؤسستين هامشيتان وشكليتان ومجرد ديكور لاستيفاء الشكل الرسمي للدولة" حسب رأيه. "ثانيا: هذه المجموعة الحاكمة لديها برنامجها وأدواتها وخططها، التي تضعها مع نفسها، وتنفذها بنفسها، وتعلن عنها قطعة وراء قطعة، حسب ما يتراءى لها ذلك.. وهي واثقة مما تفعل، وليست في حاجة لنصائح من أحد خارجها، وليست تعبأ بأي نقد أو معارضة أو رأي مختلف لسبب بسيط، فهي تعتقد كل الاعتقاد، أنها على صواب مطلق" حسب قوله. "ثالثا وأخيرًا: "المشكلة، ليست في النوايا، فالأصل هو افتراض أن كل النوايا حسنة وسليمة، لكن المشكلة تكمن في اُسلوب الحكم، وفي منهج الإدارة، وفي آليات صناعة القرار، وفي رسم الأولويات العامة، والله أعلم". واعتبرت وكالة أسوشيتدبرس أن السيسي يدافع عن مشروعاته بالحديث عن المؤامرة، ولا بذكر الأرقام والإحصائيات التي تدلل على صحة موقفه. ونشرت الوكالة تقريرا، الأحد، سلطت فيه الضوء على اتهام السيسي بتدبير مؤامرة على الشعب! كما رفض بشدة الانتقادات الموجهة لطريقة تعامله مع الاقتصاد المتداعي، بحجة أن المشككين يسعون لتقويض إرادة المِصْريين.