لم يكتف رموز نظام المخلوع مبارك بالحصول على براءات كاذبة من القضاء الشامخ في مصر، لكن حرص العديد منهم على العودة للحياة السياسية مرة أخرى، وربما عاد بعضهم إلى نفس مكانه قبل ثورة يناير، لكن حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك والمتهم الأول في قتل ثوار يناير، كان له رأي مختلف في عودته، حيث قرر أن يعود للحياة العامة في عهد قائد الانقلاب السيسي بإمبراطورية إعلامية تضم قناة فضائية وجريدة وموقعا إلكترونيا. تلك هي باختصار الإمبراطورية الإعلامية الجديدة التي تقوم على إدارتها وتنفيذها الصحفية إلهام شرشر، زوجة وزير داخلية مبارك حبيب العادلي، والتي ستتولى منصب رئيس التحرير للصحيفة والموقع. وكشفت مصادر، في تصريحات صحفية، عن بدء تأسيس المشروع الإعلامي منذ أشهر قليلة، بعقد اجتماعات مع عدد من كبار الصحفيين لمساعدة زوجة وزير الداخلية الأسبق في المشروع الجديد وإدارته، في الوقت الذي أكدت فيه المصادر أن الموقع الإلكتروني والصحيفة يحملان اسم "الزمان". وأوضحت المصادر أن الإمبراطورية الإعلامية تعود ب«العادلي» للمشهد من جديد، حيث يسعى لتصحيح صورة العادلي، وستكون بوقا لتمجيد وتلميع نظام السيسي، كبقية وسائل إعلام النظام العسكري في مصر. وأكدت المصادر أن قيادات المشروع الإعلامي عقدت اجتماعها، خلال الأشهر الماضية، حيث تم اختيار عمارة سكنية تطل على ميدان التحرير لتكون مقرا لإدارة المشروع الإعلامي، وهو الميدان الذي شهد الثورة ضد سياسة «العادلي» في 25 يناير. وذكرت المصادر أن صحفيين رفضوا حضور الاجتماع؛ تخوفا من إثارة الجدل حول دعم «العادلي» للمشروع، كما رفض آخرون تولى المسؤولية؛ حتى لا يتم اتهامهم بدعم رجال نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك. ورجحت المصادر أن يعيد «العادلي» حساباته بشأن القناة الفضائية، حيث يفضل شراء قناة قائمة بالفعل، بدعم من بعض رجال الأعمال من الحزب الوطني المنحل، بدلا من تأسيس قناة جديدة.