اتساقا مع موجة التسريبات التي باتت تشهدها مصر في كافة القطاعات والمؤسسات، سواء من داخل المؤسسات العسكرية على يد قائد الانقلاب السيسي وعباس كامل، أو من داخل امتحانات الثانوية على يد صفحات "شاومينج بيسرب للثانوية العامة"، شرعت وزارة أوقاف الانقلاب هي الأخرى في تسريب خطب الجمعة قبل ساعات من إلقائها على المنابر، وذلك للتمهيد لفرض الخطبة المكتوبة. وبالرغم من أن تسريب خطبة الجمعة كان طرفة يتداولها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، لكن عند وزير أوقاف الانقلاب "مختار جمعة"، الشهير بالمخبر، أصبحت حقيقة، حيث قامت الوزارة عبر موقعها الرسمي، بطرح خطبة جمعة بعنوان "العفة والمروءة والترفع عن الدنايا"، وطالبت الأئمة والخطباء بالالتزام بها بشرط ألا تزيد عن ربع ساعة. وأطلقت وزارة الأوقاف على الخطبة مسمى "الخطبة الاسترشادية"، وذلك كتمهيد منها لفرض "الخطبة المكتوبة" التي تعمل على إقرارها هذه الأيام. وأكدت الوزارة- عبر موقعها الإلكتروني- أن القطاع الديني بوزارة الأوقاف بصدد تشكيل اللجنة العلمية لإعداد وصياغة ما يعرف ب"الخطبة المكتوبة"، التي من المقرر فرضها على جميع الأئمة كي يقرؤوها من ورقة، مشيرة إلى أنه لحين انعقاد تلك اللجنة الهزلية، ووضع برنامج عملها، وإخراجها كخطبة نموذجية، فإنهم يضعون أنموذجا استرشاديًّا للالتزام به أو بجوهره. وأوضحت أن جميع قيادات الديوان العام والمديريات سيلتزمون بها من هذه الجمعة، مع تأكيد ضرورة الالتزام بالموضوع أو بجوهره، وعدم الخروج على جوهر الموضوع أو على الوقت المحدد، والذي حددته ما بين 15-20 دقيقة. تهميد للخطبة المكتوبة من جانبه، كشف الشيخ طارق جمال، الإمام والخطيب بالأوقاف، عن أن أوقاف الانقلاب تمهد للخطبة المكتوبة عن طريق ما أسمته بالخطبة الاسترشادية، التي تم طبعها وتوزيعها على جميع أئمة الأوقاف، هذا الأسبوع، تحت عنوان "العفة والمروءة والترفع عن الدنايا". وأوضح جمال- في تصريحات خاصة للحرية والعدالة- أن الوزارة كانت في السابق تكتفي بتحديد "عنوان الخطبة" والعناصر الخاصة لها، وتضع بعض الأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية، دون أن تفرض نصا بعينه يلتزم به الخطيب، وهو بعكس ما جرى هذا الأسبوع، حيث إن الخطبة الاسترشادية التي تم توزيعها، أمس، خطبة متكاملة من حيث العنوان والعناصر والأدلة والنص المكتوب. تقضي على ما تبقى من روح الخطبة وكشف عن أن أغلب مديريات الأوقاف على مستوى الجمهورية شهدت، الأسبوع الجاري، اجتماعات لبحث موضوع "الخطبة المكتوبة"، الذي أعلن عنه وزير الأوقاف محمد مختار جمعة، والذي من المقرر تطبيقه حال إقراره بمجلس الشعب قريبا. وأشار إلى أن هناك العديد من التباين في الآراء بين الأئمة والخطبة حول "خطبة الجمعة المكتوبة"، والغالب بين الأئمة هو رفض تلك الفكرة؛ على اعتبار أنها تقضي على ما تبقى من روح خطبة الجمعة، بحسب قوله. عسكرة المساجد خطة مستمرة ولا تكف وزارة أوقاف الانقلاب عن تنفيذ خطتها المتواصلة بعسكرة المساجد في مصر، والتي بدأتها بفصل كل خطيب تشك في انتمائه لجماعة الإخوان المسلمين أو أي تيار إسلامي يعارض الانقلاب العسكري. كما نشرت وزارة أوقاف الانقلاب مخبريها على كافة مساجد مصر، ومنعت صلاة الجمعة من الزاويا التي لا تزيد مساحتها عن 80 مترا، ومنعت إعطاء تصاريح خطابة لكل من لا يستخرج تصريحا من أمن الدولة. كما اتبعت سلطة الانقلاب سياسة، وهي أن المساجد لا تفتح إلا وقت الصلاة فقط وتغلق بعدها مباشرة، ومنع الاعتكاف بها في رمضان إلا بتصريحات من أمن الدولة، بالإضافة إلى التضييق على المصلين ومنع إقامة الشعائر؛ وفرض الخطبة الموحدة، وأخيرا تسعى لفرض الخطبة المكتوبة على جميع الأئمة والخطباء.