أكد الدكتور محمد حسين ، أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة، بأن رد السفير الألماني لدى القاهرة "قرارنا حول صفقة بيع الغواصات لمصر لن تستطيع أي دولة تغييره" ، هو محاولة ألمانية للاستقلال عن التوجهات الامريكية والصهيونية ، وأشار إلى أن ألمانيا وفرنسا تقودان الاتحاد الاوربي ولهما مصالح مشتركة مع الولاياتالمتحدةالامريكية . وقال حسين ، في تصريح خاص ل "بوابة الحرية والعدالة "، أنه آن الاوان لألمانيا أن تستقل عن الصهاينة ، مشيرا أن الضغوط الصهيونية غير مبررة حيث تلعب دائما على عقدة الذنب " الهولوكوست " . وأضاف :"لكن ألمانيا لن تغضب الصهاينة وستحاول أن تقنعهم بأهمية هذه الصفقة بالنسبة لهم ، مشيرا الى ان لكل دولة مصالها الخاصة واستقلاليتها ومن الممكن ان يتم التفاوض حول تلك الصفقة ويتم وضع شروط قاسية على مصر" ، متخوفا من أن تتم الصفقة مثلما حدث في صفقة "طائرات الاي واكس الامريكية الصنع " التي قامت الولاياتالمتحدة ببيعها للسعودية عام 1979م 1981والتي اعترض عليها الكيان الصهيوني بشدة فتم وضع شروط قاسية على السعودية أدت الى عدم استفادتها بتلك الطائرات فيما بعد . ونصح الجانب المصري بان يكون على ضراية كبيرة ووعي تام لأي شروط يتم وضعها على مصر تجاهها ، مشددا على ضرورة ان تعترض مصر على التدخل السافر من الجانب الصهيوني على تلك الصفقة . جديرا بالذكر أن السفير الالماني قد رد أمس حول ما أثير في وسائل الإعلام مؤخرا بشأن تلميح ألمانيا عدم إتمام صفقة بيع الغواصات من طراز 209 إلى مصر. قال السفير كل ما يتصل بموضوع تصدير السلاح هو من اختصاص المجلس الأمني الألماني الاتحادي.. من حقه أن يوافق أو لا يوافق.. والقرارات التي تتخذها الحكومة الألمانية في هذا الشأن تكون سرية ولا يجوز الكشف عنها.. أضاف كل ما استطيع قوله هو أنه عندما تتخذ الحكومة الألمانية قرارا في مثل هذا الموضوع فإنها تتخذه بعد دراسة.. ولا تستطيع أي حكومة في العالم بعد ذلك أن تغيره. وأكد مثل هذه الأمور تكون محاطة بسرية كبيرة ولا يجوز لأحد في الحكومة الألمانية ولا في الحكومة المصرية التحدث فيه.