كشفت مصادر مطلعة بوزارة الأوقاف أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي كلف مستشاره الديني أسامة الأزهري بكتابة خطبة الجمعة الموحدة أسبوعيًّا، مع عرضها كل أربعاء على اللواء عباس كامل، مدير مكتبه ليقوم بمراجعتها نيابة عنه لاعتمادها وإرسالها مكتوبة لإدارة المساجد بالوزارة على أن تتاكد من وصولها للخطباء قبل يوم الجمعة، سواء عن طريق الفاكس أو الميل، أو طباعتها من على موقع الوزارة. وقالت المصادر إن وزير الأوقاف الانقلابي مختار جمعة كلف مفتشي الوزارة بالمرور على المساجد التابعة لإشرافهم يوم الجمعة المقبل لمتابعة الخطباء ورفع تقارير مفصلة عن مدى التزامهم بالقراءة من "ورقة الأوقاف" بناءً على تعليمات أمنية وسياسية.
وكان أئمة وخطباء المساجد قد فوجئوا بقرار من مختار جمعة، وزير أوقاف الانقلاب، بإصدار قرار بتعميم قراءة خطبة الجمعة من الورقة التي تعدها الوزارة مسبقًا على مستوى الجمهورية، وذلك بعد ساعات من اجتماع السيسي به يوم الأحد الماضي.
فيما أكدت حركة أبناء الأزهر الأحرار أن هذا القرار الخطير استمرار لسياسة هدم الثوابت وتكميم الأفواه، وفي سابقة لاحتلال المساجد والمنابر وسيضر بالدعوة الإسلامية والخطابة الدينية والأئمة والدعاة على وجه الخصوص، فهو يصادر حق الخطباء والأئمة في اختيار موضوع الخطبة وعرضه بما يتناسب مع البيئة والمجتمع الذي يعيشون فيه.
وأكدت الحركة أن الارتجال في الخطبة من سمات الأئمة والخطباء، ابتداء من النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين والأئمة الأعلام إلى يومنا هذا، وسيؤدي إلى تجميد الخطاب الديني وليس تجديده، وإهانة وتضييع هيبة الإمام والخطيب، ومحو شخصيته وسط جمهوره، وسيقضي على التميز والتفوق وعدم التحضير، وسيضعف الخطيب علميًّا، ويُقتل الإبداع، فتصبح الخطبة بلا روح، وعدم الانفعال العاطفي والفصل الروحي بين الخطيب وجمهوره، ولن تحقق الرسالة التي تهدف إليها خطبة الجمعة.