يحكى أن قضاء يدعي الشموخ أسقطه طفل عمره 3 سنوات، حمله والده على كتفه، ب"شورته الجينز" وفانلته الصفراء، وبيد الطفل "ببرونة" يرضع منها، بعدما حكم على طفل بالبراءة في قضيتين من أصل أربع قضايا، وحكم في الاثنين الأخريين بالحبس لمدة عام!. وقف الطفل على شفير قبر القضاء الشامخ، اليوم الثلاثاء، يبكي بعدما صدق الأخير حديث أمين شرطة يتهم "زياد حسن"، بسرقة مواد محجرية ومقاومة السلطات، ويصبح الطفل المتهم تطارده قضيتان أخريان بنفس التهم، وحكم عليه فيهما بالحبس لمدة لكل قضية. ولأن "الببرونة" لا تزال فى فمه، وقف زياد أمام قاضي محكمة استئناف مدينة نصر على يد محاميه باكيا لابتعاد والده عنه، راغبا في الاستمرار باللعب، ثم ارتفع صوته بالبكاء، مرددا "سيبنى يا بابا ألعب شوية"، فحمله الأب على كتفه وجلس بعيدا في آخر القاعة. وأمام المتقاضين يحمل القاضي الشاكوش ويضرب به على منصته، وينادي الحاجب: "المتهم" زياد حسن. القاضى يلغي عقله ويتجاهل أن "زياد" فاقد التمييز والتحكم في بولته، ويتعامل مع الورق، ينظر معارضة المحامي على حكم حبس موكله "زياد" سنة مع النفاذ؛ بتهمة السرقة ومقاومة السلطات، وقتئذ انتبه جميع الحضور إلى أن المتهم هو الطفل، ولكنهم ألغوا عقولهم، من براءة طفل مما نسب إليه بالمنطق، وتعاملوا مع الورق. مطالب الطفل بخلاف اللعب، الألحاح على والده ومحاميه "عايز شيكولاته.. وبيبسى"، فجلس والده على مقهى صغير بجوار المحكمة، بينما حمل المحامى موكله ودخل به إلى سوبر ماركت ليشترى له حلوى وبسكويت، فظهرت الابتسامة على شفتى الطفل فورا، غير عابئ بحكم سنة من الممكن أن يؤيده قاضي محكمة مدينة نصر، مثلما أيد زميله أحكاما على بنات في عمر بناته، كل تهمتهن الهتاف "يسقط حكم العسكر.. في حرية ناس بتفكر". وحصل زياد، أمس الأول، على البراءة في حكمين من جملة 4 أحكام قضائية، يبلغ مجموع مدد الحبس فيها 4 سنوات و3 أشهر، حيث تم الحكم بحبسه 3 أشهر، لاتهامه بأنه استخرج عدة مواد حجرية من المحاجر فى 9 سبتمبر 2015، بدون ترخيص. وأثار الخبر الذي يتم تداوله، منذ 19 سبتمبر 2015، وكان عمر زياد حينها سنتين، تعليقات النشطاء، فقال أحمد "قضاء مسخرة وشبه دولة فقدت عقلها". وقال عبد الله علي: "فكرة ممتازة مفيش أكتر من تشابه الأسماء في مصر، أى حد ياخد حكم يروح يدور على طفل يحمل نفس اسمه والطفل يبجيب البراءة"، وقال "شاهد مصر": "فقدوا بوصلة العقل". أما عمرو عادل فكتب "لقيوا طفل الببرونة ده فين؟"، وقال محمد كساب "يا بلاد الموز".